أوليـاء الأمـور يسـابقون أبناءهـم إلى المدارس الابتدائية اليوم
الرياض، القنفذة، الطائف، الدمام: معيض الحارثي، محمد آل ماطر،
عبد الرحمن الغبيشي، نورة الثقفي، صالح
يعود طلاب المراحل الابتدائية ورياض الأطفال وطلاب التربية الخاصة إلى مقاعد الدراسة اليوم لبدء العام الجديد وسط تخوّف بعض أولياء أمور الطلاب، الذي وصل إلى درجة عدم السماح لأبنائهم بالدراسة حتى يطمئنوا على استعدادات المدارس لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير.وأكد أولياء أمور طلاب في المرحلة الابتدائية أمس أنهم سيتوجهون إلى المدارس اليوم بدلا عن أبنائهم للوقوف على استعدادات المدارس لمواجهة المرض، ومدى جاهزيتها لاستقبال الطلاب وسط توقعات بأن تشهد المدارس الابتدائية غيابا كبيرا للطلاب في أول يوم لعودتهم لمقاعد الدراسة في العام الجديد بسبب تلك المخاوف بعد رصد حالات اشتباه بالمرض في المدارس المتوسطة والثانوية في بعض المناطق الأسبوع الماضي.وخلال جولة أجرتها "الوطن" أمس شملت عددا من الطلاب أكد غالبيتهم أنهم سينتظمون من اليوم الأول, فيما يؤكد آخرون على أنهم قرروا الغياب بناء على تعليمات أولياء أمورهم حتى تتضح الرؤية كاملة، ويطمئنوا على الوضع في المدارس.وقال المواطن عايض دخيل الشهراني إنه قرر أن يبقي ابنه في المنزل اليوم ويحضر نيابة عنه؛ ليقف بنفسه على الاستعدادات التي تقوم بها المدرسة لاستقبال طلاب المرحلة الابتدائية في أول يوم لعودتهم, وبعدها يقرر ما إذا كان سيسمح لابنه بالدراسة في الأيام التالية, لافتا إلى أن الحديث في مجالس أقربائه طوال اليومين الماضيين يتمحور حول إرسال الطلاب للمدارس في ظل تسجيل حالات اشتباه بالمرض في بعض المناطق.فيما يشير المواطن عبدالله القرني إلى أن الاستعدادات التي تقوم بها المدارس والتطمينات التي ذكرتها وزارة التربية طمأنته كثيرا وسيقرر إرسال أبنائه للدراسة بعد أن يوجههم باستخدام المواد المعقمة ولبس الكمامات طوال وجودهم في المدرسة كإجراء احترازي.وكانت المساعدة للشؤون التعليمية في الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات بمنطقة الرياض الأميرة البندري آل سعود قد طمأنت في تصريح سابق لـ"الوطن" أولياء الأمور المتخوفين من إرسال الطالبات لبدء العام الجديد مؤكدة على ضرورة اتباع التعليمات الاحترازية الواقية .وفي ذات السياق، يعود اليوم إلى مقاعد الدراسة في مدارس محافظة القنفذة الابتدائية أكثر من 40 ألف طالب وطالبة في ظل مخاوف من تطعيمات لقاح انفلونزا الخنازير. وأوضح عدد من مديري المدارس الابتدائية أن هناك رفضا عاما لعمليات التطعيم بسبب الأعراض التي ذكرتها وزارة الصحة عن ذلك اللقاح ومن خلال ما نشرته وسائل الإعلام المختلفة عن ظهور أعراض جانبية نتيجة تعاطي ذلك اللقاح.
من جانبهما، شدد مديرا التربية والتعليم للبنين والبنات في القنفذة الدكتور محمد الفقيه، والدكتور محمد الزاحمي على أهمية تفعيل استمارة التبليغ عن أي حالة إصابة في المدارس، إضافة إلى اتخاذ جميع الاحتياطات الخاصة بالمرض.ورغم مضي الأسبوع الأول من العام الدراسي بسلام بالنسبة لطلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية، إلا أن المخاوف مازالت تسيطر على بعض أسر طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية. ففيما أبدت العديد منها ارتياحا كبيرا تجاه الأجواء في المدارس خلال الأسبوع الأول، واستعدادها لإرسال أبنائها إلى مقاعد الدراسة اليوم، بينما عارضت أسر أخرى هذا التوجه خشية انتشار عدوى أنفلونزا الخنازير وإصابة أبنائهم بالمرض لا قدر الله.وعلى صعيد متصل، شهدت صيدليات المنطقة الشرقية أمس حمى تسابق على شراء المعقمات ذات العبوات الصغيرة، إلى جانب شراء الكمامات والتي نفذت بالرغم من ارتفاع أسعارها.يأتي ذلك تزامناً مع عودة طلاب المرحلة الابتدائية وذوي الاحتياجات الخاصة والروضة هذا الأسبوع لمقاعد الدراسة وسط ترقب من قبل أولياء الأمور خوفاً من إصابة أبنائهم بأنفلونزا الخنازير "H1N1".ووصف احد الصيادلة في الدمام علاء مصطفى هذا الإقبال على الكمامات ومطهرات الأيدي خصوصاً العبوات الصغيرة منها والتي تأتي على شكل بخاخ في حجم قلم السبورة، ومناديل للجيب، بالإضافة إلى عبوات جل لا يتجاوز حجمها قارورة عطر صغيرة يسهل حملها في حقائب الطلاب أو جيوب ملابسهم، بأنها ظاهرة صحية حميدة إلا أن جانب الخوف والذعر سيطر على سلوك الكثيرين الأمر الذي جعلهم يشترون المعقمات بكميات كبيرة، مشيراً إلى أنه باع أكثر من 500 عبوة معقم خلال ساعات قليلة نفدت جميعها من الصيدلية.إلى ذلك أجمع عدد من المواطنين والمقيمين الذين التقتهم "الوطن" في عدد من الصيدليات بأنهم اضطروا لتخصيص ميزانية خاصة لشراء المعقمات لأبنائهم الطلاب خوفاً من إصابتهم بوباء الأنفلونزا، الأمر الذي أثقل كاهلهم في ظل ارتفاع أسعارها ونفاذها بشكل سريع من الصيدليات وبعض المحلات التجارية، مطالبين الجهات الرقابية المختصة بمتابعة الأسواق التي تبيع المواد المعقمة إلى جانب بضائعهم والتي لا تملك ترخيصاً لبيع مثل تلك المواد حتى لا يقع الناس في مصيدة بعض ضعفاء النفوس من التجار اللذين يستغلون خوف الناس من الوباء لبيع معقمات مقلدة وغير مجدية في مكافحة الفيروس، خصوصاً وأنهم يدركون جهل كثير من الناس بمكونات تلك المعقمات ومصدرها.
جريدة الوطن السعودية-أوليـاء الأمـور يسـابقون أبناءهـم إلى المدارس الابتدائية اليوم