الوعد والقانون
مقدمة
مما لا شك فيه أن لعبة كرة القدم ستتحول إلى مجزرة إذا لم يكن لها قواعد
منظمة ، فليس من المعقول أن مباراة ما يمكن أن تبدأ إذا أراد كل لاعب من في
الملعب أن يتبع قواعد يضعها بمعرفته. لذلك يجب على كل فرد في الملعب أن يعرف
قوانين اللعبة ، وقد يوقف الحكم اللعبة في حالة مخالفة القواعد ، ويقدر
العقوبة المناسبة للمخالفة .
وهذه القوانين لم توضع لتعقيد اللعب ؛ بل وضعت لتنظيم اللعب . وليست
الألعاب الرياضية وحدها بحاجة لقوانين منظمة للعب ، بل كل المنظمات والنوادي
والجمعيات لها قوانين وقواعد وأنظمة .
والحركة الكشفية كذلك وكما عرفتها بعض المراجع بأنها لعبة تمارس في الخلاء
فبذلك يكون لها قوانينها الخاصة ، وتعتمد هذه القوانين كل الاعتماد على الوعد
والقانون ، وهذا ما سأتحدث عنه في هذه الأوراق .
أولاً : الوعد الكشفي
وهو عبارة عن قسم يعد فيه الكشاف بتطبيق قانون الكشافة . فيقول فيه :
(( أعد بشرفي أن أبذل جهدي لأن أقوم بواجبي نحو الله والوطن ، وأن أساعد الناس
في كل حين ، وأن أعمل بقانون الكشافة )) .
وفي قانون الأشبال تستبدل عبارة ( وأن أساعد الناس في كل حين ) بعبارة
( وأن أصنع معروفاً كل يوم ) كما تستبدل عبارة ( قانون الكشافة ) بعبارة
( قانون الأشبال ) .
وهذا الوعد هو الذي يردده الكشافة في كثير من الدول العربية ، ولقد عرض هذا
الوعد على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء لإصدار فتوى حوله ،
وفيما يلي نص الفتوى :
فتوى حول الوعد الكشفي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وصحبه وبعد :
فلقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من
غرسان مشبب الشهري إلى سماحة الرئيس العام والمحال إليها برقم 842 في
4/5/1402هـ حول الوعد الكشفي الوارد في الصفحة 23 من كتاب الكشافة ونصه :
( أعد بشرفي أن أبذل جهدي لأن أقوم بواجبي نحو الله والوطن ، وأن أساعد الناس
في كل حين ، وأن أعمل بقانون الكشافة ) .
ولقد أجابت اللجنة بما يلي :
أولاً : يحرم القسم بغير الله من أب وزعيم وجاه ووجيه ونحو ذلك ، لما ثبت عن
النبي صلـى الله عليه وسلم أنه قال : ( من كان حالفاً فليحلف بالله ) رواه
البخاري . كما قال أيضاً : ( من كان حالفاً فلا يحلف بغير الله ) رواه النسائي
. وقال : ( من حلف بغير الله فقد كفر ) وفي رواية ( فقد أشرك ) أحمد .
ثانياً : لا ينبغي للمسلم أن يسوي بين الله وغيره كالوطن والملك والزعيم حتى
أخذ العهد على نفسه بالعمل لهما ، بل يقول : (( علي عهد الله أن أبذل جهدي في
القيام بواجبي لله وحده ، ثم أخدم وطني وأساعد المسلمين ، وأن أعمل بنظام لا
يخالف شريعة الله تعالى )) .
ثالثاً : يجب أن يكون عمل الإنسان وفق شريعة الله تعالى ، فلا يجوز له أن
يأخذ على نفسه عهداً أن يعمل بقانون دولة أو طائفة أو فئة من البشر إطلاقاً .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض .
وبذلك يمكن أن يكون نص الوعد كما يلي :
وعد الكشاف
أعد أن أبذل غاية جهدي في أن أقوم بما يجب علي نحو الله ثم المليك والوطن وأن
أساعد الناس في جميع الظروف وأن أعمل بقانون الكشافة .
وعد الأشبال
أعد أن أبذل غاية جهدي في أن أقوم بما يجب علي نحو الله ثم المليك والوطن وأن
أصنع معروفاً كل يوم وأن أعمل بقانون الأشبال .
متى يؤدى الوعد ؟
عند الانضمام إلى فرق الأشبال أو الكشافة .
عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى .
عند تجديد الوعد .
أساليب حفظ الوعد الكشفي
لحفظ الوعد الكشفي لابد للقائد الكشفي من اختيار أساليب جديدة مبتكرة مشوقة
حتى يقبل الفتيان على حفظه بسرعة . وهذه بعض الوسائل والطرق المقترحة لحفظ
الوعد الكشفي :
عن طريق إنشاده .
عمل مسابقة بين الطلائع في حفظ الوعد .
عن طريق قصة دينية أو وطنية .
عن طريق الممارسات العملية .