أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الشموخ


(قصيدة عن صمود غزة)
صمود غزة في وجه الغزو الإسرائيلي

د. وليد قصاب

الرياض - 2 / 1 / 1430هـ
فِي غَزَّةٍ نَبَتَ الشُّمُوخُ وَأَثْمَرَا وَتَجَاوَزَتْ أَغْصَانُهُ هَامَ الذُّرَا



وَزَهَا الإِبَاءُ وَرَاحَ يَعْزِفُ لَحْنَهُ فَشَدَتْ بِهِ شَفَةُ المَدَائِنِ وَالقُرَى


الصَّامِدُونَ، الصَّابِرُونَ جَبِينُهُمْ أَبَدًا لِغَيْرِ اللَّهِ لَنْ يَتَعَفَّرَا


أَرْذَالُ أَهْلِ الأَرْضِ قَدْ جَمَعُوا لَهُمْ جُوعًا وَتَشْرِيدًا وَمَوْتًا أَحْمَرَا


لَكِنَّهُمْ نَحْوَ السَّمَاءِ رُؤُوسُهُمْ وَاللَّهُ يَنْصُرُ مَنْ بِهِ إِسْتَنْصَرَا


لا تَرْقُبِي يَا غَزَّةٌ فِي جِيلِنَا شَهْمًا إِلَى نَصْرِ الضَّعِيفِ مُشَمِّرَا


رُبَّانُنَا فِي سُكْرِهِ مُسْتَغْرِقٌ يَصْحُو وَيَرْجِعُ بَعْدَهَا كَيْ يَسْكَرَا


وَلَعَلَّهُ رَضَعَ المَذَلَّةَ يَافِعًا وَبِكُلِّ أَثْوَابِ الخُنُوعِ تَأَزَّرَا


رَبَّوْهُ لا يَعْدُو لِلَهْفَةِ ضَارِعٍ وَإِذَا يُنادَى لِلْفِدَاءِ اسْتَدْبَرَا


فَاصْبِرْ أَخِي المَظْلُومَ وَاشْمَخْ صَامِدًا لابُدَّ يَوْمًا أَنْ تَعُودَ مُظَفَّرَا



لا يُسْلِمُ المَجْدُ الرَّفِيعُ قِيَادَهُ طُولَ المَدَى إِلاَّ فَتَاهُ الأَصْبَرَا

****


يَا غَزَّةَ الأَمْجَادِ بِئْسَتْ أُمَّةٌ لا تَصْحَبُ الصِّمْصَامَ كَيْ تَتَحَرَّرَا


سِلْمُ اليَهُودِ خُرَافَةٌ، لَم يَعْرِفِ التْ تَارِيخُ مِنْهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ أَغْدَرَا


فُطِرَتْ يَهُودُ عَلَى الخَسَاسَةِ وَالخَنَا فَعَلَى طِبَاعٍ غَيْرِهَا لَنْ تُفْطَرَا


وَالمُدَّعُونَ حَضَارَةً مِنْ خَلْفِهَا وَبِطَبْلِهِمْ عَزَفَ الغَبِيُّ وَزَمَّرَا


هُمْ جَوَّعُوا فِي غَزَّةٍ أَطْفَالَنَا هُمْ يَسْفِكُونَ دِمَاءَهُمْ فَوْقَ الثَّرَى


فِي كُلِّ شِبْرٍ مِنْ رُبُوعِ مَدِينَتِي يَخْتَالُ سَيْفُ ضَلالِهِمْ مُتَجَبِّرَا

***


يَا أُمَّةَ المِلْيَارِ إِنِّي شَاعِرٌ شِعْرِي تَضَرَّمَ بِالأَسَى فَتَفَجَّرَا


لو صُغْتُه ذَا اليَوْمَ مُفْتَخِرًا بِكُمْ لَكِنَّ حُزْنِي أَنَّنِي لَنْ أَفْخَرَا


بَلْ غَزَّةٌ يَوْمَ الفَخَارِ قَصِيدَتِي فِي تُرْبِهَا زُرِعَ الشُّمُوخُ وَأَزْهَرَا


وَلَسَوْفَ تُهْدِي الخَيِّرِينَ شُمُوخَهَا وَتُعَلِّمُ التَّارِيخَ دَرْسًا أَخْضَرَا


لا تَيْأَسِي يَا أُخْتُ إِنَّا أُمَّةٌ لا بُدَّ يَوْمًا أَنْ تَثُورَ وَتَطْهُرَا


مَا أُمَّةُ المِلْيَارِ تُضْحِي سِلْعَةً وَتُبَاعُ فِي سُوقِ العَبِيدِ وَتُشْتَرَى


بَلْ أُمَّةُ المِلْيَارِ آتٍ فَجْرُهَا فَبِفَضْلِهَا هَذَا الوُجُودُ تَحَرَّرَا


مِنْ قَلْبِ قَلْبِ اللَّيْلِ يَبْزُغُ بَارِقٌ فَتَرَى الظَّلامَ أَمَامَهُ مُتَقَهْقِرَا


إِنَّ اليَهُودَ سَحَابَةٌ فِي أَرْضِنَا لابُدَّ يَوْمًا أَنْ تَزُولَ وَتُدْحَرَا