منذ سبعة أشهر، وفاطمة (28 عاما) تجوب الشوارع والأزقة المحيطة بالمسجد الحرام في مكة المكرمة، بعد أن ساءت أوضاعها النفسية والاجتماعية داخل منزلها الذي يسكنه شقيقها الأصغر ووالدتها التي انفصلت عن زوجها منذ فترة لا تقل عن ثمانية أعوام، فيما تعاني والدتها وشقيقها اعتلالا نفسيا، تسبب لفاطمة في الكثير من المشاكل التي سرعت خطوات تركها المنزل.
وفي نهاية كل يوم، تبيت فاطمة إذا ما أنهكها المسير في أقرب نقطة تراها آمنة، غير آبهة بنظرة الآخرين من حولها، رغم وعود هيئة حقوق الإنسان لها بتأمين مسكن ومساعدتها في استخراج بطاقة تثبت هويتها الشخصية ــ على حد قولها.
من جهتها أكدت المشرفة العامة على القسم النسائي لهيئة حقوق الإنسان في مكة المكرمة نجلاء دمنهوري، تسلمهم طلب فاطمة منذ شهر رجب العام 1429 هـ، واصفة قضية فاطمة بـ «الشائكة والمعقدة».
وأوضحت دمنهوري أن لجنة شكلت من هيئة حقوق الإنسان زارت منزل الأسرة وأعدت تقريرا بحالتهم، مشيرة إلى مخاطبتهم الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة بضرورة تخصيص لجنة صحية تتولى الكشف على الأم وابنها وابنتها وتوفير العلاج المناسب لهم في أقرب وقت ممكن، مضيفة «لا نزال ننتظر رد الشؤون الصحية في هذا الخصوص».
وخلصت فاطمة إلى أن معاناتها بدأت منذ فترة، حيث تشاهد وأسرتها أحلاما مزعجة (كوابيس) داخل المنزل، وزيادة الصراعات بين أفراد العائلة، ما دفع بخمسة من أشقائها لهجر المنزل إلى جهة غير معلومة، فيما فضلت فاطمة الابتعاد رغم محبتها لأمها وشقيقها، مبدية رغبتها في أن يستعيدا صحتهما وتتمكن من العيش معهما.
رد مع اقتباس
