رائد رياضة الظهران والخبر الشيخ حامد عبيدلي يكشف أوراقاً من التاريخ الرياضي للشرقية والغربية:
أنا اللاعب السعودي الوحيد الذي حظي بالسلام على الملك عبدالعزيز وتسلم كأساً منه
أنا أول من أدخل كرة القدم للظهران والخبر
الرياض - فهد الدوس - تصوير - بدر الحرابي
البطاقة الشخصية
- الاسم: حامد عبدالرحمن أحمد العبيدلي.
- تاريخ الميلاد: ١٣٤٢ه الموافق (١٩٢١م).
- أحد رواد الرياضة في المنطقة الشرقية ومؤسس أول ناد في الظهران والخبر.
- أول لاعب سعودي يتشرف بالمثول بين يدي جلالة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) ويتسلم كأساً من يده الكريمة في الظهران عام ١٣٦٦ه.
فريق الاتحاد بجدة ١٣٧٠هـ (ارشيف محمد القدادي)
لأول مرة في تاريخ المهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ انطلاقته قبل ٢٥ عاماً يتم تكريم أحد رواد الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية الشيخ حامد عبيدلي (٨٩ عاماً) رائد الحركة التأسيسية للرياضة في الظهران والخبر عام ١٣٦٠ه الموافق ١٩٣٩م.
وجاء تكريمه متزامناً مع الجناح الرياضي الذي أقامته الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووجهت فيه الدعوة للعبيدلي لحضور المناسبة الكبيرة والتشرف بالسلام على الأب القائد «حفظه الله ورعاه».
وكان العم حامد عبيدلي محظوظاً لكونه اللاعب السعودي الوحيد الذي حظي بالسلام على جلالة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وتسلم الكأس منه باعتباره كابتن فريق اتحاد الظهران الفائز على فريق الأهلي الصومالي ٢/١ في مباراة حبية أقامتها شركة أرامكو بمناسبة زيارة الملك عبدالعزيز للظهران عام ١٣٦٦ه.
استضفنا العم حامد ليروي لنا جانباً من تلك الذكريات الرياضية الخالدة.
بدايتي في الأحساء
يستهل العم حامد حديثه عن مشواره الاجتماعي الطويل فيقول عن بداياته حقيقة: لا أدري هل ولدت في الأحساء أم جدة؟ وكل ما أتذكره أن والدتي توفيت رحمها الله وأنا في الرابعة من عمري بمدينة الأحساء وبقينا فيها خمس سنوات لدى الشيخ محمد مبارك الملحم وبعد وفاة الوالدة بشهر جاءنا خبر وفاة والدي (رحمه الله) وترك أربعة أبناء أحمد ومحمد ومحمود وأنا وكنت الأصغر ومسقط رأسنا عنيزة بالقصيم وتعلمت في البداية على يد أبو شبيب ومن زملائي في الأحساء محمد وعبدالعزيز المزروع وكان حاكم المنطقة الشرقية الأمير عبدالله بن جلوي (رحمه الله).
ويرتبط جدي بصلة قربى مع عائلة البسام في عنيزة وقد استقر جدي أحمد في جدة وهو ما سهل علي مواصلة تعليمي خارج الحدود.. إذ انتقلت مع عدد من الزملاء للدراسة في الهند بمدرسة الفلاح في بومبي وهناك تعرفنا على عائلة عبدالمنعم الزواوي وعائلة الفضل وزير جلالة الملك عبدالعزيز في الهند بجانب يوسف الفوزان وكان زميلا لنا في المدرسة مع عدد من أبناء الصباح والخليفة من الكويت والبحرين ولا أنسى بيت يوسف زينل علي رضا ومحمود سالم كنجي والجوهر والبسام تجار تلك الفترة.
الملك عبدالعزيز وإلى جانبه ماك فرسن خلال مباراة الاتحاد والصومال بالظهران عام ١٣٦٦هـ (مجموعة محمد القدادي)
تعلمت الكرة في الهند
وتعرفت على كرة القدم لأول مرة من خلال تواجدي في الهند للدراسة ولعبنا الكريكت وتعلمنا الملاكمة والسباحة هناك.
وأتذكر في عام ١٩٣٦م عودتي من الهند إلى جدة لايصال زوجة عمي عبدالله موسى وكان (رحمه الله) يعمل مهندس بواخر أيام تعبئتها بالفحم.
مثلت اتحاد جدة
وعند استقراري في جدة التحقت بصفوف الاتحاد وكان يلعب فيه ويدربه الشيخ حمزة فتيحي رحمه الله الذي كون فريقاً اتحادياً جديداً لاعبين مواطنين بعدما كان الاتحاد القديم يضم لاعبين مختلطين من المواطنين والجاليات الأخرى.. وكان فريق الأهلي نشأ حديثاً وكان شمس يتدرب فيه وكنت أتمرن مع الاتحاد وهذا تقريباً مطلع عام ١٩٣٦م.
وبعد ثلاث سنوات من العمل في بيت زينل بجدة حصلت لي فرصة الانتقال للظهران وتوفرت لي وظيفة بمرتب طيب عام ١٩٣٩م واشتغلت في شركة (كاليفورنيا استندر كمبني) وكان اسمها باختصار (كاسك) وعمل معي صالح عبدالله نيشاي وسيف الدين عاشور وحمد الضيف وعبدالعزيز الحمود وكلهم جاؤوا من جدة إلى الظهران.
وبحكم إجادتي للغة الانجليزية اختارني مدير الشركة مأمورا للمستودع.
