مرارة الصبر ...مر علقم
كم كنت اسمع بهذه العبارة ...وكنت
أسائل النفس لأي درجة تبلغ بنا المرارة
أتراها ذوقا نجده في ألسنتنا وشفاهنا
فتصد النفس عن الطعام ...
ويلاحقها شبح المرارة كلما همت بأقتراب من
الزاد فيعكر صفوا... ويكدر سرورا
كان كثيرا مايدور بخلدي مثل
هذا التفكير .. وكأن علقم الصبر كاللغز لي
أبحث له عن حل أن
ينزل بساحتي فلا احسن له استقبالا
لم أكن أتوقع أن الصبر مرٌ كاسمه..
فهو صبر ..وعلقم يخلف مرارة في الفم
تتعدى إلى الجوف..بل تتعدى إلى القلب لتحرق
نبته فتجف أرضه ألماً ..
ويفزع القلب من حر الهجير وألم
العطش الذي خلفه ذلك الصبر..فتأتيه
المصيبة كطيفٍ يمر مروراً ليعيد
الذكرى فيزداد القلب حرقةً وألماً ثم
تجف أرضه ويفزع إلى الماء ليبحث
عن نداوة وطراوة يرطب بها ماوجد من جفاف
فتسط قطرة على بيداء القلب
ليست قطرة شهد بل قطرة صبر
فتزداد مرارة القلب مرارة وتجف ارضه
فتتمثل أخاديد ألم محفورة بعناية
لتحكي قصة ألم ... ويفزع القلب يبحث عن
من يغيثه ...
فاذا طرق باب مولاه .. جاء الغوث من رب الأرض
والسماء
ويمر طيف الألم بالقلب فيفزع الى مولاه
فتسقط قطرة صبر ثم تتابع
سقوطا على بيداء القلب
التي ترجو ربيعا ... فيستحيل الألم كتلة تجتمع
وتجتمع ليتعاضد الألم ضمن منظومة واحدة
فيفزع الى مولاه فيأتيه العون من ربه الرحيم
فتهوي تلك الكتلة التي أجتمعت لتعلن حربا
الى صخرة الصبر والأيمان فترتطم بها
فيفيض ما أجتمع فيها من مرارة وألم
ليروي ذلك القلب ...بماء الصبر الذي
يغشى كل نابضة منه فيشر
بحرارة الألم تسري فيه فتكاد تغشاه
وهكذا هو ..
بين فزع مولاه ومدافعة لما يجد
حتى يذوق القلب مرارة الصبر
فاذا ذاقها استحال ضعفه قوة
والمه أمل .. وخوره عزيمة ..
ومازال طيف الألم يغزوه .. يتعاهده حتى يعلم
ان مرارة الصبر تجعل للشهد ولو بعد
حين طعما آخر