[align=center][align=center]ربما بعض المواقف تكشف لنا عن نوع من أنواع الجماهير دون قصد أو دون تعمد
بالذهاب إليهم , ففي ليلة البارحة اصطحبني أثنان من الأصدقاء إلى أحد المطاعم
التي تكتظ بالشباب ومن سوء حظي كان هؤلاء الأصدقاء من المتابعين لبرنامج
شاعر المليون مما أجبرت معهم بالمشاهدة حتى وقت متأخر من الليل ومما لفت
نظري بين تلك الجموع أن الجميع يتابع هذا البرنامج المثير .
بدأ البرنامج وأخذنا نتابع شاعر شاعر ولكن مااستغربته في ذاك المكان الزعيق
والصفير حين ظهرت الشاعرة هلالة لتلقي قصيدتها على المسرح أصبت بخيبة أمل
ليس لأن الشاعرة ظهرت على المسرح واكتشفت بأن هناك جمهور يتابع الشعر
ليس للشعر بل للمنظر أو الشكل أو ماشابه أو حبه لرؤية الأنثى وهي تلقي قصيدة
وأخذت أتحدث مع أصدقائي عما يحدث فأجابوني بأن هذا هو الحال للأغلبية من شباب
وجمهور الشعر في هذا الجيل الجديد , ورغم اختلافي معهم على الجيل الجديد وعدم
حصر هذا الحديث عليهم دون غيرهم حيث إنني قد أصبت بخيبة أمل أقوى في مكان
آخر وأعلمتهم بما حدث مع رجال قد يبلغ العمر بهم عتياً , إلا أنهم رموا كل مايحدث
على الجيل الصاعد فقط سامحهم الله وسامحني معهم .
جمهور هلالة الذي دونت العنوان به ليس جمهور حقيقي لهذه الشاعرة المتمكنة
التي استطاعت أن تصل إلى مكان لم يستطع أن يصله الكثير من الشعراء وهذا إن
دل فهو يدل على شاعريتها وعلى قوتها الشعرية لاسواها , ولكن ربما المكان والزمن
والحدث جعلني أطلق هذا الاسم ولم أعتمد على اسم هلالة هنا تلك الشاعرة الحقيقة
التي ظهرت بل كما ذكرت اسم وافق المكان والاسم والحدث وأدرجته ضمن الطرح .
حيث أن جمهورها الراقي جمهور شعري لا أتوقع منه تلك التصرفات ولايمكن لشخصي
الوصف له بما أرمي إليه هنا .
فأحببت أن أطرح معكم موضوع في غاية الأهمية لماذا المرأة أو الأنثى عندما تخرج
أو عندما تظهر في مكان عام كهذا تجد غليان الشباب يظهر وتجد أصواتهم ترتفع وتجد
كل مالا تحب مشاهدته ورؤيته ؟
لانريد هنا التطرق إلى الشاعرة نهائياً بل مانريده التطرق إلى أوضاع الشباب وأحوالهم
كبار وصغار في مثل هذه الاحتفالات عندما يخرجون عن الطور المألوف أليس في تصرفاتهم
هذه وجود خلل يرمي بنا إلى معترك غير نقي ؟
من مثل هذه التصرفات أجد الشباب والجمهور كأنه يقول المرأة مكانتها وقيمتها في منزلها
فقط لامكانة لها في خارجه , أليس هنا ظلم للمرأة والحجر عليها وأنا لا أتحدث هنا عن بيئة
جغرافية محددة فلكل بيئة طبيعتها بل أتحدث عن بيئة جغرافية خليجية مختلفة ومتغيرة من
جهة إلى جهة إن جاز لي ذلك بهذا القول .
فالمرأة في المناسبات العامة تشتكي من التهميش لها وإن وجدت فرصة للمشاركة وجدت
ماهو أقوى من ذلك من تصرفات طيش وصبيانية فمتى يتفهم الشباب ويفرق بين أنثى خرجت
من أجل غرض ما وأنثى خرجت لغرض آخر مختلف , لماذا لايميز الشباب بين هذه وتلك ؟
هل من إجابة ؟
ودمتم بالخيرات دوماً
أخوكم السُّلمي
[/align][/align]