النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: وظّف الإطراء.. لتحقيق شخصية ناجحة

  1. #1

    أبو حامد

    الصورة الرمزية إبراهيم الحارثي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    الهيئة الملكية بينبع
    المشاركات
    2,690

    وظّف الإطراء.. لتحقيق شخصية ناجحة

    أحبتي أعضاء هذا المنتدى المعطاء

    تتبعوا هذه النقاط لأنها مهمة جدا في شخصية فرد أي منكم ...

    فكلنا له أخوه ... ابناء ... أصحاب .... طلاب ....

    اليكم هذه الوصفة....


    المجاملة والإطراء والثناء كلمات حلوة , فلماذا يخاف الأنسان من تقديم مثل هذه الكلمات إلى من يستحقها ؟ ... هل تكلفه كثيرا....؟ هل يخسر ماديا أو معنويا ...؟!
    كان أحد الاساتذة يقلب دفاتر الطلبة ليصحح فروضهم البيتية , فتوقف فجأة والتفت الى زملائه معلقا : انظروا الى هذا الطالب المسكين ! يصحح لنفسه بقلم احمر ويشكر نفسه ! اسمعوا ما يقول على لسان المدرس ! أشكرك على تنظيمك .. مرتّب وممتاز ..!) .
    يريد الاستاذ بكلمة مسكين أن يستدر العطف , ويستجدي الشكر والأطراء استجداء .. حقا أن الطالب المسكين لأنه وقع في يد مدرس شحيح يبخل عليه بكلمة الاستحسان والتقدير ...
    إن الارقام 80 , 90 , 100 , أرقام جامدة , لكن الحياة دبت فيها حين أصبحت تعني درجات , بسبب إرتباطها بمعنى الإستحسان والتقدير , فلئن كانت الارقام الجامدة لها هذا السحر في النفوس , فلا بد أن تكون الكلمات اللغوية أفصح تعبيرا واعمق تاثيرا ..
    ما الذي نخسره حين نردد كلمة المدح والأطراء؟ وما الذي يجعل المدرس يكتب على دفتر الطالب : لوحظ ... حسن خطك ... حاول ان تكتب أحسن من هذا ..؟ او يكتفي بالتوقيع والتاريخ ؟ أو غير ذلك من كلمات تدل على لوم و أوامر جافّة , أو لا تدلّ على شئ مطلقا؟ .. فأن كان ذلك طلبا للسهولة , فهذه كلمات أطول وأصعب في المتابة من (جيد.. حسن ... شكرا ... تقدمت ... ممتاز ... مرتب ... إلخ ) .
    كان عميد جامعة هارفرد رسل بريكز يقوم بتدريس الإنشاء والتعبير الى جانب عمله الأداري , وكان يصحح للطلبة على طريقة البحث عن الصواب وإظهار الجيد .. ( فإذا لم يجد في الموضوع المكتوب غير عبارة حسنة واحدة نوّه بها ...) .
    الكلمة الطيبة خالدة
