اثناء تصفحي للمواضيع صدمت مرتين ..
الأولى بهذا الموضوع ..
والثانية أن كاتبته امرأة..
لا حول ولا قوة الا بالله
المفترض بالمسلم أن يجعل اسم الله تعالى بدايته في كل شيء تبركا ورحمة وهذا أمر لا نزاع فيه ..
ومن المسلم كذلك أن الجن عالم غيبي ( لم و لن يراهم الناس في الحياة الدنيا ) خلقهم الله تعالى من مارج من نار لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله تعالى .. ومن تعلق شيئا وكل إليه ..
لكن من غير المسلم ما ذكرته أختي الكريمة من علاقة المرأة بالجن ..!! أظن أننا وصلنا إلى مرحلة من النضج تجعلنا نميز بين السليم والسقيم .. وأنا هنا لست مدافعا عن المرأة بقدر ما تعنيني الحقيقة والوقوف عليها .. فقد سبقني في الرد أخوات فاضلات هن أولى مني بالدفاع والذب عن بنت جنسهن (ولما لا أدافع عنها وهي أمي و أختي و زوجتي و ابنتي ) .. فكلنا يحب العطر والرائحة الزكية وإن كان نصيب النساء هنا أوفر و أكثر تعلقا من الرجال وذلك راجع لما جبلت عليه المرأة من حب للجمال فالمرأة حاذقة في معرفة الجمال بل تفتن به أكثر من الرجل الذي قد لا يوليه اهتماما .. و أنا هنا لن أناقش مسألة التلبس من عدمها ومعنى ( المس ) الوارد في آية الربا ... و لا أظنك أختي الفاضلة تجهلين الخلاف هناك .. لكن سأتطرق للعطر و تأثيره .. وهل ذلك راجع للجن ( كما زعم هذا المرجع الذي لم تشيري إليه ) أم أن ذلك راجع لتأثر عصبونات الدماغ بتلك الرائحة .. فهناك عطور تسبب تهيجا لخلايا الدماغ والجلد ( لرجال والنساء على حد سواء ) فمنها ما يسبب الصداع و الصرع ومنها من يدخل معها في حالة هستيرية ( الزار ) فبعض أولئك الفئة لا يدخل في حالة الهستيريا ( الاستنزال ) إلا بنوع خاص من العطور .. ومنهم من يدخل تلك الحالة على بعض أنواع الموسيقى ( وقد طلعت لنا مؤخرا زيران البوب ) ..
المشكلة أختي الفاضلة أننا تعودنا على أن كل ما يصيبنا هو من الجن .. حتى أصبح أكثر الناس يخشون الجن والعين أشد من خشية الله تعالى .. ولذلك يقول الملائكة يوم القيامة : ( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) ولا يخفى عليك ما في قوله سبحانه ( مؤمنون ) من معنى يوحي باعتقاد النفع والضر إن لم تصاحبه عبادة محضة ..
إذا لماذا المرأة .. ؟!
قد يكون الامر راجعا إلى أنها تهتم بالأمور الدقيقة جدا بعكس الرجل الذي قد لا يراها ذات أهمية .. فكلمة أو إشارة غير مقصودة قد تدخلها في دوامة من الصراعات النفسية .. وهذا راجع لطبيعة خلق المرأة و لا علاقة للجن و الشياطين به .. نعم فالشيطان يكون له تأثير بتضخيم الأمور عن طريق الوسوسة ولكن هذا في الرجل والمرأة على حد سواء .. ومن هنا ضل كثير من الأمم السابقة في فهم الجبلة التي خلقت عليها .. و لا يختلف كثير من المسلمين عن تلك الأمم في قرنها بالجن بهتانا وزورا ..
و الوردة أخيه قد تذبلها النسمة وقد تحييها القطرة .. وذلك راجع لأصل خلقتها التي فطرها الله تعالى عليها .. ومع ذلك كله فهي تتحمل الضغط النفسي ولا تتحمل البدني بعكس الرجل الذي يتحمل الجهد البدني ولا يتحمل النفسي .. والعجيب أن هذا الإحساس المرهف والرقة العذبة هي سبب انجذاب الرجل إليها ولولاها ما عاش رجل مع امرأة تحت سقف واحد.. فالمسألة مزاوجة فسبحان من أحسن كل شيء خلقه و أبدعه و سبحان من جعل نقاط الضعف قوة .. وجعل لكل زوج ما يصلحه من الآخر ..
أما الافتتان بها في حالة الزينة .. فمن لا يفتن أختي الفاضلة بامرأة في كامل زينتها.. حتى النساء تفتن بها .. وما يحدث لها بسبب سرقها لأبصار من حولها وتلهفهم لما فيها من جمال .. ولا علاقة للجن بذلك .. و الإنسان السوي يصاب بنوع من الرهبة إذا رأى أعين الناس تحدق به لكن الرجل يسيطر على الوضع برباطة جأشه .. أما من ينشأ في الحلية فقد خلق رقيقا .. ففطني يا رعاك الله
فالمطلوب من المسلم والمسلمة أن يقووا إيمانهم بالله تعالى ويعتقدوا يقينا أنه من يدبر الكون .. و يبسملوا عند كل أفعالهم تبركا و رجاء رحمته وليس خوفا من الجن ...
أأسف على الإطالة .. لكن شدني ما جاء في الموضوع فأحببت المشاركة .. شاكر لك ويعطيك ألف عافية