بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ثم أما بعد:
أحبتي في الله أخترت لكم هذا الحديث ليكون مدخلا لما اردت الكتابة عنه راجيا من الرحمن الرحيم .
أن يحسن ختامنا وأن يتوفانا مسلمين وأن يجمعنا مع من نحب في جنة الخلد والنعيم المقيم .
ابدأ معكم احبتي في الله بهذا الحديث العظيم :
غاب النبي صلى الله عليه وسلم طوال اليوم عن ثوبان خادمه وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ' اهذا يبكيك ؟ ' قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة فقال له عليه الصلاة والسلام يا ثوبان المرء يحشر مع من أحب ...
بأبي أنت وأمي ياسيدي وياحبيبي يارسول الله ...
من هذا المدخل العظيم تأتي موعظتي لكم:
نبكي فراق من نحب بموت أو رحيل أو فراق ...
وننسى أن الفراق هو أن لا نحشر مع من نحب !!
والكارثة الأعظم أن نحشر مع من نحب !!
عندما بكى ثوبان فراق الحبيب المصطفى خشي ان لايلقاه بالجنة لعلمه بمكانة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فبشره وطمنه سيد ولد آدم بان المرء يحشر مع من احب ...
وفي نفس الوقت فالأمر مرعب وبه من التحذير فنبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن ينطق عن الهوى ولننظر حولنا الاف الشباب والفتيات من يحبون ؟ ومن يحاكون ؟ وبمن يقتدون ؟... لاهون ... !!ساهون ...!! مفرطون ..!!. للحظة الفراق والموت مغيبين هي لحظة النهاية والبداية نهاية دنيا فانية وبداية حياة خالدة فإما جنة ونعيم وإما سعير وجحيم فإما حب يحشرنا مع النبيين والصديقين وإما حب يحشرنا مع الكفار والمشركين ومن احبوهم وتبعوهم حتى ولو دخلوا حجر ضب لدخلوه خلفهم فأسرفوا بحبهم وتقليدهم ونسوا أن الموت قريب جدا عندها يكون الفراق المرير والنهاية صوب بداية أليمة ونار تلظى
والسؤال الأن :
هل اعددنا للحظة الفراق وخاصة فراق من نحب ؟
هل بكائنا على فراق احبتنا ودموعنا نحن أحوج بها منهم ؟
هل إنتبهت أخي الحبيب وأختي الكريمة عندما تخرج من دار بيتك آمنا مطمئنا على قدمك هلا تذكرت وإنتبهت بأن هناك لحظة ستخرج من دار بيتك محمولا على نعشك تبكيك العيون للحظات محسوبة بأيام لترحل عن فراشك الناعم الوثير وأحبابك إلى قبرك وتراب ودود وسؤال منكر ونكير
فإما راحة ونور وإما حسرة وندم حيث لا ينفع الندم
بقلم
جميل الثبيتي
الجمعة 29/3/1432هـ
ادعوا لي ولكم وللمسلمين والمسلمات الأحياء
منهم والأموات بالمغفرة والرحمة وجنة عرضها الارض والسموات