مايفيز عاش وحيداً في قصر يضم 44غرفة ومسلخاً كامل التجهيز وخطافاً لتعليق اللحم ومغطساً لتفريغ الدم
كان سيئ الذكر آكل لحوم البشر ارمين مايفيز مبتهجاً أيما ابتهاج بوجود صديق لوجبة العشاء. فقد أقدم هذا الالماني الانطوائي على افتراس ضحيته والتهامه بعد قتله وذبحه - ذلك ان الضحية بيرند برانديز، وهو فني حاسوب يبلغ من العمر 43عاماً، وافق على ان يقتل ويذبح ويؤكل؛ وهذا ما حدث بالفعل في القصر المخيف المكون من 44غرفة والذي يعيش فيه مايفيز وحيداً بمدينة روتنبورغ الألمانية، وهو قصر مثل وكر يسبح في دياجير الظلام ويسميه الأهالي "بيت الأشباح". ويشتمل هذا المسكن المخيف على مسلخ كامل التجهيز، حيث يوجد خطاف لتعليق اللحم على السقف وحوض استحمام (بانيو) لتفريغ الدم من جسد الضحية، وغرفة نوم بسيطة ليتبادل فيها الجاني والمجني عليه القبلات والملاطفات قبل عملية القتل؛ كما يوجد أيضاً قفص للضحايا المتوقعين.
وكان مايفيز قد التقى بضحيته برانديز عبر شبكة الانترنت حيث رد الضحية على اعلان نشره آكل لحوم البشر على الشبكة العنكبوتية قائلاً فيه انه يبحث عن رجل "للذبح والاستهلاك". وقد قام بالفعل بالتهام قطعة من جسده تشبه السجق.
وعقب تبادل المقبلات الآدمية وفاتحات الشهية، قام مايفيز بوضع برانديز في حوض الاستحمام، حيث فقد وعيه في نهاية المطاف نتيجة لمزيج من الاسباب المتمثلة في فقدان الدم (جراء النزيف) واستخدام العقاقير المسكنة والخمر؛ بيد ان برانديز لم يمت تماماً، الا بعد عشر ساعات عندما سدد له رفيقه عدة طعنات في نحره بمدية طولها سبع بوصات.
وفي مفارقة لا تصدق، برئت ساحة مايفيز البالغ من العمر 42عاماً من تهمة القتل أثناء محاكمته المثيرة في المانيا في الثلاثين من يناير؛ وتمت إدانته بدلاً من ذلك في التهمة الأخف المتمثلة في ذبح انسان لان برانديز هو الذي طلب بنفسه ان يقتل ويؤكل.
وقد صدر بحق آكل لحوم البشر حكم بالسجن لمدة ثماني سنوات ونصف، ولكن يمكنه الخروج من السجن بعد اربع سنوات.
وبرغم تشبيه مايفيز بآكل لحوم البشر "لكنز" في فيلم "صمت الحملان" فإن ثمة أوجه تماثل وشبه عديدة تجمعه مع نورمان بيتز، الرجل المجنون المسكون بهوس الأمومة او هواجس سيطرة الأم، في رائعة الفريد هيتشوك "سايكو"، ذلك ان مايفيز كانت تتحكم فيه أمه المتسلطة وتسيطر عليه، شأنه في ذلك شأن بيتز. فقد كان مايفيز يعيش مع أمه طيلة حياتها وبعد ان ماتت في عام 1999م عن عمر يناهز 77عاماً ظل مايفيز يعيش في منزلها الذي يشبه بيت الأشباح، بل انه كان في بعض الأحيان يرتدي ملابسها ويقلد صوتها، متخذاً من غرفة نومها موقعاً محاطاً بهالة من التقديس.
ولئن غيب الموت أم مايفيز ذات الإرادة الحديدية، فانه لم يتمكن من نسيانها ومع ذلك فقد أصبح طليقاً لتطبيق أمنياته الخيالية لاكل اللحوم الآدمية.
وقد شرع في نصب الفخ للإيقاع بضحاياه على شبكة الانترنت، حيث كان يزور مواقع آكلي لحوم البشر على الشبكة العنكبوتية. وفي يوم ما يسمى "عيد الحب" لعام 2001م، التقى مايفيز بضحيته برانديز والذي وافق على ان يذبح ويؤكل.
وفي رسالة بعثها برانديز الى مايفيز عبر البريد الالكتروني، توجه برانديز بالسؤال التالي: "ماذا ستفعل بدماغي؟" فأجاب ميوز قائلاً: "سأتركه كما هو. لا أريد فصل جمجمتك عن بقية جسدك"، فما كان من برانديز، إلا ان تقدم بالعرض التالي: "يمكنك استخدام جمجمتي كمطفأة سجائر. وعندما أخبره مايفيز بانه يستمتع بالتدخين قال له ممازحاً: "أتمنى ان تستسيغ اللحم المدخن".
ومن الواضح ان مايفيز كان يستمرئ ذلك؛ اذ انه بعد ان قتل برانديز في غرفة السلخ، قام بذبح وتقطيع جسده الذي يزن 55رطلاً صافياً من اللحوم الآدمية وقام بعد ذلك بتعبئتها في عبوات بلاستيكية وضعها تحت فطائر بيتزا في ثلاجة مجمدة "فريزر". وكان مايفيز يقوم بطبخ لحم برانديز لمدة عشرة أشهر حتى انه كان يقوم بطحن دقيق من عظام الذراع، ولكن مع بدء نفاد المخزون من اللحم الآدمي، طفق مايفيز ليتصفح مواقع انترنت بحثاً عن ضحية اخرى والى ان قام أخيراً رجل نمساوي باخطار السلطات مبلغاً عن مايفيز وعلى إثر ذلك هاجمت الشرطة منزل آكل لحوم البشر وعثرت على 15رطلاً من اللحم المتبقي من جسد برانديز في الثلاجة بالاضافة الى فيلم فيديو تبلغ مدته اربع ساعات ونصف الساعة يشتمل على تفاصيل العشاء الأخير وتقطيع أوصال الضحية.
ويستعد مايفيز حالياً لتحقيق ثروة تزيد على مليون دولار من بيع حقوق انتاج فيلم سينمائي يستند على قصة برانديز الذي اضاف قائلاً: "لولا غبائي واستمراري في البحث عبر الانترنت، لما تم اكتشاف أمري ولظل سري دفينا في صدري حتى دخولي في قبري".
جريدة الرياض
رد مع اقتباس
بركان الحـــرف الثأر