    يوصي الاستاذ فرنون هاورد أن نتمرن على إستعمال الألفاظ الطيبة والكلمات المريحة , فإن عدم تمرننا على إستعمال الكلمة الطيبة قد يكون السبب في تاخرنا بالمدح ..أو لأن البعض منّا يظن أن الكلوة الطيبة – حين يكثر إستعمالها – يذهب سحرها ويضعف أثرها .. وهذا هو المنطق المقبول في الظاهر , والمردود في الأساس والجوهر .. فإن المعاني الطيبة كلطافة الشمس لا تبلى بمرور الزمن والإستعمال , فهي أبدا ودائما تتفجر عن دفئ جديد ينبع عن ذاتها وكيانها ... ولكن الذي يوهم بأنها تبلى هو الأسلوب الذي نقدمها به ..
    لقد كان سر نجاح أندرو كارنيجي إمتداحه لمساعديه وشركائه , في السر , وعلى مسمع من الناس , وقد أراد يوما ألا يحرم من إمتداحهم بعد موته , فهيأ اللوحة التي ستوضع على قبره وكتب عليها : (هنا يرقد شخص كان يعرف كيف يحيط نفسه برجال أفهم منه ..) .
    أما (شواب) فكان يحصل على أكثر من ربع مليون جنيه سنويا مقابل معرفته إثارة الحماسة لدى العاملين معه من طريق الأستحسان والأطراء .. وهو القائل : ( من خلال جميع إتصالاتي بالناس , طيلة حياتي , لم أجد رجلا – مهما كان عظيما وذا مكانة – لم يحسن عمله ويبذل جهدا أكثر في جو الأستحسان والاطراء , مما يفعل تحت وطأة النقد ..) .
    الإطراء والأستحسان , هذا ما كان (شواب) يعمله , ولكن ماذا يعمل الإنسان العادي ؟ إنه يفعل العكس .. يثور عند أقل غلطة , ويسكت عن الصحيح ...
    كتب احد الأساتذة على غلاف دفتر للأملاء لأحد طلبة السنة الثالثة الإبتدائية : بورك فيك أيها التلميذ المجتهد .. ولم يعرف آنذاك معنى بورك , ولكن كلمة المجتهد جعلته يحتفظ بالدفتر منذ سنة 1932 حتى اليوم .. لقد كتب على دفاتر هذا التلميذ كثير من المدرسين , يصححون ويلومون , يأمرون وينهون , ولكن اثر كلماتهم لم يبق اكثر من أيام ولم يعتز بتلك الكلمات ذلك الأعتزاز .. فالكلمة الطيبة لا تنسى مهما تعاقبت السنون .
    إننا في مجتمعنا النامي أحوج ما نكون الى كلمة الثناء والتشجيع .. فلقد تكالبت على هذا المجتمع أسباب تاريخية قاهرة افقدته كثيرا من الثقة بالنفس أفرادا وجماعات , كما تحدثنا كتب التاريخ .. فنحن بحاجة الى كلمة الطراء أكثر من حاجتنا الى كلمة النقد واللوم .
    النقد الهدّام
    الغريب أننا نهرب من المدح لأن بعض المداحين يكذبون , ونقبل على النقد لأن بعض النقّاد لا يقدحون فقط ولكنهم يذكرون بعض المحاسن مع الكثير من المساوئ ويسمون ذلك نقدا بناءا ...! فأي بناء هذا الذي تتخلله مادة متفتتة أو ملح ذوّاب ؟!.
    الظاهر أن النقد – مهما كان بنّاء – يهدم من حيث يحاول أن يبني .. والأي لإنما يفشل في تعليم أولاده لأنه ينتقد أعمالهم ويبيّن لهم المساوئ , بدلأن يريهم المحاسن ويكبر فيهم مواطن الخير .. والمدرس إنما يوسع الهوّة بينه وبين تلاميذه باتخاذه النقد إسلوبا للتعليم , لأ، النقد كلمات تكشف الفشل والتردي , والنفس بطبيعة الحال تعاف الصور التي تظهر الاندحار والألم ..
