يشترط في إباحةالتجارة بالأسهم في السوق أن تخلو جميع التعاملات من المحاذير والمفاسد الشرعية.وهي كثيرة ومن أهمها:

1- التجارة بالأسهم المحرمة التي يكون نشاطها أساسا في أعمال محرمة كالربا أوصناعة الخمور أو التأمين أو الفن أو القمار.

2- التجارة بالأسهم المختلطة التي نشاطها في الأصل مباح لكن حصل منها تعاملاتمحرمة كالاقتراض أو الإيداع الربوي أو الغرر أو القمار وغيرها. وهذه المعاملة رخص فيها بعض العلماء والأكثر على المنع وهو الموافق للأدلة والقواعد الشرعية والأحوط لدين المؤمن والأبرأ لذمته. والشريعة جاءت باجتناب الحرام كله. والقائلون بالجوازيكثر في كلامهم الاضطراب والاختلاف في تعيين ضابط الإباحة ونسبة التخلص من الحرام مما يدل على ضعف أصلهم ومذهبهم في هذا الباب.

3- الوقوع في النجش في بذل الشخص الشائعات وتحريض الناس على شراء سهم معينوترغيبهم فيه وهو لا يريد شراؤه إنما يفعل ذلك لرفع سعره لينفع شريكه أو من يتحالفمعه ويتبادل المصالح معه. ويعظم التحريم إذا صدر ذلك ممن له صوت مؤثر في السوقلشهرته وخبرته التحليلية مقابل فائدة يتقاضاها.

4- خداع الناس والاحتيال عليهم في توريطهم وإغرائهم بشراء سهم معين بتواطؤ بين بعضكبار المضاربين ورفع السعر بالشراء فيه والتجميع لتحقيق نقطة محددة وهدف غير معلنفإذا أقبل الناس عليه وارتفعت قيمة السهم وطمع الناس في الوصول للقمة باع المضاربالكبير وشركاؤه نصيبهم فانهار سعر السهم وخسر صغار المساهمين خسارة فادحة. ولا شكأن هذا العمل محرم لما فيه من خداع المسلمين والتغرير بهم وأكل أموالهم بالباطلوإيقاع الضرر بهم وقد جاءت الشريعة بتحريم كل تصرف يوقع الضرر بالمسلمين. قالتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْبِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ). وفي الحديث:(لا ضرر ولا ضرار). رواه ابن ماجه والدارقطني. ولذلك نهى الشارع عن التدليس والغشوالاحتكار والخديعة وتلفي الركبان والبيع على بيع أخيه وبيع الحاضر للباد وغير ذلكمما يحصل به الضرر على أحد المتبايعين.

والحاصل أخي المسلم أن الأصل في تجارة الأسهم الإباحة مالم تشتمل المعاملة على أمرمحرم فإذا تيقنت التحريم أو اشتبهت فيه فاجتنبه واستبرأ لدينك وعرضك. واحرص علىأداء زكاة أسهمك. ومال فيه شبهة لا بركة فيه. وثق أن الله كتب رزقك كما كتب أجلكفلا تفرح بما آتاك ولا تحزن على ما فاتك من الدنيا ومن يتق الله يجعل له مخرجاويرزقه من حيث لا يحتسب.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.