[align=justify]
بخطى مثقلة بالألم .. وبنظرآتٍ ضآئعة .. غآدرتْ المكآن بخفيةٍ كي لآ يلآحظ وجودهآ ..
لم تعد للحيآة قيمة .. ولم يعد لحولهآ وجود .. لم يتبقى سوى شتآت كيآنهآ وبقآيآ مشآعرهآ المنكسرة المنثورة ..
تبدو المسآفة إلى حيث أوقفت السيآرة لآ نهآية لهآ .. لم تكترث لقسوة الصقيع المتجمد الذي جرح ندآوة وجنتيهآ، ولم تكترث للريآح المتمردة التي بعثرت خصلآت شعرهآ الذهبي .. كآنت ليلة ظلمآء بآردة .. بدت فيهآ دموعهآ المتأججة كبريق النجوم الغآئبة.
إصطدمت بأحد المآرة فصآح بوجههآ حآنقاً مستنكراً .. لكنهآ لم تأبه .. وإستمرت تخطو خطوآتهآ .. خطوآت إمرأةٍ تآهت في عآلم الضيآع ..
إستعآدت أنين المآضي القريب، فلم تعد ترى أمآمهآ سوى بقآيآ صور وذكريآت عتيقة .. صورة إمرأة وهبت قلبهآ وروحهآ دون هوآدة .. إمرأة عشقت بجنون ذآك الرجل النرجسي.
تجآوزت الشآرع بيأس .. ووصلت إلى دكة الطريق .. حيث صعدت سيآرتهآ بهدوء .. وسآدت لحظةُ صمت صآرعت صرخةً مدويـّةً بأعمآقهآ .. لم تستطع ان تحررهآ من هول الصدمة وقيد الخيبة .. وفجأة أجهشت بالبكآء ..
مسحت الدموع المنهمرة بمنديلهآ الأبيض ويديهآ ترتجفآن .. وتذكرت كيف كآن يمسحهآ لهآ بأنآمله الدآفئة .. ويردد لهآ ( أحبــك .. أحبــك ) .. فتنسى حزنهآ وتعآنقه، ويبدو الكون كله بين أحضآنه .. كأنهآ ملكت العآلم بأسره.
إلتفتتْ إلى المقعد المجآور حيث وضعتْ نهآر اليوم العلبةَ الأرجوآنية والوردةَ الحمرآء.. هديتهآ له بمنآسبة مرور عآم على حبهمآ .. تأملتهمآ بحسرةٍ مريرة .. وبدون تردد مزقت البطآقة المرفقة حيث كتبتْ له " كــل عـــآم وأنت حبــــي".
ثم إستآدرت تتأمل بأسى المقهى الذي خرجت منه متأوههةً مخدوعة .. بعينٍ كئيبة ونظرة محطمة .. تترقب خروجه لترآه مجدداً ولكن لآخر مرة.
مرت بضع دقآئق .. وإستعرّت نيرآن الغضب والغيرة بجوفهآ المجروح .. فجأةً .. وفي غمرة طعونهآ النآزفة، لمحت طيفاً ليس بغريب .. مآ إن خرج إلى الضوء حتى تأكدت أنه هو لآ سوآه .. حبيبهآ .. يحمل بيدٍ بآقةٍ من الورود الحمرآء، ويده الأخرى محآطةٌ بتلك المرأة الجديدة .. يقرّبهآ إليه، يضمهآ نحوه برقّة ليحميهآ من برد الليلة .. ويغآدرآن المكآن معاً مبتسمين، يتهآمسآن بلهفة، وعينآهمآ تتبآدلآن نظرآت الوله والغرآم.
حبست أنفآسهآ وتمنت لو أن الأرض تنشق فتغرق فيهآ ولآ تعود .. تلآشت أحلآمهآ ومآت حبهآ في ليلة إكتشفت فيه حبه الزآئف ومشآعره الخآدعة ..
إلتقطت العلبة الأرجوآنية والوردة الحمرآء .. تأملتهمآ للمرة الأخيرة بعينيهآ الذآبلتين .. ورمت بهمآ خآرجاً بهدوء.
أمسكت المقود بيدين بآردتين تتأهب للرحيل .. وألقت نظرةً أخيرة على هدآيآهآ .. كآنت الريآح تتلآعب بالوردة وتجرح بتلآتهآ النآعمة .. مثلمآ تلآعب هو بمشآعرهآ طوآل الوقت، وأوهمهآ بحبــه، ومثّل إخلآصه .. وجرحهآ بأنآنيته وقسوته .. ولم يتردد في طعنهآ بلآ رحمة فخآن عهده وتركهآ جسد بلآ روح ..
جمعت بقآيآ إرآدتهآ المنهآرة .. ولملمت شتآت قلبهآ المطعون .. أدآرت مفتآح السيآرة .. فودّعــت مآ كآن حلمـــــــاً .. ورحــــلت...
[/align]
. . .
بقلمـ سمآ ــي