تحدثت الكاتبة السعودية أمل زاهد عن شرائح مجتمعها عبر الوطن في مقال اختارت له عنوان "ليست من بنات الحمايل بل هي من طروش البحر " حيث قالت : نحن بلا جدل مجتمع يقتات على العصبيات بأنواعها وأشكالها المختلفة (قبلية، طائفية، مناطقية، عرقية، عائلية)، وكل عصبية تتباهي على الأخرى وتمثل ذاتها وتصورها على أنها المنزهة عن كل خطأ ونقيصة، بينما تلصق بالأخرين كافة العيوب والمثالب مؤكدة أنها هي فقط شعب الله المختار! بينما يتوارى الدين بشرعه ومبادئه، والمواطنة بقيمها، والدولة المدنية بأنظمتها وراء أحجبة وعمى العصبيات والنعرات، لتصبح العصبية هي الدين والوطن والولاء والانتماء!
وضيف الكاتبة ... تقع فأس العصبية أكثر ما تقع على المرأة فهي أداتها الأهم والنار التي تشعل أوارها، والويل لها ثم الويل لو خرجت على شروط العصبية وقوانينها! لذا تنشط العصبية لنفي المرأة وإخراجها من جنتها الظليلة إذا ما ارتكبت ما يخالف الشروط، فكيف تظهر على الملأ وأمام شاشات التلفاز إذا كانت سعودية الأصل والمنشأ، فالسعودية على رأسها ريشة وليست كباقي المسلمات الأخريات؟! وإذا كان اسم المرأة في حد ذاته لا يزال يشكل عند الكثيرين عارا وفضيحة تستدعي الحرص الشديد على الإخفاء والتكتم، فكيف بصورتها وشكلها اللذين يخرقان كافة قوانين العصبية المبجلة؟! وهنا لابد وحتما أن تخلع عنها أوراق الجنسية السعودية، أما لو حدث وثبت أنها سعودية الجنسية فهي حتما متجنسة، أو لعلها من بقايا الحجاج أو طروش البحر، وليست من بنات الحمايل!
لتختم زهد بقولها ..جاء الدين ليثور الناس على ما ألفوا عليه آبائهم وأجدادهم وليخرجهم من ضيق العرف وأسر العادة إلى رحاب التشريع الرباني، ليرفضوا كل ما لايتفق معه! نفتخر كثيرا بإسلامنا وديننا بينما لا زلنا نعض بالنواجذ على العصبية (المنتنة) التي دعانا رسولنا الأكرم- صلوات الله وسلامه عليه - لنبذها وتركها، ولا أدري حقيقة كيف ينسجم هذا مع ذاك؟!