.
.
..... حينما تكون النفس مجبولة على حب الحياة ... والأمن .. والسلامة.. والإستقرار ... فإنها مجبولة أيضا على حب النصرة لها ... والأخذ بثارها ... والإنتقام لها ... وهذه صفة متأصلة في النفوس البشرية ... الا من رحم الله ... وقليل ماهم ..
ويرى الكثير أحقيته في إختيار نوع وشكل الحياة التي يريدها ... ويرغب مسالكها .. حسب ما يوافق الأهواء غالبا ... والعقل نادرا ...
واذا ماتعرض أيا منٌا لموقف " ما " فإنه يبحث بكل وسيلة ممكنة عن مخرج آمن .. يؤدي به الى شاطئ الآمان .. وغالبا مايكون للخروج من المواقف الحرجة ضحايا يكونون بمثابة جسور تمتد بالناجين الى مأمن من الخطر المحدق بهم .. وتتفاوت درجات الأذى بالضحية أو الضحايا على قدر المشكلة ... وكيفية الخروج منها ....
عندها يقبع الضحية المتضرر من مأزق خروج الناجين " أو من يقوم مقامه " تحت وطأت تأثيرات نفسية .. عدوانية .. ذاتية .. إنتقامية .. ثأرية .. هجومية ... تدميرية .. تستخدم في سطوتها على الخصم كل ما أوتيت من قوة لسحقه ... بغض النظر عن شرعية تلك القوة ... مباحة ... محرمة ... لايهم ... الإنتصار ... والإنتصار فقط .. هو الذي يحدد نوعية القوة المستخدمة .. وكيفية الهجوم ... وقد يكون له الأحقية في ذلك على قدر المظلمة فقط .. كما أجاز له الله بذلك ...
إلا أن الإنتقام يكون أشد وطأة بكثير من المظلمة في أغلب الأحيان ... معتدلا نوعا ما أحيانا أخرى ... مفتقدا العفو والصفح ابدا .. واذا ما حصل ذلك فإنه يكون نادرا جدا .... هذا في حال وقوع الظلم .. أو اذا كان هناك ظلما فعلا...
..... أما الإنتصار للنفس عند إختلاف وجهات النظر ... أو إختلاق سببا وهميا مفتعلا .. أو إبراز للذات ... أو حسدا من عند أنفسهم ... فإنه يكون جائرا جدا ... خسيسا .. لئيما .. سيئ المقصد ... يعكس الصورة الخفية .. والنوايا الدنيئة ... والإبتسامات المبطنة ... التي مايلبث وجه صاحبها المبتسم عند ما تسنح له الفرصة .. حتى ينقلب وجها شاحبا مخيفا ... مروعا ... إن نظر اليك .. فإنك ترى الغدر في نظراته ... وإن مد يدا ... فإنك تلامس الخيانة ... وإن شافهك ... فإنك تسمع المقت ... وإن عاملك ... فإنك ترى المكر والخداع ... وإن إبتعد عنك ... فإنه يشعرك بالخوف وعدم الآمان ...
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" shadow(color=red,direction=135) glow(color=red,strength=16)"]
إذا ... ما هو السبيل ؟؟
[/poet]هذا شر لابد منه .. ولايمكن أن يزول يوما من الأيام ... لأن الظلم واقعا لامحالة ... وحب الإنتصار متأصل في النفوس ...
لذا ... فإنني أوجه رسالة الى إخواني ... الأجلاء ... وأخواتي ... الفاضلات العفيفات ... أعضاءا وقراءا ... أن يتقوى الله عزوجل ... عندما يجدون أنفسهم في مثل هذه المواقف .. وأن يتذكورا قول الله عزوجل ( ما يلفظ من قول إلا ولديه رقيب عتيد ).....
اللهم إننا نسألك سدادا في الكلم ... وقواما في المنهج ... وصلاحا في الرأي ...
وتقبلوا تحيات وتقدير أخوكم ... محبكم ....... عسيب .......