    يقدم الدكتور ديفيد شوارتز النصيحة التالية : ( إستعمل كلمات المفكرين العظام – كلمات ضخمة , براقة , مرحة – كلمات توعد بالنصر والأمل والسعادة والسرور ,وتحاش الكلمات التي تحمل صور الفشل والاندحار والحزن ..).
    إن ذكر الأمور المفرحة أفضل من تكرار المؤلمات من أجل ذمّها . فإننا – بذمها- نستعيد ذكرياتها , ونجدد الشعور المؤلم بها ..
    كذلك في مجال التربية الإجتماعية , فإن المثل الصالح أوقع في النفس من ضرب الأمثلة السيئة ثم التحذير منها , وكثير من الناس يبذلون الآلآف من الأموال في سبيل ذكرهم ذكرا طيبا , والشركات الكبرى تبذل الأموال الطائلة من أجل أن تذكر بضاعتها بالخير في فترات عرض دور السينما والبث التلفزيوني وبين البرامج ..
    فمجرد ذكر الامثلة السيئة خدمة مجانية للمساوئ ودعوة لا مباشرة إليها .. إذ إن تكرار الشئ تأكيد له ومدعاة لتذكره , مهم كان ذلك الشئ ومهما كان القصد أو السبب .. وأن مناهج التعليم الحديثة تؤكد على التكرار في تثبيت العادات الطيبة , بحيث تنطبع في ذاكرة المتعلم حتى تصبح جزءا منه يقوم يقوم بها دون وعي او شعور , وتنهى عن تكرار الخطأ أو السيئة , وإن كان ذلك التكرار في سبيل التوضيح وضرب الأمثال ... لأن العين آلة تصوير مفتوحة تصور كل ما يمر في مجالها , صالحا كان أو طالحا , والاذن مسجل مفتوح يسجل كل ذبذبة صوتية , سواء اكانت صادرة من انكر الأصوات , أو من سيمفونية راقية , تؤخذ هذه الذبذبات وتلك الصور , وتنقل على متن الأعصاب إلى المخازن المعينة لها في مراكز الجهاز العصبي ..
    فالنقد , إذا , متى دخل من طريق الحواس احتل مجالا معينا في النفس , إن قصد أو لم يقصد منه ذلك .. والنقد رفض من الجانبين : الناقد والمنقود .. فالمربي يرفض هذه السجية أو تلك , ويحط من قيمتها وقيمة المتصفين بها – وفي ظاهر هذا توجيه وإصلاح – والمستمع , والذي يقع عليه النقد يشعر بهذا الرفض .. فأول ما يتبادر إلى ذهنه إنه حرم من رضا الناس عنه لنقص فيه , أو لعداء شخصي يضمره له المربي .. وما اكثر ما يقف المدرسون حائرين إزاء إدعاء الطالب أن مدرسيه يكرهونه .. وانهم أفشلوه في الإمتحان .
    لذى نرى المربي – بعد كل هذا – قد أصبح شمعة تحترق فعلا .. تحرق اعصابها و كما تحرق المستضيئين بها وتلهب نفوسهم رفضا وحقدا وعنتا , بدل أن تنير لهم السبيل فتضئ أسارير نفوسهم وتشع على دياجير الجهل والمزعجات ...



