ماهية المبارزة

[ظافر الطائي]

ماهية المبارزة :ـ
تعد لعبة المبارزة بالسيف من أقدم الرياضات ، والمبارزة بالسيف من أقدم أسلحة الحروب بين الجيوش المقاتلة ، إذ أن طبيعة المبارزة بالسيوف هي أن ينازل الفرد منافسه بصفة فردية ويتبادلان الكر مهاجماً أحياناً والفر مدافعاً أحياناً أخرى ، حتى ينال أحدهما من الآخر مقتلاً أو إصابة معجزة تحدد من المنتصر ومن المهزوم .
والمبارزة الحديثة هي إحدى مظاهر النشاط الرياضي لها أهدافها الرياضية والاجتماعية والتربوية والنفسية ، إذ انبعثت عن المبارزة القديمة بعد عدة تطورات ووصلت إلى الوضع الحالي لتمارس وفقاً للقوانين والقواعد التنظيمية الخاصة التي تحكم المنازلة بين المتنافسين المتبارزين دون تدخل أو مساعدة من أحد أثناء اللعب سوى آداب هذه الرياضة العريقة ذات التقاليد النبيلة .
والفكرة وراء رياضة المبارزة هي أن يمس المبارز منافسه قبل أن يلمس من قبل منافسه ، ولكي يكون قادراً على عمل ذلك عليه القيام بحركات الهجوم والدفاع التي تضيف قابلية حركية والتنقل وتتضمن تحضيرات للمساعدة على خلق الفرص المناسبة لتسجيل اللمسة على المنافس . والهدف من المبارزة الحديثة هو تسجيل العدد المحدد قانوناً من اللمسات باستخدام أنسب طرق الأداء المهاري ويتم بمد الذراع المسلحة أو مد الذراع المسلحة مع الطعن أو التقدم للأمام .
والمبارزة هي رياضة اللقاء للقوة والفعل والشجاعة والحلم وتجديد لقيم الرجولة والفروسية. وهي أيضاً رياضة مشابهة للشطرنج من حيث المناورة والخداع بالهجوم والدفاع وقراءة أفكار المنافس وتقدير الموقف واليقظة والتركيز والثقة بالنفس وقوة الشخصية بما يجعل لاعب المبارزة ذا إحساس دقيق في الأوقات المهمة والحرجة والمفاجئة .
والمبارزة هي رياضة العقل والجسم ورياضة الهجوم والدفاع بين المتنافسين يحاول كل منهما أن يسجل لمسة على الآخر بسلاح معين ، ولتسجيل لمسة يجب الهجوم على المنافس ، والهجوم الناجح يتطلب الدقة والإتقان في اختيار المسافة والتوقيت المناسبين . وبصفة عامة المبارزة هي منازلة بالمواجهة الأمامية المباشرة بين لاعب المبارزة ومنافسه يحاول قدر طاقته أن ينال بسيفه في تسجيل اللمسة أولاً ، وقبل أن تسجل عليه وذلك من خلال تبادل جملة المبارزة التي تتكون من المهارات الهجومية والدفاعية ومهارات الرد فيما بينهما.
ورياضة المبارزة ليست حكراً لجنس أو عمر معين بل يمكن لكلا الجنسين مزاولتها وفي أي عمر يشاء لأنها من الألعاب التي يعمر بها الرياضي ، إذ يمكن أن يبدأ مزاولتها في عمر (9-10 سنوات ) ، ومعدل نسبة عمر اللاعب الذي يصل إلى ذروة الكمال في اللعبة وسباقاتها هو بين 20-35 سنة .

[ظافر الطائي]

طبيعة المبارزة :
إن رياضة المبارزة تتصف بطبيعة أداء متغير وفترات عمل قصيرة مثل ( اللمس ، والوخز ، والضرب، والطعن ، والدفاع ، والاستجابة الفورية لحركات المنافس ، والسرعة الحركية ) . وتصل شدة التبارز إلى ما يشابه التدريبات الشديدة والحادة ذات الجمل الأقل من القصوى ، لذا نجد المبارزة الحديثة تتسم بحمل مرتفع سواء في التدريب أو المنافسات .
كما إن طبيعة الأداء بالمبارزة تتميز بعدم الثبات وفقاً لردود الأفعال بين المبارزين ، فالحركات تتغير وفقاً لمواقف اللعب وتغيرها وليس هناك إعداد سابق أو مبرمج مسبقاً للأداء كما هو في السباحة والأركاض ، إذ أن المهارة فيهما من النوع المغلق ، أما بالنسبة للنزال في المبارزة فتمتاز جمل المبارزة بأنها ذات مهارات مفتوحة وجميع جمل المبارزة تتحقق من خلال استخدام حركات الرجلين واليد المسلحة.
وإن قمة الإثارة للمبارز تكمن في التفوق على تفكير منافسه وذلك نظراً لطبيعة المبارزة التي تتميز بالسرعة في الأداء ومواقف اللعب المتداخلة والمتباينة ، لذا فإنه على المبارزين أن يكونوا على درجة عالية من الاستعداد البدني والمهاري والعقلي تؤهلهم لتحليل المواقف السريعة التغيير واتخاذ القرار المناسب أو تعديله بأسرع ما يمكن ، وكذلك تنفيذه خلال مواقف اللعب المختلفة .
أهمية المبارزة :
رياضة المبارزة ليسن مجرد شغل وقت الفراغ أو اكتساب مهارة جديدة نافعة أو خبرات مكتسبة للاعب بل أكثر من هذا ، إنها مهارة تعطي القوام الجيد الذي يحتاجه الفرد في جميع مراحل حياته، لذا وصفها الأطباء لعلاج الانحرافات البدنية والتشوهات الجسمية وخاصة انحناءات العمود الفقري . كما إنها تنمي الشعور بالصبر والتفكير العميق فهي بهذا تعطي مجالاً واسعاً للإدراك والتفكير .
وتكمن أهمية المبارزة بما يأتي :ـ
1- إظهار المهارة الفردية والقوة البدنية وتولد سرعة الخاطر والحذر .
2- تكسب الشخص الخبرة في قراءة الأفكار والحنكة والنصح .
3- الشعور بالتوازن والسيطرة على الأعضاء والعضلات سيطرة كاملة .
4- تزيل الفروق الجسمية ، فالطول والقوة والمتانة تلعب دوراً كبيراً في المبارزة .
5- تنسق بصورة تامة بين الفكر والجسم إذ تجمع بين التفكير السريع بانتهاز الفرص والإدراك العميق للمواقف والإمكانيات .
6- المبارزة لعبة غير منهكة وغير شاقة على القلب ولا على العضلات ولا على أعضاء التنفس بل تساعد على انتظام عملها .

[ظافر الطائي]

