هنا وقفت على تلال الترحال
أزف البشرى إلى قلبي برحيلي السرمدي
وقفت وأنا انظر إليك واليها واليهم
أسمو بذاتي وحبك إلى علياء الكون
تركتها وتركتهم إلى حضيض الفناء
علهم يسعدون برحيلي
فأنا قد أقسمت لك الوفاء
سقطت قطرة من عيني
وتبعتها للمنتهى إلى سرابها
فهي لم تحمل سوى ألمي
وأخذت تبتعد في مداها وتختفي
عَلمتُ أنها جرح قد نزف بقلبي
وقد أراد وداعي
فتلثمتُ بصبري الذي عهدتيه مني
وعدت إلى كياني
ارتق كل جرح بما جاوره
فقليل من الحب يدم الفراق
وشئ من الذكرى يكسي الحرمان
وهذه بتلك حتى أعود إليهم بقلب إنسان
هاتي يديك وارحلي ألي ذاتي
فكل ذرات جسدي باتت تشتاقك
وتئن حرارة الشوق بكياني لك
كأنها ثورة بركان سترحل من صدري
هاتي وقبليني واحضني شوقي
وأدفئي منك كل بنان
حتى يعود ضما حبي لك ربيعا
وأعود أنا إلى ما كان
يامن رحلت وقد نزعت الفؤاد
هل ترين انه قد طاب لنا المقام
يامن سقيت عمري بزهر لم يذبل
هل ترين لحظات أوصد نفسي خلف أسوار الحرمان
هل تسمعين آهات شيب الوقت مني
وبمرارة العلقم التي أصابت عض الندم
طيبي وأسعدي فأنا إن طال زماني
سأرحل إليك إلى فؤادك العذب إلى دفء حبك
وحتى يحين اللقاء كوني بمشيئة ربي بهناء