عجباً لهذه الدنيا ثم عجباً يالله من حياتنا اليومية فسرعان ماتصادف غرائب وعجائب
كيف ذلك :-
كان لنا أصدقاء وأخوان أعتد بهم ... فرأيت منهم من الجفاء وترك شروط الصداقة والأخوة عجائب ... فأخذت أعتب .... فانتبهت إلى نفسي فقلت : وما ينفع العتاب.... فان هم صلحوا، فللعتاب لا للصفا ....فهممُت بمقاطعتهم ، ثم تفكرت... فرأيت الناس بين معارف وأصدقاء في الظاهر ... وأخوة مباطنين ...فقلت : لا تصلح مقاطعتهم . إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الأخوة الى ديوان الصداقة الظاهرة .... فان لم يصلحوا لها نقلتهم الى جملة المعارف ،وعاملتهم معاملة المعارف ... ومن الغلط أن تعاتبهم ...فقد قال يحيى بن معاذ : بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له : اذكرني في دعائك ...
وجمهور الناس اليوم معارف ... وينذر فيهم صديق في الظاهر ...
أما الاخوة والمصافاة فذاك شئء نسخ .... فلا يطمع فيه .... وما أرى إلا إنسان يصفو له أخوه من النسب ولا ولده ... ولا زوجته ....فدع الطمع في الصفا ... وخذ عن الكل جانبا .... وعاملهم معاملة الغرباء .... واياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود .... فان مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره .... وربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك ....
وقد قال الفضيل بن عياض :
اذا اردت أن تصادق صديقا فأغضبه ....فان رأيته كما ينبغي فصادقه..... وهذا اليوم مخاطرة لانك ان أغضبت أحدا صار عدوا في الحال ....
والسبب في نسخ حكم الصفا ، ان السلف كانت همتهم الاخرة وحدها ، فصفت نياتهم في الاخوة والمخالطة .... فكانت دِينا لا دَينا .
دعوكم هذه فضفضة مني لنفسي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهههه
يحفظكم الباري