أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بيان الإدراج الواقع في حديث عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية...ابو عبد الرحمن الظاهري
أخرج هذا الحديث الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما والإمام أحمد في مسنده ,من حديث أبي سعيد الخدري .وأم سلمة ,و عمرو بن العاص ,وخزيمة بن ثابت ,وأبي هريرة وحذيفة ..
فأخرج حديث أبي سعيد البخاري ..

2812 - حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن عكرمة، أن ابن عباس، قال له ولعلي بن عبد الله ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه، فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه، فلما رآنا جاء، فاحتبى وجلس، فقال: كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ومسح عن رأسه الغبار، وقال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار»..
وأحمد في المسند 11861 - حدثنا محبوب بن الحسن، عن خالد، عن عكرمة، أن ابن عباس قال له ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه قال: فانطلقنا فإذا هو في حائط له، فلما رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد، فأنشأ يحدثنا، حتى أتى على ذكر بناء المسجد، قال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه، ويقول: " يا عمار ألا تحمل لبنة كما يحمل أصحابك؟ "، قال: إني أريد الأجر من الله، قال: فجعل ينفض التراب عنه، ويقول: " ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار " قال: فجعل عمار يقول أعوذ بالرحمن من الفتن.
واخرجه ابن حبان 15:554والطبراني في معجمه 12:395 ....
واخرجه دون هذه الزيادة مسلم في صحيحه 73 - (2916) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تقتل عمارا الفئة الباغية»
وأخرجه أحمد في المسند 11011 - حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فتترب رأسه، قال: فحدثني أصحابي، ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جعل ينفض رأسه ويقول: " ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية...
وكذا ابن ابي عاصم في الآحاد 3:436 والنسائي في الكبرى 7:467 وابن حبان في صحيحه 15:130 والطبراني في الاوسط 6:284 وفي الكبير 1:320 ...
قلت الظاهري:
وهذه الزيادة –تقتله الفئة الباغية مدرجة في أصل الحديث ..

قال القاضي عياض في مشارق الانوار 2/382 وَفِي بَاب التعاون فِي بِنَاء الْمَسْجِد وَيْح عمار يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة ويدعونه إِلَى النَّار كَذَا جَاءَ فِي غَيره وَتَمَامه فِي رِوَايَة ابْن السكن وَيْح عمار تقتله الْفَيْئَة الباغية يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة..
وقال البيهقي في دلائل النبوة 2:546 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر قال: حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو كامل الجحدري قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، أن ابن عباس قال له ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه قال عكرمة: فانطلقنا فإذا هو في حائط له يصلحه، فلما رآنا أخذ رداءه، ثم احتبى، ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار يحمل لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض عنه التراب ويقول: " ويح عمار تقتله الفئة الباغية: يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار ". قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن " ورواه البخاري في الصحيح، عن مسدد، عن عبد العزيز، إلا إنه لم يذكر قوله تقتله الفئة الباغية ، وقد ذكره جماعة عن خالد الحذاء..
وقال في ص 547 مبينا سبب ترك البخاري لها فقال: وأخبرنا أبو عمرو البسطامي قال: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن الحسن الحلبي قال: حدثنا ابن أبي سمينة قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا خالد، عن عكرمة قال: قال لي ابن عباس: انطلق مع علي بن عبد الله إلى أبي سعيد، فاسمعا من حديثه، فأتيناه فكان فيما حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني المسجد فمر به عمار ينقل لبنتين، فقال: «ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية» أخرجه البخاري عن إبراهيم بن موسى، عن عبد الوهاب دون هذه اللفظة، وكأنه إنما تركها لمخالفة أبي نضرة، عن أبي سعيد عكرمة في ذلك..
وفي جامع الاصول 9:34 قال ابن الاثير : : والذي قرأته في كتاب البخاري - من طريق أبي الوقت عبد الأول السِّجْزي - رحمه الله - من النسخة التي قرئت عليه، عليها خَطُّه: أمَّا في متن الكتاب، فبحذف الزيادة، وقد كتب في الهامش هذه الزيادة، وصحح عليها وجعلها في جملة الحديث، وأنها من رواية أبي الوقت هكذا، بإضافتها إلى الحديث، وذلك في موضعين من الكتاب، أولهما: في «باب التعاون في بناء المسجد» من «كتاب الصلاة» والثاني: فى «باب مسح الغبار عن الناس في السبيل» في «كتاب الجهاد» وما عدا هذه النسخة، فلم أجد الزيادة فيها، كما قاله الحميدي ومن قبله، والله أعلم.
قال الشيخ أيمن صالح شعبان في تعليقه على جامع الأصول 9: 43 أشار المزي في تحفة الأشراف (4248) إلى أن رواية البخاري ليس فيها: «تقتل عمارا الفئة الباغية.» وهي ثابتة في النسخة المطبوعة في الموضعين، ولم يتعقبه ابن حجر في النكت الظراف. والصواب أن هذه اللفظة لم تكن موجودة أصلا في صحيح البخاري، والذي يظهر لنا أن بعض النساخ المتأخرين أدخلوها على الأصل. انظر فتح الباري 1/542)
قلت الظاهري : أخرج احمد في المسند مايدل على ان أبا سعيد لم يسمع هذا الحديث فقال: 11011 - حدثنا ابن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد، فجعلنا ننقل لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فتترب رأسه، قال: فحدثني أصحابي، ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جعل ينفض رأسه ويقول: " ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية....
ومما زاد عندي اليقين أنها مدرجة قول الحميدي في الجمع بين الصحيحين 2:462 في هذا الحديث زيادة مشهورة لم يذكرها البخاري أصلا في طريقي هذا الحديث، ولعلها لم تقع إليه فيهما، أو وقعت فحذفها لغرض قصده في ذلك.
وأخرجها أبو بكر البرقاني، وأبو بكر الإسماعيلي قبله، وفي هذا الحديث عندهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ".
قال أبو مسعود الدمشقي من كتابه: لم يذكر البخاري هذه الزيادة، وهي في حديث عبد العزيز بن المختار، وخالد بن عبد الله الواسطي، ويزيد بن زريع، ومحبوب بن الحسن، وشعبة، كلهم عن خالد الحذاء. ورواه إسحاق بن عبد الوهاب هكذا. وأما حديث عبد الوهاب الذي أخرجه البخاري دون هذه الزيادة فلم يقع إلينا من غير حديث البخاري. هذا آخر معنى ما قاله أبو مسعود.
قلت الظاهري:وهو عين ترجيح الحافظ في الفتح-أن هذه الزيادة مدرجة- قوله في الفتح 1:542 لكن وقع في رواية بن السكن وكريمة وغيرهما وكذا ثبت في نسخة الصغاني التي ذكر أنه قابلها على نسخة الفربري التي بخطه زيادة توضح المراد وتفصح بأن الضمير يعود على قتلته وهم أهل الشام ولفظه ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الحديث واعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع وقال إن البخاري لم يذكرها أصلا وكذا قال أبو مسعود قال الحميدي ولعلها لم تقع للبخاري أو وقعت فحذفها عمدا قال وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث قلت ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية أه وبن سمية هو عمار وسمية اسم أمه وهذا الإسناد على شرط
مسلم وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال حدثني من هو خير مني أبو قتادة فذكره فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث وفي هذا الحديث زيادة أيضا لم تقع في رواية البخاري وهي عند الإسماعيلي وأبي نعيم في المستخرج من طريق خالد الواسطي عن خالد الحذاء وهي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمار ألا تحمل كما يحمل أصحابك قال إني أريد من الله الأجر وقد تقدمت زيادة معمر فيه أيضا فائدة روى حديث تقتل عمارا الفئة الباغية جماعة من الصحابة منهم قتادة بن النعمان كما تقدم وأم سلمة عند مسلم وأبو هريرة عند الترمذي وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره وغالب طرقها صحيحة أو حسنة..اه..
قلت الظاهري:وحسبنا اننا بينا أن هذه الزيادة مدرجة في أصل الحديث بدليل ان أبا سعيد أبان عمن سمعه منه فقال كما في مسلم في صحيحه 70 - (2915) حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار - واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي مسلمة، قال: سمعت أبا نضرة، يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: أخبرني من هو خير مني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار، حين جعل يحفر الخندق، وجعل يمسح رأسه، ويقول: بؤس ابن سمية «تقتلك فئة باغية»..


