الرجولة ، وماأدراك ما الرجولة ، يطول وصفها وبيانها ، وفصلها وكيانها ، فهي صفات في صفات ، وحالات مع حالات ، ممزوجة بعضها ببعض ، وممشوجة أجزائها بأجزاء ، فتجد السهل والحزن ، والمد والجزر ، والكر والفر ، نجاد ووهاد ، مرتفعات ومنخفضات ، تارة وتاره ، وغارة وغاره ، فالإهانة عند الرجولة ، مدحورة مخذولة ، والعزة عندهم ، هذا جندهم ، نفوسهم كريمه ، وأخلاقهم سليمة ، من الطراز الأول ، لا يتبدل أحد منهم ولا يتحول ، شم الأنوف ، لا يعادلون بالمئات من الرجال والألوف ، فسحر هي الرجولة ، وتمام هي البطولة ، فما أحسن أبيات ذاك الرجل الذي أرادت تلك الفتاة أن تذله بجمالها ، وتهينه بدلالها ، فقال يوم أن قال ، وصال يوم أن صال :
إذا كان عندك سحر الجمـــــــال *** فسحر الرجولة عندي أنا
وأنت المنى غير أني فتــــــــــى *** يذلل للكبرياء المنــــــــى
إذا المرء هان على نفســــــــه *** يكون على غيره أهونـــا
فالحديث ذو أشجان ، والكلام له أفنان ، فلو أطلت لا نثالت الأفكار ، ولو فللت لسالت الأسرار
بدر العضياني