النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 3/1

  1. #1
    ~ [ نجم صاعد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الدولة
    uae
    المشاركات
    36

    نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 3/1

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
    انتهينا في الحلقة الماضية من التعليق على الشريط الثاني ، و كان هو عبارة عن مفتاح الموضوع الذي نحنن بصدد التعليق عليه ، ألا و هو الأحداث التي تلت مقتل عثمان رضي الله عنه ، و هنا مكمن الخطر و الأرض الزلقة التي زل فيها الكثير إلا من رحم ، فسبحان الله .
    الشريط الثالث : توسع الفتنة وانتشارها ..
    ذكر المحاضر وفقه الله بعد أن سرد بعض الأحداث التي تلت مقتل عثمان من محاولة الثوار السعي و الضغط على طلحة والزبيرو علي لقبول البيعة ، و أن الرفض جاء من الجميع ، فقال : ( و ظلت المحاولات خمسة أيام .. و ذكر طلب الثوار من أهل المدينة أن يبايعوا أحداً وإلا قتلوا علي و طلحة الزبير .. الخ ) .
    قلت : وهذا الخبر من مبالغات الإخباريين ، حيث أن الثابت تاريخياً أن بيعة علي رضي الله عنه كانت في نفس اليوم الذي قتل فيه عثمان رضي الله عنه ، و دليله ما ذكره ابن سعد في طبقاته أن بيعة علي رضي الله عنه بالخلافة كانت يوم الجمعة سنة خمس و ثلاثين و ذكر من جملة الصحابة الذين بايعوا طلحة و الزبير و جمع من الصحابة ممن كان في المدينة . الطبقات ( 3/31 ) .
    ذكر المسعودي أن علياً بويع في اليوم الذي قتل فيه عثمان بن عفان رضي الله عنه يعني البيعة الخاصة ، ثم قال إنه بويع البيعة العامة بعد مقتل عثمان بأربعة أيام . مروج الذهب للمسعودي (ص358) .
    قال المحاضر وفقه الله : ( أن طلحة والزبير رفضا بيعة علي إلا بأخذ الثأر من قتلة عثمان ، وأن أهل الفتنة أجبروهم على البيعة و ذكر الطريقة التي أحضروا فيها إلى المسجد من أجل البيعة كرهاً .. قال طلحة إنما أبايع كرهاً .. فقدم يده ليبايع و كانت يده مشلولة فقال أحد الجلوس : أول يد تبايع يد شلاء هذا أمر لا يتم .. الخ ) .
    قلت : إن الصحيح الثابت في بيعة علي رضي الله عنه ما قاله محمد بن الحنفية : كنت مع أبي حين قتل عثمان رضي الله عنه فقام فدخل منزله ، فأتاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن هذا الرجل قد قتل و لا بد للناس من إمام و لا نجد اليوم أحد أحق بهذا الأمر منك ، لا أقدم سابقة و لا أقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا تفعلوا ، فإني أكون وزيراً خير من أن أكون أميراً ، فقالوا : لا والله ! ما نحن بفاعلين حتى نبايعك ، قال : ففي المسجد فإنَّ بيعتي لا تكون خفياً و لا تكون إلا عن رضا المسلمين ، قال سالم بن أبي الجعد : فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فلقد كرهت أن يأتي المسجد مخافة أن يُشغب عليه ، و أبى هو إلا المسجد ، فلما دخل المهاجرون و الأنصار فبايعوه ثم بايعه الناس .
    و هناك رواية ثانية عن أبي بشير العابدي يقول فيها : إن المهاجرين و الأنصار و فيهم طلحة و الزبير أتوا علياً فقالوا له : إنه لا يصلح الناس إلا بإمرة ، و قد طال الأمر . فقال لهم : إنكم اختلفتم إليَّ و أتيتم و إني قائل لكم قولاً إن قبلتموه قبلت أمركم ، و إلا فلا حاجة لي فيه . فقالوا : ما قلت من شيء قبلناه إن شاء الله . فبايعوه في المسجد .
    و رواية ثالثة أخرى تفيد أن طلحة و الزبير قالا : يا علي ابسط يدك ، فبايعه طلحة و الزبير و هذا بعد مقتل عثمان لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة - و المقصود من هذه البيعة هي البيعة العامة ، لأن عثمان رضي الله عنه قتل يوم الثاني عشر من ذي الحجة ، و كانت بيعة علي في نفس اليوم الذي قتل فيه عثمان - .
    و هناك رواية رابعة أخرى عن عوف بن أبي جميلة العبدي قال : أمّا أنا فأشهد أني سمعت محمد بن سيرين يقول : إن علياً جاء فقال لطلحة : ابسط يدك يا طلحة لأبايعك فقال طلحة : أنت أحق و أنت أمير المؤمنين فابسط يدك فبسط عليّ يده فبايعه . كلها عند الطبري في تاريخه ( 4/427-428) و (4/434) . و كذلك في فضائل الصحابة للإمام أحمد (2/573) .
    و ذكر اليعقوبي في تاريخه : أن طلحة و الزبير بايعا علياً وكان أول من بايعه و صفق على يده يد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه . تاريخ اليعقوبي (1/178) .
    يقول الحافظ الذهبي في شأن البيعة : لما قتل عثمان سعى الناس إلى علي و قالوا : لابد للناس من إمام فحضر طلحة و الزبير و سعد بن أبي وقاص و الأعيان ، و كان أول من بايعه طلحة ثم سائر الناس. دول الإسلام للذهبي (1/28 ) .
    و أما الروايات المخالفة التي نقلها الإمام الطبري فمنها من يقول بأن طلحة و الزبير بايعا كرها ، حيث روى من طريق الزهري قال : بايع الناس علي ابن أبي طالب فأرسل إلى الزبير و طلحة فدعاهما إلى البيعة فتلكّأ طلحة فقام الأشتر و سل سيفه و قال : والله لتبايعن أو لأضربن بهما بين عينيك فقال طلحة : و أين المهرب عنه ! فبايعه و بايعه الزبير و الناس . و هناك روايات أخرى تبين أنهما بايعا و السيف فوق عنقيهما . تاريخ الطبري (4/429) و (4/431) و (4/435) . فهذه الروايات كلها لا تصح لأنها من روايات الواقدي و أبي مخنف الكذاب .
    قلت أيضاً : إن قيام المحاضر وفقه الله بنقل تلك الروايات من كتاب البداية النهاية لابن كثير جعله يقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه غيره ممن تحدث في هذه الأمور ، و قيام المحاضر نفسه بالتحذير من الواقدي ، و من مروياته ، حيث إن ابن كثير رحمه الله قد اعتمد على كتاب تاريخ الطبري خاصة في أحداث تلك الفترة ، فاختار أتم الروايات في الموضوع دون الاعتماد على الصحيح ، مع حذف أسانيدها ، وهذا باعترافه هو ، فلو أن المحاضر وفقه الله رجع إلى تاريخ الطبري لاستطاع أن يعرف أن هذه الرواية و غيرها مروية من طريق الواقدي و الأخرى من طريق أبي مخنف ، الذي اعتمد عليه المحاضر في أحداث معركة صفين و ما تلاها من أحداث حتى مقتل الحسين .
    والشيء بالشيء يذكر فإنه قد ورد اعتراض من أحد الإخوة ، قائلاً لماذا لا يتم التحذير من كتاب البداية النهاية لابن كثير .. الخ ما ذكر .
    قلت : إن الإنسان الذي لا يستطيع أن يميز بين الغث والسمين ، و بين الصحيح والسقيم ، فلا يقرب من هذه الكتب بل عليه بالكتب المختصرة التي بينت بعض الصحيح و تناولت تلك الأحداث بشيء من الحيادية و الموضوعية ، لكن طالب العلم المتخصص والقادر على دراسة الأسانيد والمتون و تمييزها من الأصيل والدخيل ، فيكون واجب عليه أن يقرأ في تلك الكتب و ينقحها بقدر المستطاع حتى يخرج لنا بتلك الصورة الصحيحة النقية الناصعة عن تاريخ أمتنا الإسلامية .
    و قد ظهرت بعض الدراسات التي تناولت هذه الأمور ، مثل : كتاب : مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى ، و كتاب استشهاد عثمان و وقعة الجمل في مرويات سيف بن عمر للدكتور : خالد الغيث ، وهناك رسالة بعنوان : مرويات ابن إسحاق في تاريخ الطبري لم تطبع بعد ، كما وأن هناك كتاب نفيس غاية في الأهمية بعنوان : أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري للدكتور محمد نور ولي ، وإنك لتصعق حين ترى الكم الهائل من الروايات المزيفة والموضوعة التي دسها الرافضة في تاريخنا الإسلامي .
    نعود إلى إيراد الحقيقة حول ما ذكره المحاضر وفقه الله عن بيعة علي رضي الله عنه .
    و لنا لقاء آخر بإذن الله تعالى مع الشريط الثالث/2 .


