في صيف عام 2011 وفي ظهيرة يوم من أيام بيروت الحارّة وبعد مسيرة طويلة على الأقدام وما أن وصلت رطوبة الجو الى ذروتها وارسلت الشمس أقوى أشعتها استظليت تحت شجرة من أشجار حديقة وسط المدينة أمسح بكم ّ يدي عرق جبيني الذي كان يسيل الى عيني ّ ويحرقني بملوحته وأرطّب فمي وجسدي بالماء البارد بعد أن تفنّنت الشمس في تجفيفه ملتطقا أنفاسي بنفس أعمق ومستندا برأسي الى ساق الشجرة لعلّ جسدي ينتعش بما كان يجود به علي ّ نسيم ظلال الأشجار . استجدى جسدي للسكون واستسلمت عيني ّ للنوم الذي لم يكن ما يكدّره سوى صوت أبواق المركبات التي كانت تنطلق باستمرار وبجنون ينافس جنون من يطلقها حتى اصبحت جزءا من أصوات حلم مزعج . حلم تخاله لا ينتهي من رتابة تكراره . وبينما أنا على ذلك الحال وبعد أن نال جسدي بعضا من راحته واستعاد جزءاّ من نشاطه تفتّحت عيناي بتثاقل وكأنهما تقاومان ايقاظي لهما من النوم . ببطء وبتكاسل أخذت ألتفت لاستكشف ما جدّ من حولي حتى من دون أن أرفع رأسي عن الشجرة التي كانت تسندني كالقابلة الحنون ........................................

( تكملة القصة يوم الجمعة القادم بمشيئة الله ) .