أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى قارئى القرآن الكريم
حينما يقبل رمضان تمتلئ القلوب إيمانا وتقوى ، فتقبل على كتاب الله ختمة تلو الختمة ، ويكون القرآن جليسنا وأنيسنا فى رمضان –ونسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن-
نسمع من يقول فرحا : لقد ختمت القرآن ثلاث مرات فى رمضان
فنسمع من يرد بكل فخر وسرور : أنا ختمته ست مرات هذا العام
بل إننا نسمع يوم الثالث من رمضان من يقول : لقد انتهيت من أول ختمة
بالطبع هذا شئ جميل تقر به أعيننا جميعا ، بل إن القلب ليرقص فرحا حينما يداعب بهذه الكلمات الجليلة والأخبار العظيمة
ولكن السؤال الآن : هل الله تعالى يريد منا مجرد القراءة ؟؟
هل قرأت السؤال جيدا ؟؟
أعيده لك مرة ثانية
هل الله تعالى يريد منا مجرد القراءة ؟؟؟
الإجابة : بالطبع لا
الله يقول : " أفلا يتدبرون القرآن " أم يقول : " أفلا يقرأون القرآن " ؟
الله يقول : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " إذا نحن نريد التدبر والفقه والعقل
أليس من الأفضل أن يقال كم أية من القرآن طبقنا ؟؟

الغرض من رسالتى هذه هو الدعوة إلى العمل بالقرآن وتطبيقه –وهذه رسالتى التى أحيا من أجلها- ولكن نحن لا نريد مجرد تطبيق وإنما نريد التطبيق الصحيح الذى يصل بنا إلى الهداية ، ومن أجل ذلك فلا بد من استخدام العقل فى تدبر آيات القرآن للوصول إلى فقه النص القرآنى الذى يصل بنا إلى التطبيق الصحيح

أخى المسلم الكريم .
إن الله ذكر رمضان مرتبطا بالقرآن فى القرآن ، وذكر القرآن المرتبط برمضان مرتبطا بالهداية فى نفس الآية حيث يقول سبحانه : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
هل لاحظت شيئا فى هذه الآية ؟
إن رمضان والقرآن والهداية لا بد أن يكون كل ذلك شيئا واحدا
وبمعنى آخر : لا بد أن أصل بالقرآن ورمضان إلى هداية الناس ، ولا يكون ذلك إلا إذا وصلت نفسى بالقرآن فى رمضان –وغيره- ، ولن أستطيع هداية نفسى بالقرآن إلا إذا تدبرت آياته وفقهتها ، إذا الأساس هو الفهم والتدبر الموصل للعمل الصحيح

أخى المسلم الكريم
أى الأعمال أفضل ؟؟
الأعمال تختلف من إنسان لإنسان ، ولكن نحن نتحدث عن أفضل الأعمال على الإطلاق ، من المؤكد أن البعض سيقول : الجهاد ، والبعض سيقول : الصلاة ، والبعض سيقول : الصيام ، والبعض سيقول : العمل بالإصلاح ، والبعض سيقول طلب العلم و.....
ولكن أفضل الأعمال على الإطلاق –من وجهة نظرى- تدبر آيات القرآن ، لماذا ؟
لأننى لو قلت الصلاة أفضل الأعمال سأجد أن القرآن هو الذى أمرنى بها ، وإن قلت الجهاد أفضل الأعمال سأجد القرآن هو الذى أمرنى به ، وهكذا ، إذن القرآن هو أفضل الأعمال على الإطلاق لأنه الآمر بكل الأعمال

أخى المسلم الكريم
هل تعلم أن ترك العمل بالقرآن وتدبره وفهمه هو هجر للقرآن الكريم حتى وإن كنت تقرأه كل يوم ؟
يقول تعالى : " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا "
يقول ابن كثير : " وترك علمه وحفظه أيضا من هجرانه، وترك الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدولُ عنه إلى غيره -من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره - من هجرانه، فنسأل الله الكريمَ المنانَ القادرَ على ما يشاء، أن يخلّصنا مما يُسْخطه، ويستعملنا فيما يرضيه، من حفظ كتابه وفهمه، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطرافَ النهار، على الوجه الذي يحبه ويرضاه، إنه كريم وهاب "