    اعداد :
    أهل الحديث
    قال الامام أحمد: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى عليه وسلم والأقتداء بهم و ترك البدع وكل بدعه ضلاله.

  2. #2
    نجم ماسي الصورة الرمزية صائد الطرائد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    United States of America
    المشاركات
    1,881
    بارك الله فيك
    اللهم إجعلني للنـاس قــدوة
    ولا تجعلنـي للنـاس عبــرة

    تخيل انك واقف يوم القيامه وتتحاسب ولست ضامن دخول الجنة وفجأه تأتيك جبال من الحسنات هل تدري من أين ؟؟
    من الاستمرار بقول

    "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

  3. #3

    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    الكــــــويت
    المشاركات
    4,985
    جزاك الله خيرا اخي

    وننتظر لقائاتك المقبله

    تحياتي لك

  4. #4
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الدولة
    جميع القلوب بلادي فل ي
    المشاركات
    1,795
    أخي اهل الحديث

    شكراً لك

  5. #5
    اميرة غرابيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    7,918
    جزاك الله خير

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-05-2004, 08:47 AM
  2. نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 3/2
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-05-2004, 10:13 AM
  3. نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان2
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-05-2004, 08:43 AM
  4. نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان 1
    بواسطة أهل الحديث في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-05-2004, 11:55 PM
  5. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 06-05-2004, 09:47 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •