بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ينبغي للمسلم أن لا يكثر الحلف بالله سبحانه، لأن في ذلك ما يشعر بعدم تعظيمه الله، كما أن فيه نوع جرأة عليه سبحانه وتعالى، والله يقول: (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ... ) [البقرة: 224] ويقول: (واحفظوا أيمانكم) [المائدة: 89].
وقد ذكر الله من يكثر الحلف وأدرج وصفه ضمن أوصاف غير محمودة كالمشاء بالنميمة والهماز وغيرهما، قال تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم).[القلم:]
أما ما يترتب على كثرة الحلف، فإن الحالف في مثل الحال المسؤول عنها لا يخلو من إحدى صورتين، الأولى: أن يقسم على ما يعقد عليه العزم بقلبه، فهذا إن حنث لزمته الكفارة، فيما إذا كان قسمه قسم طاعة أو مباح بالإجماع، وفيما إذا كان حلف على فعل محرم في الراجح، وإن لزمه الترك.
وإذا كا ن المحلوف عليه شيئاً واحداً، وتكررت الأيمان قبل الحنث، فتلزم كفارة واحدة عنها.
أما إذا كان المحلوف عليه أشياء مختلفة، واليمين واحدة فلا تلزمه إلا كفارة واحدة أن يكون القسم مجرد لفظ باللسان دون قصد لمعناه، فهذا من لغو اليمين الذي لا كفارة فيه.
أما إذا كان حالفاً على أمر يعتقد أنه غير صحيح فهذه هي اليمين الغموس سميت بذلك لكونها تغمس صاحبها في النار وهي أعظم عند الله من أن تكفر، والواجب فيها هو التوبة منها وأوجب فيها الشافعي الكفارة مع التوبة. والله أعلم.