[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]كان صباحي يهل بالتباشير الخفية[/align][align=center]
وكانت السماء سمحة ندية
سعادة تغمرني
في وداعة الأحلام
المكان غير المكان
والشمس في حلتها الذهبية
أنتثرت الورود والرياحين
نسمات تداعب النفس
ترسلها الى حالة من الإسترخاء والتأمل،
في نشوة تذيب كل عناء.
كعادتي؛ أتجهت الى ساحة المدينة
الى مكاني المحبب
شفيف الروح
وكل ما حولي في منتهى الزينة
تباشير.. تباشير..تباشير.
وعلى أنغام رائعة تحيط كالهوء
نور أضاء.
وأقبلت ...!
نعم أقبلت...!
والناس في دهشة وذهول
من تكون؟!!!
حمامة من البهجة حطت على سقف اللاموعد ؟!
ملاك هبط ...؟!.
أقبلت في خطواتها الواثقة
وطلتها الساحرة النورانية
في فستانها المطرز من خيوط الأشواق
وحليها المصُوغة من قبس النجوم
وشعرها شلالات من مساقط الكوثر
حوى أسرار الكون وأكثر.
أتجهت نحوي وفرحة الدنيا في عينيها
والحمرة ملئ خديها
والإبتسامة؟!.. من كلها مختزلة في ثغرها.
أهي ؟!...هي ؟!.
تلك التي كنت أظن أنها:...!
من نسيج خيالي والأوهام
إمرأة بلا ألآم
بلا هجر ..بلا صد.. وتقلب.. وملام
بالا عطب.. وأسقام
إمرأة كلها أنغام
ساحرة الكلام؛
إمرأة... من الأحلام.
لا أصدق...!!!
هي؛ الآن أمامي تلقي السلام ؟!.
التقت العيون....
وآهٍ،.. من العيون...!!!
أختفى العالم من حولي
أصبحت في حالة شعاع
وفقدان وزن
انعدمت المسافات
دهشة، توق،ولع
هيام، هذيان، ذهول.
تأملتني وتأملتها
وغرقِتُ في بحرها.
يال الجمال.. يال السحر!
يال الدلال.. يال العطر!
يال الروعة.. يال النقاء !
يال الطهر.. يال الصفاء.!
لحظات من زمن غير الزمن.
عيون احتوت العالم..واحتوتني
قرأت كل قصائدي...وعرفتني
استوعبت جنوني...وحفظتني
وحكتْ كل الرواية
وأدخلت البداية في النهاية.
فكل شئ كان...
كائن...
ويكون...!
وأنا...بها؛
مفتون... مفتون...مفتون.
آه، من العيون...!!.
حضور طاغٍ يأسر الوجدان
يكبل اللسان
لست أدري كم مر من الزمان
لم يخالجني شعور بالإستحواذ أو التملك
لم أتعجلْ
لم أحاول أن أمسك بالخيوط المتصلة
لم أحاول ان أرحل للمستقبل.
فأنا مشدوه باللحظة
ممتلأ بما يكون
فكل شئ أُستُخلصتْ متعته
وتمْ...
دون اللمسِ...
دون الضمْ
غارق في بحر من العذوبة
مسحور ٌ... مسحور...مسحور.
لم تطل البقاء
خافت على الشمس الكسوف
وعلى النجوم من النزيف
في بعدها كان الخواء.
وفي غمرة من البهجة قصيرة
مديدة الروح طويلة
على سفونية أنغامها من نور
وإيقاعها من السرور
وفي الحركة الأخيرة
على لحن فريد
انسحبتْ ببطئ... ببطئٍ شديد
وعيناها تقول:
المكان ليس المكان
والزمان ليس هو الزمان.
صعد الملاك!...
وانحصر الضياء
وبلطف ومهابة
في رقة وخفة
... وبكل العفة
طارت الفراشة!...
تركت في القلب مشاعر جياشة
ولكنها سكنت الفؤاد...للأبد
كحلم جميل...
لا تفسده الإفاقة
حية ..حاضرة؛
إبتسامة تملأ الدنيا
إشراقة تضيء الروح.
لم أعرف إسمها..!
ولا حتى نوع عطرها..!.
تركت لي دعوة؛...
بطاقة ناعمة الملمس
مكتوبة بماء كحلها
فواحة بعطرها
نضاحة بخمرها
مختومة من شفتيها بقبلة...
ذات ألوان عجيبة...
تقول:
-لا تطل الغيبة في الأرض،
فنحن على موعد.
إلى لقاء...يا توأم الروح.
...كانت من السماء!
وأنا ما زلت في الأرض
مثقل بالطين
مشدود بالحنين
أعد الأيام والسنين
وما تبقى من الأنين
آه،... ما أطول العمر!.
حزين...أنا، حزينٌ...حزين.[/align][/cell][/table1][/align]
بقلم
فؤاد مهاب
مع وافر التحية والشكر
تم حفظ الحقوق للكاتب