إذًا:فابوسعيد لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم ,بل من أبي قتادة ,وقد تكون من كلام أبي قتادة وليست للرسول عليه السلام ..
قلت الظاهري:وأما قول الشيعة اللعناء :ان لفظ البغي واقع على معاوية وعمرو وهما أهل فتنة وبهذا استحقا اللعن والكفر,إذ قتلا انبل الصحابة قولا وفعلاً,فباشر القتل معاوية وابن العاص بالامر والفعل,.
قلت الظاهري:وهي شبهة أوهى من خيط العنكبوت ,نعم نقر لكم أن الصحابي الجليل معاوية ابن ابي سفيان في هذه الحادثة فقط بغى ,وليس معناه ان البغي صفة ملازمة له ,بدليل أن البغي انتهى بعد ان تم الأمر لمعاوية رضي الله عنه وانتهى القتال..

قال شيخ الاسلام في الفتاوى 35 :76 أما إذا كان الباغي مجتهدا ومتأولا، ولم يتبين له أنه باغ، بل اعتقد أنه على الحق وإن كان مخطئا في اعتقاده: لم تكن تسميته " باغيا " موجبة لإثمه، فضلا عن أن توجب فسقه. والذين يقولون بقتال البغاة المتأولين؛ يقولون: مع الأمر بقتالهم قتالنا لهم لدفع ضرر بغيهم؛ لا عقوبة لهم؛ بل للمنع من العدوان. ويقولون: إنهم باقون على العدالة؛ لا يفسقون. ويقولون هم كغير المكلف، كما يمنع الصبي والمجنون والناسي والمغمى عليه والنائم من العدوان أن لا يصدر منهم؛ بل تمنع البهائم من العدوان. ويجب على من قتل مؤمنا خطأ الدية بنص القرآن مع أنه لا إثم عليه في ذلك، وهكذا من رفع إلى الإمام من أهل الحدود وتاب بعد القدرة عليه فأقام عليه الحد، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والباغي المتأول يجلد عند مالك والشافعي وأحمد ونظائره متعددة. ثم بتقدير أن يكون " البغي " بغير تأويل: يكون ذنبا، والذنوب تزول عقوبتها بأسباب متعددة: بالحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك. ثم {إن عمارا تقتله الفئة الباغية} ليس نصا في أن هذا اللفظ لمعاوية وأصحابه؛ بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته، وهي طائفة من العسكر، ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها...