فوائد الصوم في شعبان:

بعض الناس يشعر بالصداع أو الإرهاق إذا صام من بداية رمضان ولم يتأهب للصيام من شعبان، فلصوم في شهر شعبان إضافة إلى أنه فيه اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أيضا كالتمرين للنفس، و كالتدريب للجسم، وكالتعويد على صيام رمضان لئلا يصعب علينا صوم رمضان ونشعر بالمشقة والتعب، بل يكون المسلم قد تمرن على الصيام، واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط وحيوية، مع حسن الإقبال على الطاعة، و ينجح في تقوية الإرادة، ويحقق الهدف من الصيام ويصل للثمرة المرجوة وهي التقوى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"البقرة 183.

وكذلك ينبغي تهيئة النفوس بالإكثار من عمل الصالحات في شعبان: فرمضان شهر القرآن، فلا بد من تعويد النفس على القراءة اليومية من الآن، ورمضان شهر البذل والصدقة والإنفاق، فهل ندرب أنفسنا عليها قبل دخول رمضان، ورمضان شهر التراويح والقيام فلا بد من الاستعداد ببعض الركعات من الآن، مع المحافظة على أداء الصلوات في الجماعات، والحرص على التبكير وإدراك تكبيرة الإحرام والتزاحم على الصف الأول، واستثمار الوقت ما بين الآذان والإقامة في الدعاء وقراءة القرآن، وفي الحرص على هذه الطاعات تدريب وتعويد للنفس وتهيئة لها كي تزداد اجتهادا في رمضان، بهذه الأعمال الصالحة، فلا يشق عليها التنافس في الخيرات، والحرص على الطاعات، وينال المسلم بذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل.

وكل إنسان يحرص في هذه الدنيا يحرص على تحقيق النجاح، والوصول لأعلى المراتب، وأرفع المناصب، وبعض الناس يحسن الاستعداد لتحصيل الشهادات، ويجتهد في المذاكرة وحسن التهيئة للاختبارات، ليحقق النجاح في الأمور الدنيوية، فهل نغفل عن الأعمال التدريبية اليسيرة قبل رمضان، حتى ننجح في تغيير أنفسنا للأفضل و نحرص على إعمار الآخرة بهذه الأعمال الصالحة التي تنفع عند سؤال القبر، وتصلح:" يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) سورة الشعراء88.
منقول للامانه ....