المتطلبات الواجب توافرها لدى لاعب المبارزة :
لكل رياضة متطلبات خاصة تميزها عن غيرها من الرياضات وتنعكس هذه المتطلبات على المواصفات والقدرات الواجب توافرها عند ممارسيها ، وإذا ما توافرت هذه المتطلبات يمكن أن تعطي لممارسيها فرصة كبيرة لاستيعاب مهارات وفنون اللعبة .
وتعد رياضة المبارزة من رياضات النزال التي تتطلب من ممارسها أن يجمع بين العديد من الجوانب التي تؤهله للوصول للمستويات العليا منها البدني والجسمي والفسيولوجي والعقلي والنفسي ، وكل تلك الجوانب يجب أن تراعي من حيث أهميتها من خلال ثلاث اتجاهات : الأول الانتقاء ، والثاني عند وضع برامج التدريب ، والثالث لتتبع مستوى تطور قدرات اللاعب المختلفة .
كما أن رياضة المبارزة من الرياضات التي تتطلب من المبارزين إظهار القدرات المختلفة بصورة فاعلة سواء كانت بدنية أم مهارية أم خططية أم نفسية لأنها تتميز عن غيرها من الرياضات الأخرى بالعمل العضلي المستمر لإحراز اللمسات في أماكن الهدف المختلفة والقدرة على التصرف في أصعب المواقف .
لذلك تتميز رياضة المبارزة بصفات وقدرات يجب أن يتمتع بها لاعب المبارزة تميزه عن باقي الرياضات الأخرى لأنها تتطلب من اللاعب القيام ببذل جهد كبير في وقت محدد مع إمكانية استمراره في أداء هذا المجهود في فترات متقطعة لمدة يوم أو يومين .
أما أهم المتطلبات الواجب توافرها لدى لاعب المبارزة فهي :ـ
أولاً : المتطلبات البدنية :
تعد القدرات البدنية إحدى المتطلبات المهمة التي يجب أن تتوافر لدى لاعبي المبارزة ، إذ أن امتلاكهم لها يجعلهم يحققون متطلبات رياضة المبارزة من إتقان المهارات الفنية وتنفيذ النواحي الخططية المتخلفة .
كما إن الأداء المهاري للحركات الرياضية يتوقف على ضرورة الاهتمام بالقدرات البدنية كأساس للوصول إلى الأداء الحركي الجيد وأهم هذه القدرات التي تشكل المتطلبات البدنية بالمبارزة هي :ـ
1- السرعة :ـ تعد المبارزة من الألعاب الرياضية التي يتميز أداؤها بالسرعة ، إذ للسرعة أهمية كبيرة في المبارزة بتنفيذ حركاتها بإيقاع سريع وللقيام بحركات الهجوم والدفاع ، وهي إحدى القدرات الرئيسية التي تؤثر على إيجابية أداء حركات لاعب المبارزة . فالمبارز الذي لا يتصف بالسرعة لا يستطيع التفوق في أدائه والفوز في أية مباراة . ونقصد بالسرعة هو سرعة أداء الحركة بأقل زمن ممكن . وتعني أيضاً القدرة على أداء الحركات المتتابعة بأقصر زمن ممكن . وتشمل السرعة جميع حركات الرجلين والذراع المسلحة التي تتجه نحو هدف المنافس في أقل زمن .
ورياضة المبارزة بحاجة إلى جميع أنواع السرعة سواء السرعة الحركية وخاصة عند أداء مهارة هجومية واحدة لمرة واحدة . أو سرعة التردد ( السرعة الانتقالية ) والتي تعني تكرار أداء المهارات الأساسية بالمبارزة بزمن معين من أجل كسب مسافة من ملعب المنافس أو الهروب للخلف من هجومه . أما سرعة رد الفعل فتظهر بشكل كبير عند القيام بالدفاع والرد على هجوم المنافس .
1- القوة المميزة بالسرعة :ـ وتعد من القدرات البدنية المهمة بالمبارزة فهي مكون مركب من القوة العضلية والسرعة ، وأن توافر هذين المكونين لا يعني بالضرورة قدرة عضلية عالية ، إذ ستوقف ذلك على قدرة اللاعب بدمجهما وربطهما بصورة توافقية وبدرجة عالية في التكامل . و يقصد بها في المبارزة قوة أقل من القصوى في سرعة أقل من القصوى تتميز بالتكرار دون فترات انتظار لتجميع القوة ، كما في أداء حركات التقدم للأمام بشكل مستمر أو التقهقر للخلف مع مد أو فرد الذراع المسلحة أي وجود علاقة إرتباطية بين القوة المميزة بالسرعة للرجلين والذراعين .
3- القوة الانفجارية :ـ وتعد من أهم القدرات البدنية التي تعتمد عليها لعبة المبارزة لأنها تتضمن مزيجاً بين القوة القصوى والسرعة القصوى بإطار حركي توافقي . وتعني بالقدرة علة الانطلاقة القصيرة التي يتحقق عن طريقها عمل واحد في أقل زمن ممكن . أو هي قابلية لاعب المبارزة على إظهار أقصى قوة في أقل زمن مع المحافظة على الأداء الصحيح للمهارة لمرة واحدة فقط بأقصى سرعة . ونجد أن أسلوب الأداء في المبارزة بمعظم مهاراتها يعتمد إلى حد كبير على سرعة الأداء بشكل مفاجئ متصفاً بالقوة كما يتضح ذلك عند أداء حركة الطعن والعودة منه .
4- التحمل :ـ ويعد التحمل في المبارزة من القدرات البدنية المهمة وتعني قدرة اللاعب على الاستمرار في اللعب طول فترة المنافسة أو التدريب وبذل الجهد المطلوب دون الشعور بالتعب . أي إنه إمكانية مقاومة التعب عند الأداء لأطول مدة ممكنة . ويشمل التحمل بالمبارزة التحمل العضلي و التحمل الدوري التنفسي ، إذ يحتاج لاعب المبارزة إلى هاتين القدرتين احتياجاً كبيراً وخاصة بعد تعديل أسلوب تنظيم البطولات وطول المباراة إذ يلعب اللاعب ( 15 ) لمسة بحدود ( 9 دقائق ) لعباً متواصلاً مما يبرز أهمية العمل الهوائي والذي يتحمله الجهازان الدوري والتنفسي ، أما بالنسبة للتحمل العضلي فيتمثل في الوقوف لمدة طويلة في حالة شد عضلي متوسط مما يتطلب تحملاً عضلياً في عضلات الكتفين والرجلين والظهر .
5- المرونة :ـ وهي قدرة بدنية تدل على قدرة نوعية أو قدرة خاصة لأنها تختلف باختلاف أجزاء الجسم والأنشطة الرياضية الممارسة . ويجب أن يتصف لاعب المبارزة بالمرونة إذ أنها إحدى القدرات البدنية الأساسية للأداء الحركي المهاري الجيد ، وتعبر عن مدى حركة مفاصل الجسم والتي تتسم في الاقتصاد في الجهد المبذول عند أداء المهارات المطلوبة . والمبارزة الحديثة تتطلب الوصول إلى هدف المنافس في أسرع وقت ممكن وهو الذي يوفره المدى الحركي الواسع لدى لاعب المبارزة الذي اكتسبه من توافر قدرة المرونة لديه .
وأهم المفاصل التي يجب أن تتوافر المرونة فيها هي مفصل الرسغ والمرفق والكتف بالنسبة للذراعين ومفصل الورك والركبة والكاحل بالنسبة للرجلين ويجب أن يصاحب مرونة المفاصل إطالة العضلات العاملة والأربطة التي تعمل على تلك المفاصل .
ثانياً : المتطلبات الحركية :
تعد المتطلبات الحركية من الركائز الأساسية بالمبارزة لأن وراء نماذج الأداء الناجح للمهارات الحركية المختلفة قدرات حركية خاصة تتعلق باستعداد لاعب المبارزة الكامنة ، وإن هذه القدرات تؤدي وظائفها بشكل مترابط وسياق متتابع ينتج عنه في النهاية الحصول على الحركة الصحيحة الناجحة سواء كانت هذه الحركة بسيطة أم مركبة .
تعد القدرات الحركية من العوامل التي لها تأثير مهم في جميع الألعاب الرياضية ومنها لعبة المبارزة ، وهي ذات أهمية كبيرة للفرد في حياته اليومية بصفة عامة وفي النشاطات الرياضية بصفة خاصة . وإن توافر القدرات الحركية لدى اللاعبين عنصر أساسي وفعال في رفع درجات التعلم إلى أعلى المستويات . إذ ثبت إن القدرات الحركية تقوم بدور مهم وفاعل في جميع الألعاب الرياضية .
1- الرشاقة :ـ تعد الرشاقة من القدرات الحركية المهمة للفرد والتي يحتاجها في حياته العملية اليومية وكذلك الرياضية ، وهي أي الرشاقة مفهوم يعبر عن قدرة الفرد على الأداء الحركي الذي يتميز بالتوافق والقدرة على سرعة تعديل الأداء الحركي بصورة تتناسب مع متطلبات المواقف المتغيرة .
والرشاقة هي القدرة على تحريك الجسم أو أجزائه في الفراغ بهدف السرعة في تغيير الاتجاه وبدقة مميزة لذلك الأداء مع اشتراك العضلات الكبيرة للجسم بشكل متناسق يخدم ويسهل على الجسم القيام بالعمل المتصف بالرشاقة . وتظهر أهمية الرشاقة عندما يضطر لاعب المبارزة إلى تغيير مفاجئ في حركاته وجسمه أثناء التبارز إذ يحدث تغير فوري لكل جسمه أو أجزاء منه عند أدائه لبعض الحركات .
2ـ التوافق :ـ تبرز أهمية التوافق عندما يقوم لاعب المبارزة بحركات تتطلب استخدام أكثر من عضو من أعضاء الجسم الواحد خاصة إذا كانت هذه الأعضاء تعمل في أكثر من اتجاه في الوقت نفسه . وتتطلب المبارزة استعمالاً جيداً لحركات الرجلين والذراعين والجذع والعينين في أثناء الهجوم والدفاع والرد ومتنوعات الهجوم الأخرى . فالتوافق هو قدرة الفرد على إدماج أنواع من الحركات في قالب واحد يتسم بالانسيابية وحسن الأداء .
والتوافق هو قدرة لاعب المبارزة للسيطرة على عمل أجزاء الجسم المختلفة والمشتركة في أداء واجب حركي معين وربط هذه الأجزاء بحركة أحادية انسيابية ذات جهد فعال لإنجاز ذلك الواجب الحركي .
3- الدقــة :ـ تعد الدقة من أهم القدرات الأساسية والمهمة في كل لعبة رياضية تتطلب إصابة الهدف القانوني ولكنها تختلف من حيث الخصوصية من لعبة إلى أخرى .
و رياضة المبارزة من الرياضات التي تلعب فيها الدقة دوراً مهماً لذلك فإن أداء المهارات الحركية تكسب المبارز خصائص مميزة تمكنه من سرعة أداء الحركات الهجومية والدفاعية لأن الهدف النهائي من أداء حركات التبارز هو دقة تسجيل اللمسات على الهدف القانوني للمنافس . والدقة هي قابلية السيطرة على التوافق الحركي المعقد والتطبيق المناسب والمجدي للمتطلبات والقدرة على التغيير السريع .
أن المقصود بالدقة هو دقة الأداء الحركي للمهارة المستخدمة في المبارزة عنصراً أولاً ودقة تصويب ذبابة السلاح نحو الهدف المحدد على سطح جسم المنافس عنصراً ثانياً ، وذلك لأن دقة الأداء الحركي ودقة التصويب وثيقتا الصلة ببعضهما البعض وكل منهما يكمل الآخر من حيث إن دقة التصويب تعتبر مؤشراً جيداً لدقة الأداء الحركي الناجح .
4- سرعة الاستجابة الحركية :ـ تعد سرعة الاستجابة الحركية من القدرات المهمة للفرد بشكل عام لأنها من القدرات الحركية الضرورية التي تبرز أهميتها في الفعاليات والألعاب التي تتصف بالسرعة وتغيير المكان ومنها لعبة المبارزة .
وسرعة الاستجابة الحركية هي الفترة الواقعة بين الإثارة والإجابة الكاملة بأقصر وقت ، ويعتمد ذلك على إيعازات الجهاز العصبي وقابلية الجهاز العضلي في التنفيذ الحركي .
كما إنها عبارة عن الارتباط بين زمن رد الفعل الحركي وزمن الحركة أي الزمن الذي ينقضي ما بين حدوث المثير والانتهاء من الأداء الحركي .
5- سرعة رد الفعل :ـ وتعد من العوامل المؤثرة في إتقان دقة تسديد نصل السلاح على هدف المنافس لتسجيل اللمسات القانونية ، وسرعة رد الفعل هي الفترة الزمنية بين إعطاء المثير وبدء الاستجابة الطبيعية والمطلوبة. ونجاح لاعب المبارزة في الأداء يتوقف على سرعة رد فعله كما يتطلب أداء لاعب المبارزة سرعة في العمليات العقلية
ثالثاً : المتطلبات العقلية :
وشغلت القدرات العقلية جانباً هاماً من اهتمامات علماء النفس عامة وعلماء النفس الرياضي بصفة خاصة ، وأدركت أهميتها بالنسبة للاعبين في مواقف الممارسة الرياضية المختلفة سواء في مجال التعلم أو التدريب وتتضاعف تلك الأهمية في كثير من الألعاب التي تتطلب الانتباه وتركيز الانتباه في جميع فقرات المنافسة مثل ألعاب النزال بصفة عامة ورياضة المبارزة بصفة خاصة .
تتطلب رياضة المبارزة قدرات عقلية بجانب المتطلبات البدنية والحركية وأداء لاعب المبارزة لن يكون مثمراً مهما كان ذكاؤه وتقدمت مهاراته الفنية إذا كان بحاجة إلى التخيل الخططي ( التكتيكي ) فعليه أن يكون ملماً ومدخراً في مخيلته الأسس والمبادئ الخططية والمهارية وهذا يتم عندما يمتلك لاعب المبارزة مدركات حسية سليمة ويمتلك جهازاً عصبياً مجهزاً بمعلومات دقيقة عن المتغيرات التي تحدث في المواقف المختلفة أثناء التبارز .
1- الذكاء :ـ هو قدرة فطرية عامة للفرد يكيف بها التفكير عن قصد وفقاً لما يستجد عليه من المطالب ، وهو القدرة العامة على التكيف عقلياً لمشاكل الحياة وظروفها الجديدة . كما إنه نظام من القدرات العقلية الخاصة بالتعلم وإدراك الحقائق العامة غير المباشرة وبخاصة المجردة منها بيقظة وفطنة ودقة والإحاطة بالمشكلات مع المرونة والفطنة في حلها .
ومن الضروري أن يمتلك لاعب المبارزة على أقل تقدير ذكاءاً متوسطاً وفق ما توصلت إليه الدراسات والبحوث وكلما أرتفع مستوى ذكاء اللاعب كلما ارتقت درجة أدائه المهاري .
2- الانتباه :ـ هو اختيار واستعداد عقلي أو توجيه الشعور وتركيزه في شيء معين استعداداً لملاحظته أو أدائه أو التفكير به .
ورياضة المبارزة يتقابل فيها لاعب المبارزة مع منافسه في حالات الهجوم والدفاع والهجوم المضاد وسط ظروف تتميز بالسرعة الخاطفة والتغيرات المفاجئة وهذا يتطلب انتباهاً عالياً وتلقائية فورية لمواجهة المواقف المتغيرة والجديدة والمفاجئة للمنافس .
3- تركيز الانتباه :ـ ويعد من القدرات العقلية التي يحتاجها الرياضي بشكل خاص في المنافسات الرياضية المختلفة ومنها المبارزة التي تحتاج إلى التحمل بالنسبة لتركيز الانتباه حتى تكسب ممارسيها قدرة عقلية وهذا يكتسب من خلال الحركات المتنوعة لها سواء أثناء درس المبارزة اليومي أم المسابقات . ويقصد بتركيز الانتباه هو تجميع الأفكار وتثبيت الانتباه لتحقيق الهدف . وهو جوهر التفكير لخدمة الواجب الحركي حيث إن مدته الزمنية قصيرة جداً لأنه يقطع التفكير والانتباه عن المحيط الخارجي لأداء أدق التفاصيل ... أي إن التركيز مقدرة اللاعب على الاحتفاظ بالانتباه .
4- الإدراك الحس ـ حركي :ـ إن العمليات العقلية هي في الحقيقة عمليات إحساس وإدراك وتفكير بشكل عام والإدراك لا يمكن أن يكون بلا إحساس حيث أن عملية الإدراك الحسي تستند على نشاط الأجهزة الحسية والإدراك الحس حركي هو استجابة عقلية لمثيرات حسية معينة أو تفسير المعلومات المكتشفة بواسطة حواس الإنسان من حيث معناها أو رموز لها دلالاتها .
والإدراك هو تفسير الفرد المباشر لإحساسه بالطبيعة ، ويبدأ الإدراك بالاستجابات العصبية لنشاط أعضاء الحس ، ثم توصيلها إلى الجهاز العصبي المركزي ، فالإدراك هو الإحاطة والإلمام بالبيئة الخارجية للفرد من خلال الحواس ويمثل الإحساس الأساس في عملية الإدراك .
5- التفكير السريع :ـ يلعب التفكير دوراً أساسياً ومهماً في الارتباطات الوظيفية للإنسان لأنه نشاط ( ديناميكي ) هادف وقد يحتاج إليه الإنسان في صلته للتعرف على حقائق الحياة . فالتفكير هو نتاج المخ الإنساني ، وإن التفكير السريع هو تفكير واع لأنه يقوم على أهداف معينة تكون ساكنة في عقل الشخص المفكر . والتفكير هو كل ما يصبو إليه الإنسان في الحياة . وهو تفكير ذكي عاقل لأنه متوافق السمع الواقع ويسعى إلى التأثير منه وهو تفكير حساس للصواب والخطأ .
ويعرف التفكير بأنه أرقى صور النشاط العقلي ويعتبر من المحددات الأساسية للسلوك ويعرف بأنه أيضاً شكل من أشكال العمليات المعرفية التي تستخدم الإدراك والمفاهيم والرموز والتصورات .
رابعاً : المتطلبات النفسية :
المبارزة رياضة تنافسية يعمل فيها حساب وتقدير لقوة إرادة المنافس وللعوامل النفسية دورُ مهمُ وأثرُ بالغُ في التفوق في هذه الرياضة . ولاعب المبارزة القادر على الهدوء وامتلاك زمام نفسه يكون أكثر مقدرة من غيره على تحقيق الاسترخاء والراحة مما يجعله يستطيع أن يستعيد شفاءه خلال فترة زمنية قصيرة ، ويكون خلال جميع المباريات متمتعاً بدرجة عالية من الثقة بالنفس تؤهله للتفوق على منافسيه .
ومن أهم المتطلبات النفسية التي يحتاجها لاعب المبارزة هي :ـ
1- أن يتصف لاعب المبارزة بالصبر وقوة العزيمة .
2- القدرة على إصدار الحكم بدون تردد .
3- أن يتصف بروح التنافس والشجاعة .
4- التمتع بقدر عالً من قوة الإرادة والتحكم في الانفعالات والقدرة على التصرف إذ إنه لا يوجد مجال للتردد .
5- التمتع بقوة الملاحظة العالية وسرعة توقع لتصرفات منافسه .
6- لديه القدرة على التحليل لحركات المنافس والتخطيط وسرعة اتخاذ القرار للقيام بردود أفعال سليمة وغير عشوائية .
7- الثقة بالنفس والقدرة على الكفاح دون ضعف حتى النهاية وأن يتحمل مقداراً كبيراً من المقاومة في المنافسات الطويلة .
خامساً : القياسات الجسمية :
يجب أن يتصف لاعب المبارزة وكذلك المبتدئون الذين يتم انتقاؤهم لممارسة رياضة المبارزة بما يأتي من القياسات الجسمية التي توصلت إليها العديد من الدراسات والبحوث ومنها :ـ
1- طول كل من الجسم الكلي و الذراع والرجلين ( الأطراف السفلى ) .
2- قصر الجذع .
3- كبر محيط كل من الساعد – الفخذ – الساق .
4- صغر محيط كل من الوسط – الصدر .
5- زيادة قوة كل من القبضة – الأصابع – السعة الحيوية .

[ظافر الطائي]

(( بناء معايير محكية المرجع لبعض القدرات العقلية والحركية لاختيار الأشبال في المبارزة ))

الباحث : ظافر ناموس خلف حسن الطائي
المشرفان : أ. م. د مها محمد صالح أ. د. ناظم كاظم جواد
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
اشتملت الرسالة على خمسة أبواب هي :ـ
الباب الأول :ـ التعريف بالبحث :
- المقدمة وأهمية البحث :ـ
تناول الباحث التطور الذي شهدته الألعاب الرياضية ومنها لعبة المبارزة وخاصة في مجال الاختبارات التي تعد من العوامل المهمة والمؤثرة في عملية اختيار الأشبال إذ تعد عملية اختيار الأشبال والكشف عن القدرات والمواهب من أهم المبادئ الأساسية في العملية التدريبية لأنها عملية اقتصادية تلجأ إليها الكثير من الدول لتوفير الجهود وإحراز أفضل النتائج ، كما تساعد عملية الاختيار في استثمار الجهود البشرية في المجال الرياضي لتأتي بأفضل العناصر الرياضية من الناحية البدنية والحركية والعقلية والفسيولوجية والاجتماعية والجسمية .
كما تناول الباحث أهمية استخدام المعايير في عملية التقويم الرياضي والتربوي ومنها المعايير المحكية المرجع التي ترتكز على قياس وتشخيص ما حققه الفرد المتعلم أو المتدرب من معارف ومهارات وما اكتسبه من اتجاهات وسلوكيات تتعلق بمحتوى دراسي أو تعليمي أو تدريبي معين في ضوء محك أداء مطلق بغض النظر عن مقارنة أداء المتعلم أو المتدرب بأداء أقرانه أو أفراد المجموعة التي ينتمي إليها .و لذلك ازدادت الحاجة إلى بناء مقاييس جديدة أكثر ملاءمة لمطالب العملية التربوية والتدريبية المتطورة لمسايرة التقدم العلمي في وسائل وبرامج التعليم والتدريب ولتلافي أوجه القصور في الاختبارات المعيارية المرجع
وأهمية البحث تكمن في بناء معايير محكية المرجع لبعض القدرات العقلية والحركية لاختيار الأشبال بعمر ( 9 –10 ) سنوات في المبارزة بأسلوب علمي بعيداً عن الاختيار العشوائي وبما يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال ولجعل عملية الاختيار أكثر دقة وموضوعية مما يساعد المدربين والعاملين في رياضة المبارزة على وضع البرامج التعليمية والتدريبية المناسبة لهم على ضوء نتائج الاختبارات .
- مشكلة البحث :ـ
ومن خلال خبرة الباحث بوصفه أحد مدربي لعبة المبارزة في القطر واطلاعه على البحوث والدراسات الخاصة بالمبارزة وفضلاً عن عمله مع فئة الأشبال لاحظ هناك ضعف في اختيار اللاعبين من حيث الاعتماد على التقويم الذاتي , مما يؤدي إلى إضاعة للجهد والوقت والمال المبذول في مجال التخطيط للعملية التدريبية , وضعف اهتمام المدربين بالقدرات العقلية والحركية للأشبال واهتمامهم بالقدرات البدنية والمهارية فقط .
بالإضافة إلى عدم وجود معايير ثابتة ومبنية على أسس علمية ، لذا حاول الباحث التوصل إلى طريقة أكثر دقة في عملية الاختيار من خلال بناء معايير محكية المرجع لبعض القدرات العقلية والحركية لاختيار الأشبال في المبارزة للوصول إلى تقويم موضوعي بدلاً من التقويم الذاتي .
- هدفا البحث :ـ
1- بناء معايير محكية المرجع لبعض القدرات العقلية والحركية لاختيار الأشبال برياضة المبارزة .
2- التعرف على الفروق بين البنين والبنات ببعض القدرات العقلية والحركية لاختيار الأشبال برياضة المبارزة .
- فرضية البحث :ـ
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين البنين والبنات ببعض القدرات العقلية والحركية .
- مجالات البحث :ـ
1-5-1 المجال البشري : عينة من المبتدئين بعمر ( 9- 10 ) سنوات من تلاميذ المرحلة الابتدائية لمدارس بعقوبة ( المركز ) .
1-5-2 المجال الزماني : للمدة من 3 / 2 / 2008 ولغاية 25 / 6 / 2008 .
1-5-3 المجال المكاني : صفوف وساحات المدارس الابتدائية في بعقوبة المركز .

الباب الثاني :ـ الدراسات النظرية والسابقة :
احتوى هذا الباب على الدراسات النظرية التي اشتملت على ( مفهوم المعايير وأهميتها ، وأنواع المعايير مثل المعايير المرجعية والمعايير المحكية المرجع واستخداماتهما وكذلك أوجه التشابه والاختلاف بينهما ، وماهية القدرات العقلية واهم القدرات العقلية كالذكاء وتركيز الانتباه والتفكير السريع والإدراك الحس حركي وكذلك ماهية القدرات الحركية وأهم هذه القدرات كالرشاقة والدقة والتوافق وسرعة الاستجابة الحركية . والخصائص العقلية والحركية للمرحلة السنية ( 9-10 ) سنوات ، وفضلاً عن أسس اختيار لاعبي المبارزة ) .
أما الدراسات السابقة فقد اشتملت على ( دراسة نوري إبراهيم الشوك ، ودراسة بيان على عبد علي ، ودراسة محجوب إبراهيم ياسين ، ودراسة عبد الكريم رحيم ، ودراسة على سموم دغل ، ودراسة علي سلمان ، ودراسة السيد معوض السيد ) .
الباب الثالث : منهج البحث وإجراءاته الميدانية :
احتوى هذا الباب على منهج البحث إذ اعتمد الباحث المنهج الوصفي بالأسلوب المسحي لملاءمته هدفي البحث . أما عينة البحث فقد اشتملت على ( 720 ) تلميذاً وتلميذة بعمر ( 9-10 سنوات ) من الصف الثالث والرابع الابتدائي في مدارس بعقوبة المركز الابتدائية اختيرت بالطريقة العنقودية ( تجميعية ) . وكذلك احتوى على وسائل جمع المعلومات والأجهزة والأدوات المستخدمة وتحديد القدرات العقلية والحركية والاختبارات الخاصة بهما والخطوات الإدارية لتنفيذ البحث والتجربة الاستطلاعية وتنفيذ الاختبارات الخاصة بالبحث ومواصفات هذه الاختبارات وكذلك الوسائل الإحصائية التي استخدمها الباحث .