    همسة:
    عليك بالمشي والرياضة ، واجتنب الكسل والخمول ، واهجر الفراغ والبطالة .

  2. #2

    مشرف سابق

    الصورة الرمزية *محب الإسلام*
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    جزيرة الإسلام
    المشاركات
    4,126
    أستاذ الأحياء

    طرح راقي

    لاعدمنا الأيادي

    فكر واعي

    ينقله إلينا عبر منتديات غرابيل قسم العام


    إبراهيم الحارثي
    مشرف المنتدى الصحي

    فشكرا ثم شكرا

    لك ولطرحك ولفكرك المتميز

    أختصر كلمات الشكر فهي قد تعجز عن إيفائك ومكافئتكـ أيها الغالي

    لكن أقووول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    ((من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فقولوا جزاك الله خيرا ....))
    أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


  3. #3
    أخت رجال الصورة الرمزية الهيلا
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    دااااااار الصبـــاح
    المشاركات
    2,451
    الاطراء والمدح تجعلك تبحث عن التمييز اينما كان لان الكلمات لها اثر في نفوسنا وتفرحنا 00

    بصراحه موضوعك يستحق من كلمات الاطراء والثناء لانه راقي ومميز !


    الف شكر لك
    [poem=font="Traditional Arabic,6,red,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    ما بيــك من بعـــد الجفــــا ترجع لي بقـلب بليــــد = حسسني بشــوقك ودمعـــك من عيونك اسكبــــه[/poem]

  4. #4

    أبو حامد

    الصورة الرمزية إبراهيم الحارثي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    الهيئة الملكية بينبع
    المشاركات
    2,690
    أخي محب الاسلام ...

    العزيز الهيلا ...

    مشكورين على مروركم وجل الكلمات التي عطرت جنبات هذا الموضوع ...

    دمتم ولكم مني جمل وأرق تحية ...

    تحية فذه

    :)

  5. #5
    عذوبة جارية الصورة الرمزية عذوبة أنثى
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    بين صمته وثرثة قلبي
    المشاركات
    2,213
    [align=justify]أخي الكريم / أبراهيم الحارثي

    موضوعك راقي وقيم فالكلمة التي تحمل الشكر والثناء تحفر في الشعور وتأخذ حيز من الأعتزاز

    ويحتفظ بها الأنسان حين ترسخ في بالة

    هناك ممن يقدمون النقد والأنتقاد ولكنها أيام وتذهب أما الكلمة الطيبه فهي تظل

    وكما في حديث الرسول الكلمة الطيبة صدقه

    فكلمة الطيبة التي تحمل الثناء والشكر والأطراء تبعث السعادة في النفس

    احترامي وتقديري[/align]
    لشمسي شروقا لا بد أن يكشف ستار الظلام[/align]

  6. #6

    أبو حامد

    الصورة الرمزية إبراهيم الحارثي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    الهيئة الملكية بينبع
    المشاركات
    2,690
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذوبة أنثى مشاهدة المشاركة
    [align=justify]أخي الكريم / أبراهيم الحارثي

    موضوعك راقي وقيم فالكلمة التي تحمل الشكر والثناء تحفر في الشعور وتأخذ حيز من الأعتزاز

    ويحتفظ بها الأنسان حين ترسخ في بالة

    هناك ممن يقدمون النقد والأنتقاد ولكنها أيام وتذهب أما الكلمة الطيبه فهي تظل

    وكما في حديث الرسول الكلمة الطيبة صدقه

    فكلمة الطيبة التي تحمل الثناء والشكر والأطراء تبعث السعادة في النفس

    احترامي وتقديري[/align]
    عذوبة أنثى ...

    رد راق ومرور أروع ...

    دمت متألقة متميزة ...

    دمت بود ...

    ولك كل الورد

  7. #7
    ~ [ مشرفة سابقة ] ~
    الصورة الرمزية منى الحمادي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    357
    موضوع راائع

  8. #8
    مشـرف سابق الصورة الرمزية الذوق الرفيع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,378
    الاستاذ الفاضل ابراهيم الحارثي
    موضوع اكثر من رائع فالاطراء والمدح والثناء كلمات تبعث في النفس الراحة والطمأنينة
    والانسان عندما يحاول جاهدا مادح فانة بذلك يلين قلب من امامة ويستطيع ان ياخذ منه ما يريد
    الاستاذ المبدع دائما لمواضيعك رونقا خاصا
    ولاطلالتك نورا يملأ ارجاء المنتدى
    فدمت لنا
    لمراسلتي

    يارب انك تعلم ان لي امنية معلقة بين السماء والارض
    يارب عندك نزولك الى السماء الدنيا في ظلمة الليل البهيم
    قل لها كن فتكون 00000
    0000


    يارب 000يارب 000يارب


    [email protected]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أثيوبيا من ناحية, وفرق الموت في ناحية أخرى
    بواسطة خيال فارس في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-12-2006, 03:32 PM
  2. المثابر والإصرار لتحقيق أهدافنا السامية
    بواسطة أبو محمد 19 في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 28-08-2006, 02:38 PM
  3. خطوات إجرائية لتحقيق الأهداف ........
    بواسطة أبو محمد 19 في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 08-07-2006, 02:53 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •