إن كثيراً من مشكلاتنا في علاقتنا مع الله ومع الناس بل ومع الحياة تكمن في عدم إدراكنا أهمية العلم والتعلم، وغالباً ما يكون الإفراط والتفريط بسبب قلة العلم أو ما يمكن أن يسمى بالفقر المعرفي.
وإن كان العمل بلا علم يؤدي إلى الزلل والإفراط والتفريط، فإن العلم بلا هدف هو افتقاد لروح العلم وثمرته، ومثله {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}.
ولذلك قال رجل لآخر لا هدف لعلمه: (يا هذا، أمضيت عمرك في جمع السلاح فمن تحارب).
فهناك من يتثقف ليقال: مثقف، ويقرأ ليقال: مطلع، ويدرس ليقال: خريج.. دون النظر إلى ما أضافه إليه ذلك العلم في فكره وسلوكه وأثره عليه في تعامله مع الأحداث والمواقف. إن الثقافة هي معرفة الحق والحقيقة المؤثرة في النفس، وليست هي المعلومات المفردة والمتقطعة التي تزحم الذهن ولا تؤدي إلى إيمان ثابت ولا اعتقاد راسخ. وأخطر من ذلك تلك الثقافة التي تنسج خيوط الفكر المنحرف وتؤدي إلى تغيرات في بناء القيم والأخلاق،
وللمسلم ثقافته الخاصة به، وهي التي تكسبه العزة بدينه والثبات على مبدأه، وتجعله مؤثراً فيمن حوله، مؤهلاً للتعايش مع الحياة وتقلباتها باتزان وتميز، وذلك لأن الإسلام دين شامل ينظم نواحي الحياة، فإلى جانب العلم الشرعي الذي يغذي إيمانه ويضبط سلوكه، فإن منهج الإسلام يطالبه بأن يكون لديه ثقافة في الحياة، وإدراك للوسائل التي يتعامل بها مع كل ما حوله ومن حوله، وأن يتعلم شيئاً عن كل شيء مفيد ونافع، ليؤدي مهمته في البناء والعطاء........
منقووول