أخى المسلم الكريم
كيف أستفيد من قراءة القرآن ؟؟
كيف أتغير بالقرآن ؟؟
هذه الأسئلة وما شابهها هى موضوع حديثنا وسنجيب عليها –إن شاء الله- بإيجاز شديد
كيف أستفيد من قراءتى للقرآن ؟؟
من أجل أن تستفيد لا بد من عدة أمور نذكر منها خمسة لا غنى عنها بأى حال من الأحوال
1- التفاعل مع القرآن
2- طرح استفساراتى على القرآن
3- معايشة القرآن
4- الحيــــاة بالقــــرآن
5- الفهم الدعوى للقرآن

وهيا بنا نتحدث عن هذه الأمور الخمسة :

التفاعل مع القرآن
1- من اجل ان تشعر بالتفاعل مع القرآن لا بد أن تتخيل كأن القرآن يخاطبك أنت ، نزل فيك أنت ، كأن القرآن رسالة من الله موجهة إليك أنت وهذا شأن الصحابة الكرام وسأضرب لكم أولا أمثلة من الصحابة ثم نضرب أمثلة لكيفية التطبيق فى الزمن الحاضر
أولا : ثابت بن قيس
حين نزل قول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ "
كان هناك صحابيا اسمه ثابت بن قيس ، وكان رفيع الصوت ، فطبق هذه الآية على نفسه وظن أن هذه الآية ما نزلت إلا فيه وأخذ يقول : هلكت ، أنا الذى كنت أرفع صوتى فوق صوت رسول الله ...
واعتزل الناس ومكث فى بيته ، وافتقده النبي –صلى الله عليه وسلم- وبعث صحابيا يبحث عنه وينظر ما حدث له
وذهب إليه الصحابي فى بيته فوجده حزينا منكسا رأسه ، فسأله عن سبب ذلك
فأخبره أن السبب هو قول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ "
فرجع الصحابي إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- وأخبره أن ثابت يظن أن قد حبط عمله لأن صوته كان عاليا
فأمرهم النبي –صلى الله عليه وسلم- أن يخبروه أنه ليس منهم بل هو من أهل الجنة
هذا ما نريده أن نشعر أن كل آية من القرآن ما نزلت إلا فينا

ثانيا : أبوطلحة
كان أبوطلحة يقرأ القرآن فوصل إلى قول الله تعالى : " انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " وكان رجلا قد كبر سنه ووهن عظمه ، ومع ذلك حين وصل إلى هذه الآية قال : أرى أن الله يستنفرنى شابا وشيخا
لقد تخيل أن هذه الآية نزلت فيه وحده ، فقال لأبنائه جهزونى للغزو ، فتعجب أبناؤه وأشفقوا عليه وقالوا له : يرحمك الله، قد غزوت مع رسول الله حتى مات، ومع أبي بكر حتى مات، ومع عمر حتى مات، فنحن نغزو عنك.
ومع ذلك أبى أن يسمع لهم وركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد تسعة أيام، فلم يتغير، فدفنوه بها
فهل قرأنا القرآن كما قرأه ثابت وأبوطلحة ؟

كيف نتفاعل مع القرآن كما تفاعل الصحابة معه ؟
الإجابة سهلة ويسيرة ، أن نفعل مثلما فعلوا ، أن نقرأ القرآن ونحن على يقين أن الله يخاطبنا بكل آية بكل كلمة ، بكل أمر ، بكل نهى ، وأن نسعى لنطبق ، ووالله لو قرأنا آية واحدة وخرجنا لنعمل بها ونطبقها لهو خير لنا وعند الله من مائة ختمة للقرآن دون تطبيق أو تدبر

