سنرحل بكن مع بساط الريح إلى ربوع الوطن الإسلامي
لنطلع على عادات الشعوب في شهر رمضان ؛
وهاهو ذا قد طار بنا .. ليحط الرحال في ربوع المغرب العربي
هذه البلدان تعتبر الجناح الغربي للوطن العربي في أفريقيا
وتتألف من : المغرب وليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا
ونظراً لتقاربهامن بعضها جغرافياً
فهي تكون متقاربة أيضاً في عاداتها وتقاليدها ، ومن بينها العادات الرمضانية
فهيا لنلقي الضوء عليهم ..
عند حلول الشهر الكريم يتبادل المسلمون هناك التهاني والتبريكات
ترحيباً بالزائر الفضيل بعبارات مميزة:
في بلاد المغرب يتبادلون التهنئة بعبارة جميلة
(عواشر مبروكة) وتعني أيام مبروكة
والمقصود منها ( عشر الرحمة وعشر المغفرة وعشر العتق من النار )
وفي تونس يقولون ( صحة شريبتكم )
وفي هذه البلدان تكاد تخلو الشوارع في نهار رمضان من المارة والباعة،
ولكن سرعان ماتدب الحياة بعد وقت العصر لشراء المستلزمات الخاصة بأفطار
المائدة المغربية:
تكون المائدة الرمضانية مزكرشة بشتى أصناف المأكولات
وعلى رأسها شوربة الحريرية التي تحتويعلى
العدس والكزبرة والحمص أو لحم أو دجاج
بالإضافة الى ذلك الى التمر والحليب والبيض وغيرها من الأطعمة
أما بالنسبة للحلوى الرمضانيه فأشهرها في رمضان
حلوى السلو والشباكية والبغرير والسفوف
وفي بلاد المغرب العربي يفضل الناس الإفطار في البيوت ،
ويعتبر رمضان فرصة للتقارب والصلة بين الأرحام
فترى المحبة ومباهج الفرح تعلو وجوه الناس
بعد الإفطار تبدأ الحلقات الدينية وتكتظ المساجد بالمصلين
وتستمر الحركة في الاسواق والحدائق حتى وقت متأخر من الليل

عادات متوارثة :
من العادات المتوارثة في هذه البلدان وجود المسحراتي تلك الشخصية التي لاتزال محببة لديهم ، وهو الذي يوقظ الناس لوجبة السحور
ومن العادات المتوارثة كذلك في تونس ( ليلة القَرش) حيث تقوم السيدات في كل البيوت بخبز الحلويات والمعجنات للإحتفال بليلة قدوم رضان
وفي الجزائر كذلك تجتع السيدات والفتيات في سهرات رمضانية
تسمى (البوقالات)يتبادلون الاحاديث والقصص الشعبية
ويعتبرفي هذه الجلسات الشاي المغربي عنصراً مهماً وفق الموروث
وتنظم العائلات الموسورة سهرات أسلامية
وهي عبارة عن جلسات حافلة بالأناشيد التي تمدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
على أصوات الدفوف..
ومن هنا نودع بلاد المغرب العربي
ونمتطي متن بساط الريح ؛ لنعود إلى حيث كنا
على أمل رحلة جديدة نتواصل فيها معكن
أرجو أن تكونوا قد أستمتعتم بأجوائها
والى لقاء قريب أترككم في رعاية الله...!