[poem=font="Courier New,4,white,bold,normal" bkcolor="darkred" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إغضبي ما شئتِ يا سيّدتي = في رؤى عينيكِ أحببتُ الغضبْ
حلوةٌ أحلى من البدرِ سناً = حينَما أشرقتِ حيَّاً وانْسَحَب
وتمنّتْ كلُّ أنوارِ الدُّجى = لو توارتْ خَلْفَ شَعْرٍ من ذَهَبْ
قامةٌ خصَّرهَا مَشْيُ الغِوَى = مثلما الغُصْنُ من الحوْرِ انْتَصَب
وعلى الوجهِ استَراحَتْ حُمْرةٌ = لوْنُها المسحورُ لِلْوَرْدِ انْتَسَب
يا لثغرٍ يَرْقُدُ الدِّفء بهِ = حَارِقٌ كالجمر غطَّاهُ اللَّهَب
يا لَها فاتِنَةٌ من سِحْرها = نسَجَ الليلُ رداءً مِنْ قَصَب
قَدْ صَبَا قلبي إليْها عَاتِباً = كم تُرى يحلو مع الدِّفء العَتَب
عِنْدَما البَسْمَةُ رَّفتْ كالضحى = غَضَبُ الْوَجْهِ تَوارى واحْتَجَبْ
خِلتُ فجراً فَرَّ من أحْدَاقِها = أو نُضَاراً من سَنَا النَّجْم انْسكَب
قُلْتُ والشوقُ بصدري عَارِمٌ = سَهْمُهَا العَاجِيُّ لِلْقَلْبِ اقْترَب
لَوْ صَبَرْتُ الدَّهْرَ مَسْكُوناً بها؟ = هلْ يُعيدُ الدهرُ مِنّي ما اسْتَلَبْ
فخذي ما شِئْتِ من عُمْرِ الهوى = أَفَيَرْضَى مِنْ فُؤادي ما نَهَب؟
ضاعَ عُمري وَهْوَ في رَيْعِ الصِّبا = وانحنَى غُصْنِي وأَعْيَانِي التَّعبْ
فاسْقِني من خَمْرةِ الحُبِّ نَدَىً = رُبَّما يَمحُو زمَاني ما انْكتَبْ
[/poem]