والآن إليكم بعض الأمثلة من القرآن لنعرف كيف نتفاعل مع القرآن فى رمضان ؟
أ- يقول تعالى : " لُعِنَالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " اقرأوا تفسير هذه الآيات فى كتب التفسير
هذه الآيات تبين أن الله لعن بنى اسرائيل ، وأنا أقرأ أسأل نفسى ، لماذا لعنهم الله ؟ الإجابة : لأنهم تركوا فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، لأنهم لم يشاركوا فى إصلاح المجتمع ، لأنهم كانوا سلبيين ، وأقول لنفسى : معنى ذلك أننى إذا اتصفت بصفتهم أصابنى ما أصابهم ، فإن كنت تريد أن تكون منهم فعليك بفعلتهم ، وإن كنت تريد النجاة فعليك بقوله : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ "
إذن وأنا أقرأ هذه الآية وأمثالها أتخيل أن الله يخاطبنى أنا بهذه الآية

ب- يقول تعالى : " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ " ويقول تعالى : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ " ويقول تعالى : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ "
الله تعالى فى هذه الآيات يأمر عباده بإقامة الصلاة والمحافظة عليها ، وأنا أقرأ القرآن فى رمضان هل أشعر أن الله يخاطبنى أنا فى هذه الآية ؟
أنت اسمك محمود مثلا ، أو رقية ، هل شعرت أنت يا محمود أن الله يقول لك : أقم الصلاة ؟
وأنت يا رقية هل شعرت أن الله يخاطبك أنت بهذه الآية ويقول لك : أقيمى الصلاة ؟
إن الله أطلق على الصلاة إيمان فقال " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ " وأطلق على الإيمان صلاة فقال : " إِلَّا الْمُصَلِّينَ "
لو أننى شعرت أن الله يقول لى أنا : أقم الصلاة ، حافظ على الصلاة ، والله لو استشعرت ذلك ما تركت صلاة الجماعة فى المسجد إلا لعذر

ج – يقول تعالى : " إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ "
لو أننى أتلفظ بألفاظ فاحشة ، لو أننى أصلى و أشتم أو أسب ، لو أننى أكذب أو أظلم ، لو أننى أعتدى على جيرانى أو أهلى ....
كم مرة قرأت هذه الآية فى رمضان ؟
كم مرة سمعتها من قارئى القرآن ؟
كم مرة سمعتها من الإمام فى الصلاة ؟
هل تخيلت فى مرّة من المرّات أن الله يخاطبنى أنا بهذه الآية ؟
لو أننى تخيلت أن الله يقول لى وأنا أصلى وأفعل الفواحش والمنكرات : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، أظن أننى سأقلع عن كل ذنب وأستغفر

