يـد الـكـاتـبـة .. : بـسـمـة بـنـت سـعـود بـن عـبـدالـعـزيـز
لم نكن الشعب الوحيد الذي يتابع الانتخابات الأمريكية، بغض النظر عن الفائز بها، ولم تشغل صفحات جرائدنا وإعلامنا فقط، بل العالم كله الذي التف حول مَن سيكون عريس “ماما أمريكا” المقبل. وبغض النظر عن فوز أوباما وما حمله من فرحة لمَن توقّعوا صعود نجمه، وكأنه فوز شخصي لهم، فاللافت للنظر هو تلك المقارنة التي وجدتني أمامها في ظل متابعة ما يتناوله كُتَّاب العالم ومحللوه من تحليل منطقي وموضوعي مبنيٍّ على المصالح الدولية التي يمكن أن تحققها دولة عظمى مثل ألمانيا على سبيل المثال من الإدارة الأمريكية الجديدة، أو تجميد للمفاوضات السورية الإسرائيلية حتّى يتضح المنحى الذي ستؤول إليه هذه المفاوضات، وبين كُتّابنا الذين غلبت على مفردات غالبيتهم ذلك التمجيد المطلق لديمقراطية أمريكا، وانتخابات أمريكا، وكأنهم إخوان العروس، أو أمها التي تشهد لها!!
لم يكلّف أي ممّن عبأوا مساحات من أعمدة الصحف أو تسمّوا “كُتَّاب رأي” على أنفسهم عناء تحليل لهذه الانتخابات، وما ستستفيده البلاد والعباد من فوز هذا أو ذاك، بل اكتفوا بقرع الدفوف للديمقراطية المحرّمة في بلادهم، ويتمتع بها المواطن الأمريكي .
وربما لا يعرف بعض مَن تابعوا الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن الرئيس الأمريكي لا يتم انتخابه انتخابًا مباشرًا من قِبل الشعب الأمريكي، والأغرب من ذلك أن عدد مَن صوّتوا في الانتخابات الأمريكية السابقة عام 2000م للمرشح الديمقراطي آل جور كان أكثر من عدد الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لجورج بوش، ومع ذلك فقد فاز جورج بوش بالرئاسة لطبيعة نظام الانتخاب الأمريكي الذي لا يعتمد على الانتخاب المباشر، ولكن على نظام الانتخاب المعروف بـ Electoral College، أو “المجموع الانتخابي” قد أعطى الرئاسة إلى مَن حصل على عدد الأصوات الأقل، وذلك لأنه حصل على تمثيل أعلى من الولايات !!
فأي ديمقراطية هذه التي يحلمون بها؟ وأية نزاهة يتمنّى مثقونا ومفكرونا -إن جاز لنا أن نطلق عليهم هذه المسمّيات- أن تعيشها بلادنا؟ فهل تابع بعض كُتَّابنا بالحرص نفسه الذي كانوا يكتبون نتف الفضائح لكل حزب، والتفتيش عن نواقص المرشح الآخر كسهمٍ يُطلقه ضده في معركته، وهذه ليست المرة الأولى، فالبحث في كل ملفات الطرف المنافس عن أية فضيحة من أي نوع تمسه شخصيًّا، أو أحدًا من أهله حتّى ولو كان قريبًا من الدرجة العاشرة هي سمة عامة للانتخابات الأمريكية، فهل كُتَّابنا متابعون لكل فضائح تمويل الحملات؟ فهل هذه الصورة هي التي يريد كُتَّابنا أن نكون عليها، من التمثيل الذي نراه في الإعلام الأمريكي، والمشاهد الديمقراطية الكاذبة؟ فهل يتابع الكُتَّاب السعوديون كل الكواليس، أم يريدون لنا أن نجلس مشدوهين كالبلهاء أمام هذا الزيف؟ هل بعد كل ما رأيناه وسمعناه في الانتخابات الحالية والسابقة، ما زال علينا أن نركض -للأسف- وراء الإعلام المزيف؟
أرجو من كُتَّّابنا أن ينظروا نظرة مصداقية إلى التخطيط والإستراتيجية المرسومة عبر الشاشة، فهي لم تكن درسًا في الاحترام المتبادل، فالإعلام الأمريكي صناعة قوية، ولا جدال في ذلك، يصنعون من نجومهم ورؤسائهم عظماء على العالم أن يسبّح بحمدهم، ولكن العبرة في النهاية لمَن يعتبر!!
* كاتبة سعودية
وعشان منروحش بستين داهيتون ..
المصدر صحيفة المدينة السعوديه / وهاذي بصمتي
وبالنسيتووو لتعليق
انا لما اشوف معرف أمل وهي مشرفه عامه يجيني مغص وتلبك فالمعدتون ..
كيف لما اقراااا اسم بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز
ازا ً
لا تعليقون البته ..