(من مقالاتي القديمة وهي منشورة في اكثر من موقع)خارج غرابيل
فطرتنا السليمة تدعونا الى تقدير الكبار والعلماء والفضلاء والكبراء بل واحترامهم، والشارع الكريم كذلك
وصور على لسان رسولنا الكريم في قوله : (( إن من إجلاال الله :اكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، واكرام ذي السلطان المقسط))
وقال: (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف كبيرنا))
لكن التقدير والاحترام امر،والمبالغة في الاحترام الى درجة التقديس امر آخر.
وواقع كثير من المسلمين اليوم انهم يقدسون بعض أئمتهم ، او علمائهم ، او مشايخهم ويقتربون بهم الى حد العصمة،
فلا يخطر ببالهم ان هؤلاء العلماء قد اخطؤوا ولا يرضون ان ينتقدهم احد انتقادا علميا بناءً قائم على اساس الانصاف والتقدير والاحترام.
والانسان كائن بشري يخطئ يأخذ من قوله ويرد ، لا معصوم الاصاحب القبر الكريم صلى الله عليه وسلم، ولنكن واقعين فالرسول كان مع اصحابه ذو رأي وحادثة الحباب ابن المنذر في بدر كان اكبر شاهد على ان احترامه للرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يمنعه من ابداء رأيه امام الرسول صلى الله عليه وسلم
والامثلة على ذلك كثير كحادثة عمر مع ابو هريرة عندما قال له الرسول .......فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد ان لااله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة...الحديث
فرده عمر واقره الرسول على ذلك.
وهذه الامثلة وغيرها تشيد بأن الاحترام والتقدير لا يمنعان من السؤال والاستفهام والتعبير عن الرأي .