طرح استفساراتى على القرآن
2- قد ترد بعض الأسئلة على الانسان اليوم وكل واحد عنده إجابة ، والردود تتضارب ، ويصبح الإنسان فى حيرة ، فما الحل ؟
بداية لماذا لا تعرض أسئلتك واستفساراتك على القرآن الكريم وأنت تقرأه ؟
لماذا تذهب يمينا ويسارا وتزيد فى حيرتك ؟ أمامك القرآن ، اعرض حيرتك عليه وأنا أعدك أنها ستزول ، وإليكم بعض الأمثلة الآن :
أ- لقد كثرت الآراء والأفكار فمع من أكون ولمن أسمع ؟
أقول لك : مشكلتك سهلة ويسيرة ، بل ليست مشكلة ، أنت من تضع نفسك فى حيرة
كم مرة قرأت القرآن فى رمضان ؟
أما وجدت ردا على سؤالك ؟
الله يجيب عليك فى القرآن ويقول لك : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " كن مع من يقيم الصلاة ويؤت الزكاة ولا يركع إلا لله
ب- لقد أذنبت ذنوبا كثيرة ولا أدرى ما أصنع ، وأسمع كلمات من هنا وهناك ، لا أدرى من أصدق ولا من أكذب
الحل فى كتاب الله ، أنت أذنبت –وكلنا مذنب- وتبحث عن حل ، أقول لك : الله يجيبك فى القرآن قائلا : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "
ج- أسمع البعض يقول : إن أعمالنا لن تنفعنا ومهما فعل الإنسان من خير لو أراد الله أن يدخله النار لأدخله ، وهناك من يقول : كلنا سندخل النار ، وأسمع من يقول عكس ذلك ، ولا أدرى هل يقبل الله أعمالنا أم لا ؟
أقول لك : الله يجيب عليك وعليهم فى القرآن قائلا : " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا"
د- أسمع كثيرا اتهامات من الجميع للجميع بالنفاق حتى أننى أكاد أفقد الثقة فى كل من حولى ، فكيف أتبين الأمر وأعرف الصادق من الكاذب ؟
أقول لك : الله يجيب عليك فى القرآن ، وبين لك علامات ظاهرة فى المنافق تستطيع أن تعرفه بها بكل سهولة ، يقول الله فى القرآن : "أ َلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا " الفيصل بين هؤلاء وهؤلاء هو المناداة بتطبيق الشريعة الربانية القرآنية
هـ - إننى أرى المسلمين يضربون فى كل مكان وتغتصب نساؤهم فلماذا لا يهلك الله أعداءهم كما فعل مع جيش أبرهة ؟
أقول لك : الله يجيب على استفسارك هذا فى القرآن عبر آيات عديدة نختار لك منها قوله تعالى : " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ "
فلو أننا قرأنا القرآن بفهم وتدبر سنجد أن القرآن يرد على كل أسئلتنا واستفساراتنا ، ووقتها نستفيد بقرائتنا للقرآن

معايشة القرآن
3- وأقصد بمعايشة القرآن أن أعيش آياته وأهدافه ، ولن نستطيع أن نتحدث عن كل الآيات والأهداف ، لذلك سنتحدث عن معايشة القرآن من خلال جانب واحد فقط وهو جانب القصة ، فالقصة الغرض منها العبرة والعظة ، ولكن هل استفادت الأمة من القصة ؟
هل استفادت الأمة فى الحياة العلمية من القصة مثل ذى القرنين والأهرامات ؟؟
كيف أعيش القرآن من خلال القصة ؟
أفضل الطرق فى ذلك أن أتخيل أننى أعيش معهم واسمعهم وأشاركهم ، أعيش البداية والنهاية حتى أستطيع أن أتغير بالقرآن فى رمضان ، وإليكم بعض الأمثلة للإستفادة من القصة :

أ – قصة صالح –عليه السلام- حين يقصها علينا القرآن ، أتخيل أننى أعيش معهم من بداية القصة ، وأنا واقف الآن أرى صالح وأرى قومه ، وحين ينقل القرآن قولا على لسان صالح كأنى أنظر إليه وهو يتحدث ، وحين ينقل القرآن قولا على لسان قومه كأنى أنظر إليهم ، وحين يحدثنا القرآن عن فعل قومه فكأننى أنظر إليهم وأشاهدهم وهم يفعلون ، وحين يقص لنا القرآن نهاية القصة كأننى أعيش معهم هذه النهاية وأنظر إليهم وهم صرعى وأنظر إلى نبي الله صالح وهو حزين عليهم وهو يقول : " لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ”
لو خرجت من القصة بهذه النهاية وهذا الدرس لكفانى ، والدرس هو الاستماع لنصح الناصح