صالح سلامة
* من كان يلعب معك في كرة القدم بالهند؟
- الشيخ صالح سلامة أول مدرب وطني درب نادي الاتحاد بجدة وقد أحضر معه الكرة من الهند واهتم باللعب في جدة مع حمزة فتيحي وعبدالقادر عثمان وعبدالله عثمان وخليل الرشيدي وعبدالكريم بكر وعدة أشخاص من بيت الكتبي حسن وسامي وآخرين لا تحضرني اسماؤهم كانوا يدرسون ويلعبون في الهند بين عامي (١٩٢٦ - ١٩٢٧م).
أسست أول فريق في الظهران
* ألست أول من أدخل كرة القدم في الظهران والخبر عام ١٩٣٩م الموافق ١٣٦٠ه؟
- هذا صحيح وأتذكر قدومي من جدة إلى الظهران يوم ٢٣ سبتمبر وفكرت في تكوين فريق كروي ووجدت من يشاطرني الرغبة في اللعب بس ما عندهم وقت فراغ للتمرين وكان بينهم سليمان العليان (رحمه الله) وعلي التميمي ومحمد الخزيم وعبدالصمد نجيب وكان يلعب في اتحاد جدة قبل مجيئه للظهران وصالح عبدالغني آشي وحمد الضيف وعبدالعزيز الحمود وعبدالرحمن المنصور وعبدالعزيز المنصور ومحمد الذكير وكنت أشرف على تدريبهم وكانت كرتنا آنذاك قبل ٧٥ سنة مختلفة عن كرة اليوم وكانت محاطة بخيوط تربطها في كل الاتجاهات وبها تيوب لتعبئتها بالهواء وكانت ملاعبنا ترابية فيها بعض الاحجار الصغيرة (المسننة) تتلف كرتنا إذا مزقت خيوطها أثناء اللعب بها.
حامد عبيدلي ١٣٧٤هـ
فريق مكافحة الجراد
وأتذكر أيامها كانت الحرب العالمية الثانية على أشدها.. ولعبنا مباراة ضد فريق إنجليزي تابع لشركة بريطانية تكافح الجراد واتفقنا معهم على خوض عدة مباريات وبدأ يتحسن أداؤنا شيئاً فشيئا.
وأول فريق أسسته في الظهران أطلقنا عليه اسم فريق التوفيق نسبة إلى غالب توفيق مدير شرطة الظهران في تلك الفترة، وذلك بهدف التخلص من المضايقات الاجتماعية التي كنا نواجهها باعتبار أن العادات والتقاليد المحلية آنذاك كانت تنبذ الكرة ومن يمارسها.. وكان حارسنا طويل القامة هو بكر يونس (رحمه الله) وتركت الفريق بعد انتقالي إلى رأس تنورة عام ١٩٤٣م الموافق ١٣٦٤ه.
ومن الذكريات الطريفة في إحدى المباريات مع فريق الشركة البريطانية حصل أن تقدموا علينا ب ٥ أهداف نظيفة ولم استطع تحمل هذه الهزيمة الثقيلة فقمت بخلع حذائي «أعزكم الله» وكلمت المباراة حافي القدمين ونجحت في تسجيل ثلاثة أهداف في ظرف خمس دقائق تقريباً وانتهت المباراة (٥/٣) فكانت نتيجة مشرفة بالنسبة لنا وتدخل الجمهور وقبولنا وهنأونا على مستوانا في المباراة، وأذكر من زملائي في تلك المباراة أخوي محمود عبيدلي ومحمد الذكير وحسن عبدالوهاب من القطيف وعبدالله حساني من البحرين وكان يعمل معنا.. وكان زمن المباراة نصف ساعة وفترة الراحة بين الشوطين عشر دقائق وعدد اللاعبين ١١ لاعباً.
الشيخ حامد عبيدلي يروي ذكرياته للزميل فهد الدوس
مثلت منتخب البحرين
وفي العام الذي قدمت فيه للظهران (١٩٣٩م) وتأسيس فريق التوفيق ولعبنا في البحرين أمام الشيخ سلمان وكنا نتبادل الزيارات.
ولا أنسى أنني مثلت منتخب البحرين في إحدى مبارياته ضد فريق البارجة البريطانية بين عام ٤٣ - ١٩٤٤م لصالح المجهود الحربي.
(من اليمين) عمر شمس، حمزة فتيحي، حامد عبيدلي في القطيف عام ١٣٧٣هـ (مجموعة محمد القدادي)
أفخر بالسلام على الملك عبدالعزيز
ما زلت أذكر بفخر واعتزاز كبيرين المباراة التي خضتها أمام جلالة الملك عبدالعزيز وتشرفت فيها بالسلام عليه «طيب الله ثراه» عام ١٩٤٧م الموافق ١٣٦٦ه سلمنا عليه وكان مبتسماً ووقف بجانبه سليمان العليان (رحمه الله) كمترجم بينه وبين مساعد مدير الشركة الأمريكي (ماك فرسن) وبجواره أيضاً الأمريكي هوزمن مدير الضيافة والتشريفات إضافة إلى الأمريكي وليام سون رئيسي المباشر في العمل وأتذكر أنني أعطيته كاميرا صغيرة تخصني وطلبت أن يلتقط لي صوراً مع الملك أثناء استلام الكأس وصورنا إلا أنني فقدت الصور بعد ذلك.
وبعد السلام على جلالة الملك عبدالعزيز توجهنا لتحية سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز وبمعيته أمراء آخرون فحيينا الملك وقلنا: يعيش جلالة الملك عبدالعزيز.. يعيش.. يعيش.. (ثلاث مرات) وبعدها حيينا الأمير فيصل والأمراء المرافقين لجلالة الملك.
وكانت المباراة بين فريقنا (الاتحاد) وكنت قائده ضد فريق الجالية الصومالية بالظهران وفزنا (٢/١).
لقاء الملك عبدالعزيز أعظم انجازاتي
رد مع اقتباس
-new.gif)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خــــالـــــد
