[ALIGN=CENTER]روى لي أحد الأصدقاء الأعزاء قصتة مع المرض لكي أكتبها في هذا المنتدى الرائع وقال ان هدفه الوحيد هو الدعاء له بالشفاء بعد سماع القصة.
والقصة كما رواها لي وطلبت منه ان يكتبها لي بيديه وباسلوبه :-
(((لم تنبع هذه الكلمات من قلب عاشق او ولهان ? ولا من عقل فيلسوف او حكيم ? ولم تنقشها ريشة رسام على اللوحات...ولم تصغها خيالات المفكرين أوالمجانين ...ولم ترصدها تكهنات العرافين ولا توقعات العامه والماره .
تجرفنا رياح الزمن نحن أمتعتنا وظروفنا ...نحن وكل من حولنا ....وكل ما حولنا...نحن ومن نعرف ..ومن لا نعرف .
تحملنا هذه الرياح فتبحر بنا في عوالم الحياة المختلفة ? منا من ترسو سفينته في عالم السعادة ..ومنا من ترسو في عالم الشقا ..ومنا من ترسو سفينته في عالم المجهول عالم نحن لا نعرفه ...وغيرها من العوالم .
وأنا ممن لفظتهم سفنهم في مستنقع المرض والخوف..حقيقة لا أعرف وأنا احكي لكم هذه القصة ماذا يجب ان تكون عليه ردة فعلي أأحزن أم أنسى أم ...ماذا؟!! ..وخصوصاً بعدما قفلت ابواب العلاج من أمامي .
لقد ابتلاني الله عز وجل بمرض كان له النصيب الاكبر من حياتي ...تفكيري...ألآمي..ودعوني اصارحكم والكثير من دموعي !!!!.
ومع مرور الزمن ودوران عجلته اشتعل وانتشر هذا المرض في جسدي، وبدأ يلتهم اجزاءاً من جسدي ويفرض سيطرته عليه كما تلتهم النار الحطب.
وكما يقولون ترك السبب معصية ?،عزمت البحث عن العلاج ومكافحته ومنذ ذلك الوقت حملتني امواج سفينتي للبحث عن علاج هذا المرض فكنت في رحلة غير محددة الزمن ولا المكان .
توصلت من خلال رحلة العناء الى علاج مناسب وان لم يكن العلاج الذي يكون منه الشفاء التام من هذا المرض القذر .
لقد كان هذا العلاج يؤخر انتشاره وتوغله في الجسد ويتباطيء عن التهام اجزاء الجسد وهنا انقشعت كتل الضباب عن وجهي ودعونا نقول عادت الابتسامات الجميلة الى ملامح وجهي بعد رياح الصيف الحارقة ..وهنا غاردتني الابتسامات الصفراء والدنيا السوداء ولم اكن اني على علم بها ..وكأنها قد اقسمت لتعودن ولو بعد حين ......!!
بعد مرور خمس سنوات من الراحة النفسية ونسيان العهد الذي مضى من قلق وتربص ....حصلت بعد توفيق الله عز وجل على وظيفة مكان نائي عن المدينه
فسافرت اليه وسكنت بالقرب من مقر عملي وانقطعت
عن العلاج مدة ستة شهور كانت فيها اجمل ايام حياتي فقد نسيت شئين فرضا نفسيهما علي وعلى حياتي
وهما
المرض
الذي انقطع بالعلاج سابقاً ...والشيء الثاني وهو العلاج الذي يكافح هذا المرض وهو عبارة عن
جهاز طبي ..
وكان احلاهما مر ...فبعد توظفي انقطعت عن رؤية ذلك الجهاز الذي يجعلني تحت سيطرته يوماً بعد يوم فهذا ضروري ليبتعد عني المرض.
في تلك الايام الجميلة نسيت اني مريض ..ونسيت صديقي القديم الجهاز ? ولا يدرك صحيح البدن مدى الحرية التي شعرت بها فيعلم الله كم شعرت بأني سجين مغلوب على أمرة .
استمرت الايام الجميلة ستة اشهور حتى جاء ذلك اليوم الذي أظهر فيه المرض مدى قوته وانتصاره على جسدي المتهالك الذي لا يدرك انه معلق على شفاء حفرة من الهاوية .
شعرت بأنني كنت في حياة مزيفة وكأنني في خدعة كبيرة ..وكأن المرض يخادعني بأختفاءه عني لحظات ......
وهنا اشتقت لصديقي القديم .....أكتب هذه الكلمات وانا اشعر بشوقي الكبير لذلك الجهاز الموقر ? ذلك الجهاز الذي بفضل الله ابعد عني هذا المرض اللعين .
هنا قررت ان اتقدم الى المسؤولين بطلب تقريب الى المدينة لأتمكن من العلاج او حتى تفريغي يوم في الاسبوع لأتعالج ...وجاء ردهم سريعاً بالرفض .
ارسل لي المرض رسالته الصاعقة بأنه سوف يحتضنني طوال حياتي ان كانت هناك حياة وبدأ
يفتل عضلاته...
ويظهر قدراته ...
ورفع رأسه وذراعه للسماء...ليقول
ها أنا عدت يا صاحبي ?!
خررت صريعا من هول الصدمة العنيفة وادركت انه ماكان لي ان انقطع عن العلاج ...اجتاحتني اعاصير الصيف القاتلة ..واكون في شتاءاً قارس ?،أو خريف حزين ...والربيع ولى ولم يعد .
ويح قلبي ..هل يكون لحياة طعم بعدها .?!!
عشت في وادي مظلم ...
وهاوية لا نهاية لها ...
وزاوية لا امتداد لها ...
فأصبخت في ليل سرمدي لا قمر يوصلني الطريق ....
طريق السعادة المفقود .
للكلمات النزف ..
وللعيون الدمع ...
وللقلب الخفق ...
وللفؤاد الخوف ...
واليدان ترتفعان لقيوم السماء والأرض بالدعاء ..فلم اجد ألذ من مناجاة الرحمن قيوم السماء والأرض .ولم أجد خير معين غير دعاء رحمن ..فوق العرش اعتلى ..سبحان ربي يسر أمري ))))) انتهى كلامه
وأنا أقول والكل يقول شفاك الله مما ابتلاك بها ...ولعيوننا دموع تنهمر لقصتك وقلوب تناجي الرحمن تطلبه شفاءك ..اللهم آمين .[/ALIGN]
اخوكم/محمد