وضعتُ رأسيَ المثقلَ
من طولِ السهرِِ الجبري
على وسادةِ الأريكةِ الكستنائية
الغفوةُ تفزها صفعة
والخوفُ تسرّب إلى أعماقي
وطفى على السطح من قسوته
لم يكن يصمد في هذا البيت أكثر من هذا الجوف
أمسيت الليلة تراني كل المرايا خائفاً
فزعاً
كل الزوايا أخذت من حدودها نظيراً
وحمرةُ الشفاة
وطلاءُ الاظافر
ومزيلُ الطلاء
انسكبت في عيني
وامتزجت بشرايين البياضِ الذابل
لا لونَ كلونِ غروب عيوني
المرايا تسبحُ بزعانفِ القلقِ الساري في شقتي
اقتربتْ مني مرآة المدخلِ الرئيس
وبسرعةِ الضوءِ الخاطف
هربتْ وانتحرتْ بالسقوطِ من أعلى السلَّم
كانت تقولُ وهي تتحطم
كُسِر جمالي
بعنف الهداريس
ما لوجهك كشبح تعيس
*******
وأعودُ
إلى الأريكة الكستنائية
أحرّكُ بؤسي
وأحايلُ نفسي
أواسيها بإغلاقِ العيون
لم تزل مغمضةً
وهي ترمشها الجفون
فتتمايل صوركِ على جدرانِ جفني الداخليّ
هو لي شاشتي الفضية
فيبدأ الحدثُ من حيث انتهيتِ هناك
ذاك المشهد المثير
أين أوّلُ القصة؟
وأين باقي الممثلين؟
أين دوائرُ الطبول؟
وأين الكفوفُ البنيةُ التي تصقلها؟
وأين المؤثراتُ الصوتيةُ الرنانة؟
وهل ستكونُ السونغرافيا ذات طابعٍ حزين؟
الثوبُ يبدو مسدولاً!
ودون زخارف كرستالية
وبلور
وشعرُكِ كهياجِ الشعلة منثورٌ
كأشعةِ شمسٍ لم يؤدبها غيهب الليل الحكيم
أو أن السائسَ تجاهلَ فتنةَ ذيلِ الفرسِ الشقراء
لمَ النصُّ (مونودراما)؟
وجلُّ حركاتِكِ التجريبية في إطارِِ العلبةِ الإيطالية
حذفتِ جميعَ الجملِ والحوارات
واقتصرتِ على الرؤيةِ البصرية
والإيماءاتِ الجسدية
إضاءةٌ باهتةٌ لم ينقذها سوى وجهِكِ القمريّ
هيه
تعالي أنا أشاهدُ عرضكِ على الشاشةِ الفضية
لا داعي للاختباءِ خلفَ الكواليس
بإمكاني أن أفتحَ عيني وأراكِ مثل ذلك اليوم
على أريكتي الكستنائية
تصبّين القهوةَ الداكنة التركيةَ
وتقولين ذاك الحوار المشهور في عالمي
(تريد فنجاناً أواثنين؟)
فأقول لا
أريدكِ أنت ِ
فتضحكين بنغمةٍ سحرية
وترمين كلَّ حوارتكِ على صدري
وتحملُنا الأريكةُ الكستنائية
لا لم يعد بإمكاني
![]()