أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم, وبه أستعين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, وعلى آله وصحبه أجمعين,, وبعد
فهذه مختارات من رسالة : "إتحافُ الطالِب الحاذِق اللَّبيب، بما يحصِّل العلم الرَّحيب الرَّطيب"
للعلامة أبي المواهب جعفر بن إدريس الشريف الكتاني، رحمه الله تعالى-من علماء المغرب-.

* اعلم أنَّ أوَّل ما يحتاج إليه مُتَعَلِّم العلم أن يُصَحِّح نيَّته؛ لينتفع بما يتعلم، وينتفع به من يأخذ عنه، وذلك بأن ينوي بتعلمه:

أ- الخروج من الجهل؛ لأنَّ الله تعالى قال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].

ب- ومنفعة الخلق؛ لأنَّ النَّبيَّ - عليْه السَّلام – قال: ((خير النَّاس مَن ينفع الناس)) .

ج- وإحياء العلم؛ لأن الناس لو تركوا التعلم لذهب العلم؛ قال - عليه السلام -: ((تعلَّموا العلم قبل أن يُرْفَع، ورَفْعُه بذهاب العلماء)) .

د- والعمل به؛ لأنَّ العلم آلةٌ للعمل، وطلب الآلة - لا للعمل -لَغو، والعلم بلا عمل وَبال، والعمل بلا علم ضلال.

هـ- ووجه الله تعالى، والدار الآخرة، لا الدنيا؛ قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَاوَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: 20].

وقال - عليه السلام -: ((مَن كانت نيَّته الدنيا، فَرَّق اللهُ عليه أمره، وجَعَل فَقْرَه بين عينيه، ولم يَأْتِه من الدنيا إلا ما كتب الله له، ومن كانت نِيَّتُه الآخرة، جَمَع الله شَمْلَه، وجَعَل غِناه في قَلْبِه، وأتتْه الدنيا وهي رَاغِمَةٌ ذَليلَةٌ)) .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((من تَعَلَّم علمًا ممَّا يُبْتغى به وجهُ الله - عزَّ وجلَّ - لا يتعلَّمه إلا ليصيبَ به عَرَضًا من الدنيا - لم يجد عَرْفَ – أي: رائحة - الجنة يوم القيامة)) .
فإن لم يقدر على تصحيح نيَّته، فالتعلم أفضل من تركه؛ لأنَّه إذا تعلَّم العلم، يُرْجى بأن يُصَحِّح العلمُ نيَّته؛ كما قال مجاهد: "طلبنا هذا العلم وما كان لنا فيه كثيرٌ من النيَّة، ثم رزق الله لنا فيه النيَّة" .

على أنَّ الوعيد الوارد إنَّما هو لمن كان أصل عمله الرياء والسمعة والدنيا، أمَّا من كان أصل عمله لله، وعلى ذلك عقد نيته، فلا تضرُّه إن شاء الله الخَطَرات التي تقع بالقلب ولا تُمْلَك، كما قال مالك - رحمه الله

- " قيل لابن عباس - رضي الله عنهما -: بِمَ أدركتَ العلم؟ قال: بلِسانٍ سَؤول، وقَلْبٍ عَقُول، وفُؤادٍ غيرِ مَلُول، وكَفٍّ بَذُول، وبَدَنٍ في السَّراء والضَّراء صَبُور[29].

- " ولا ينبغي له أن يترك شيئًا من الفرائض، أو يُؤخرها عن وقتها، ولا من السُّنَن والنَّوافل، ولا أن يُؤذي أحدًا لأجل التَّعَلُّم، فتذهب بَرَكة العلم، ولا أن يكون بخيلاً بعلمه، من إعارة كتاب، أو تَفَهُّم مسألة، أو نحو ذلك لمن كان أهلاً؛ لأنَّه يَقْصِد بتَعَلُّمِه أمورًا، من جُملتها: مَنْفَعَةُ الخَلْق في المآل، فلا يمنع منفعته في الحال"

- "وإنما ينتفع المُتَعَلِّم بكلام العالم إذا كان فيه خِصال: التَّواضع في نفسه، والحرص على التَّعَلُّم، والتَّعظيم للعالم، فبتواضعه ينجح فيه العلم، وبحِرْصِه يستخرج العلم، وبتعظيمه يستعطف العلماء."

- وله-أي العلم- خَمسُ مراتب:
أن تذهب وتستمع،
ثم أن تسأل فتفهم ما تسمع،
ثم أن تحفظ ما تفهم،
ثم أن تعمل بما تعلم،
ثم أن تُعَلِّم ما تَعْلَم،
والله الموفق.


أصل الموضوع هنا