\الباب الرابع : عرض النتائج وتحليلها ومناقشتها :
احتوى هذا الباب على عرض وتحليل نتائج عينة البحث في اختبارات القدرات العقلية والحركية الخاصة لاختيار الأشبال في المبارزة بأعمار ( 9-10 ) سنوات ومناقشتها وتوزيع عينة البحث حسب الدرجات المعيارية والمستويات والمحك المرجعي ومناقشتها وعرض وتحليل قيمة ( ت) المحسوبة والجدولية لاختبارات القدرات العقلية والحركية أيضاً ومناقشتها فضلاً عن التوصل إلى بناء المعايير المحكية المرجع لبعض القدرات العقلية والحركية لاختيار الأشبال في المبارزة قيد البحث .
الباب الخامس : النتائج والتوصيات :
احتوى هذا الباب على النتائج التي توصل إليها الباحث هي :ـ
1- تحديد معايير محكية المرجع لبعض القدرات العقلية والحركية لاختيار الأشبال في المبارزة .
2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين البنين والبنات بعمر 9 و10 سنوات في اختبارات القدرات العقلية والحركية ما عدا اختبار الرشاقة واختبار الدقة .
وتوصل الباحث إلى التوصيات الآتية :ـ
1- اعتماد المعايير التي توصل إليها الباحث في عملية اختيار الأشبال في المبارزة في المرحلة الأولية من مراحل الاختيار من الجهات ذات العلاقة ومنها الاتحاد العراقي المركزي للمبارزة .
2- تعميم هذه المعايير على الاتحادات الفرعية للمبارزة في المحافظات لغرض الاستفادة منها من المدربين والعاملين في عملية الاختيار الأولي للأشبال والمبتدئين في المبارزة .
3- القيام بالبحوث والدراسات لبناء معايير محكية المرجع لتقييم الأداء المهاري والقدرات البدنية والوظيفية للأشبال والناشئين والشباب والمتقدمين في المراحل الأخرى من مراحل الانتقاء في المبارزة .

[خــــالـــــد]

[align=center]
يعطيك ألف عافية أخي ظافر

تغطية وتقرير أكثر من رائع

لعبة بـ حاجة لـ نقرأ تفاصيلها ومعلومات عنها

أشكرك جزيل الشكر على الإبداع

لا تحرمنا جديدك
[/align]

[ظافر الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ خالد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على ملاحظتك وان شار الله سوف نساهم في موضوعات تعرف الاعضاء عن لعبة المبارزة ومن احدث المصادر
ظافؤ الطائي

[نـــــواف]

الله يعطيك العافيه معلومات هامه
ومجهود تشكر عليه

[ظافر الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلا أخ نواف وهذه الموضوعات هي جزء من رالتي في الماجستير أتمنى أن تنال رضاكم
ظافر الطائي

[غرابيــل]

[رسول رحيم]

الحمد لله رب العالمين بارك الله فيك

[محمد حبيب]

بارك الله بيك اخي استاذ ظافر لماقدمت من ابداع في كتابة هذا الموضوع فتقبل مروري

[ظافر الطائي]

أشكرك يا اخي محمد عل تعليقك الرائع اتمنى التواصل معاً