ب- قصة أصحاب السبت
حين نقرأ قصة أصحاب السبت فى سورة الأعراف نجد القوم وقتها ثلاث طوائف كما يقول علماؤنا ، وهم كالتالى :
* العاصون لله
* الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
* الساكتون عن الحق ( وفى نفس الوقت يلومون أهل الحق لحرصهم على هداية أهل الباطل )
حين أخبر الله بمصير القوم ذكر طائفتين والثالثة لم يأت لها ذكر بالمرة ، لأنهم لا يستحقون الذكر ، يقول تعالى : " وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "
حين أقرأ القرآن وأعيش مع هذه القصة من بدايتها لنهايتها وكأننى واحد منهم وأرى وأشاهد وأسمع أمر الله لهم ، وأرى العاصين المعتدين فى السبت ، وأرى الواعظين الأمرين بالمعروف الناهين عن المنكر ، وأرى الساكتين عن الحق اللائمين للآمرين الناهين ، وإذا بى أرى رد الآمرين على اللائمين يداعب قلبى مقويا له ومثبتا " قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " ، وها أنا واقف بينهم أرى عذاب المعتدين ونجاة الإيجابيين وإهمال السلبيين
لو أننى خرجت من هذه القصة بالإيجابية وترك السلبية ، لو أننى خرجت من هذه القصة بالوقوف مع الحق وترك السكوت عن الباطل لكفى ذلك ، فهل نخرج من رمضان بهذا الدرس أم نظل نقرأ دون أن نفهم ؟

الحياة بالقرآن
4- والمقصود أن أعيش بالقرآن فى حياتى كلها ، فى بيتى وشارعى ، فى عملى ومسجدى ، مع أهلى وجيرانى ، مع أحبابى وأعدائى ، مع إخوان العقيدة وإخوان الإنسانية ، ولن نستطيع أن نتحدث عن العيش بالقرآن فى كل شئ ، لذلك سنأخذ نموذجا لذلك وهو الحياة بالقرآن مع الآخر
القرآن الكريم وضع قواعد ليفتح الباب لاحترام الآخر وقبوله والعيش معه بأمن وأمان ، بل إن القرآن جعلنا ندعوا الآخر للحوار إذا رأيناه لا يفهمنا حتى يفهمنا ويحدث التقارب بيننا وبينه شريطة أن يكون الحوار لا يمس ثوابت العقيدة ، ومن ذلك :
* أمرنا القرآن ألا نحاور غير المسلمين إلا بالتى هى أحسن وفى ذلك يقول تعالى : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ "
* أمرنا القرآن أن نبدأ بالعوامل المشتركة حتى يسمع بعضنا بعضا ، وفى ذلك يقول تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
* يأمرنا القرآن بالتودد والتلطف فى الحوار مع الآخر ، أن لا نتعامل باستعلاء حتى يسمع غيرنا منا علّ الله يكتب له الهداية ، وفى ذلك يقول تعالى : " وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
* حثنا القرآن على التأدب فى الحوار مع الآخرين وأن نخاطبهم بأرق العبارت ، وفى ذلك يقول تعالى : " قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ " فالله فيما يخصنا عبر بـ ( أجرمنا ) وفيما يخصهم عبر بـ ( تعملون )
* حثنا القرآن عند حوارنا لغيرنا أن نناديهم ونخاطبهم بأحب الأسماء إليهم ، حتى لا نبدأ بغلق قلوبهم بداية ، ومن ذلك نداء الله لهم بقوله : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ " وكذلك أمر الله لنبيه بقوله : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ " فالله لم يأمرنا ولم يطلب منا أن نقول لهم يا كفار كما يفعل البعض ، وإن كان القرآن حكم بكفرهم
* حثنا القرآن أن نتعامل معهم بكل عدل وإنصاف ، فليسوا جميعا أهل إفساد وخيانة ، بل منهم أهل صدق وأمانة ، وفى ذلك يقول تعالى : " وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "
هذا بعض ما ذكره القرآن فى فن التعامل مع الآخرين ، فلو أننى عشت بالقرآن أو حييت بالقرآن مع الآخر كما كان يحيا الصحابة مع الآخرين لدخل الناس فى ديننا أفواجا كما دخلوا فى عصر الصحابة
بل أننا لوعشنا بالقرآن فيما بيننا كمسلمين بمختلف أفكارنا ومشاربنا لتغير حالنا كثيرا

الفهم الدعوى للقرآن
5- هناك مشكلة كبرى فى تعاملنا مع القرآن ، وهى قصور الفهم ، قد نركز على القراءة فقط ولا نركز على الفهم ، وإن ركزنا على الفهم ركزنا على تفسير الآيات ومعانى الكلمات فقط وأهملنا الفهم العلمى ، والإيجابى ، والحضارى ، والبعثى أو الإحيائى ، والفهم الدعوى للقرآن الكريم ، ولن نستطيع هنا أن نتحدث عن كل ذلك وإنما سنتحدث عن الفهم الدعوى للقرآن بإيجاز
وأقصد بالفهم الدعوى : أن أستفيد من القرآن فى حياتى الدعوية ، وإليكم بعض الأمثلة على ذلك :
أ- يقول تعالى : " وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " طبعا الكل حين يتحدث عن هذه الآية أو حينما يريد فهمها يقرأ تفسيرها وأسباب نزولها وقد خرج من القراءة بمعلومات لا بأس بها وانتهى الأمر عند هذا الحد
ولكن نريد أن نضم إلى هذا العلم الفهم الدعوى له ، أنا أرى أن الآية تحدثنا عن فن الصد عن سبيل الله عند أهل الكتاب ، وأنهم يطورون أنفسهم ويجددون أساليبهم ، ويتفننون فى صد الناس عن الإسلام ، فالأولى بك أخى المسلم الكريم أن تطور نفسك وتجدد أساليبك وتتفنن فى جذب الناس لدينك ودعوتهم إلى الحق ، فكما يتفننون هم للصد عن الله تفنن أنت فى الدعوة إلى الله ، والفرق بيننا وبينهم أنهم يُسيرهم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ، ولكننا يسيرنا الصدق ورضا الله

ب – كذلك أيضا الفهم الدعوى للقرآن من خلال القصة ولنأخذ مثالا على ذلك قصة آدم -عليه السلام- ، فالله تعالى يقول : " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " الله هنا يضع قاعدة لا بد أن يسير عليها الدعاة وهى :
* نطمئن الناس أولا ( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )
* نخبرهم بما أحل الله لهم (وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا )
* نخبرهم بما حرم الله (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ )
وحينما ننظر إلى الآية من زاوية الدعوة نرى أن مساحة الحلال = 99% ومساحة الحرام = 1% بل قد تزيد مساحة الحلال عن 99% وتقل مساحة الحرام عن 1% ، ومع ذلك نرى بعض من ينتسبون للدعوة يضيقون على الناس ولا يذكرون إلا المحرمات فيوهموا الناس أن الله ضيق عليهم بدرجة 99% ووسع عليهم بدرجة 1% ولا حول ولا قوة إلا بالله
إن القاعدة الدعوية فى القرآن بالنسبة للحلال والحرام هى : الحرام نستطيع أن نحصره فى عدد ، أما الحلال فلا حصر له ، لذلك عند الشجر الحلال قال ( كلا من حيث شئتما ) وعند الحرام قال ( ولا تقربا هذه الشجرة ) فالحرام معدود محصور أما الحلال فلا حصر له ، وهذا ما أكده الله فى قوله : " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " فعند الحديث عن الطيبات لم نجد عدا ولا حصرا ، أما عند الحديث عن المحرمات فقد حصرها الله وعدها ، إن دعاتنا الكرام يقرأون القرآن أكثر من غيرهم ، فليتهم ينتبهون إلى القواعد الدعوية القرآنية
إن تثبيت الإيمان فى القلوب ، وجذب وجوه جديدة تؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا لن يتأتى إلا بالفهم الدعوى لآيات القرآن الكريم

وفى النهاية أقول لكم :
1- اعذرونى على هذا الإيجاز وهو إيجاز متعمد حتى لا يطول وقت القراءة وتصابون بالملل ، وعلّ الله يرزقنا الوقت والتوفيق لنعيش مع القرآن أكثر وأكثر
2- أقول لكم : تقبل الله منا ومنكم ، وأسألكم الدعاء فى كل الأوقات



كتبه /
طه عبد الحافظ أحمد الوزيرى