لك الحمد ربي حتى ترضى ..
أيهما خير لك المال أو الصحة؟
لا شك أن الصحة خير من المال،
بعض الناس يغفل عن ذلك، فيطلب
التجارات والأموال، ولا يبالي أكان صحيحاً أم سقيماً،
ولو وضع مال الدنيا
كله بجانب ألم أو وجع أو مرض
لكانت الصحة والعافية والسلامة من ذلك المرض
والبرء من ذلك الوجع خير من مال الدنيا أجمعه،
لكن الإنسان لا يعرف قدر
النعمة نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا وعليكم نعمة العافية.


لذلك النبي عليه الصلاة والسلام حثنا على أن نسأل الله تبارك وتعالى العافية،
وكان عليه الصلاة والسلام يقول:
(اللهم إني أسألك العفو
والعافية، والمعافاة الدائمة
في الدين والدنيا والآخرة)
.

وضرب الإمام الغزالي رحمه الله تعالى مثلاً في كتابه:
(إحياء علوم الدين)
فقال: تدعي أنك فقير! أتبيع نعمة البصر
بعشرة آلاف درهم؟!
أتبيع نعمة السمع بعشرة آلاف درهم أتبيع نعمة كذا بكذا
وكذا؟

هل من أحد يشتكي الفقر ويريد أن يكون مليونيراً،
ويستبدل بنعمة
البصر مليون دولار؟!
هل هناك من يرغب بمليون دولار ويسلب نعمة البصر؟
!

يروى أن الحجاج بن يوسف
قُدِّم طعامه لأعرابي، فسأله عن الطعام
أطيب هو؟

فقال الرجل : أما إنك لم تطيبه أنت ولا طباخك، وإنما طيبته العافية.
قصة شهيرة تُروى عن الفنان أنور وجدي

يذكر أنه قال في إحدى جلساته :
« يارب هات لي كل أمراض الدنيا بس ارزقني نصف مليون جنيه ».
وعندما سُئِلَ ماذا ستفعل بها قال أعالج نفسي بنصفها واستمتع بالنصف الآخر ..
وعرفت الثروة طريقها إلى جيبه ....
وأعطاه الله المال بوفرة ولكن ابتلاه بمرض خبيث
قضى عليه وتوفي وهو في عمر ال 44 سنة .

الصحة أمانة :
نحن مؤتمنون على ما وهبنا الله من القوة والصحة والعافية.
لذلك يجب علينا أن نراعي القواعد الشرعية في حفظ الصحة
كي تبقى
هذه الصحة والعافية إلى آخر لحظة في حياتنا

والعجب كل العجب أن ترى من الناس من يدفع المال لإهلاك صحته
بل وتدميرها من خلال تعاطي المخدرات أو شرب الخمور
أو تدخين الشيشة والسجائر ، أو غير ذلك مما حرم الله ،
فيخون الأمانة ويقتل نفسه ويهدر عافيته !!!

قال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما )
يا من منّ الله عليك بالصحة والعافية:
إذا أردت أن تعرف قدر الصحة والعافية
فزر المرضى في المستشفيات ...

كم من مريض يتمنى أن يخطوا بقدميه ليصلي الفريضة مع الجماعة
ويصل
أرحامه ويزور إخوانه .. ولكنه لا يستطيع ؟!!

كم من مريض انقطع عن الناس فهو لا يسمع ولا ينطق
يتمنى سماع القرآن وترتيل آياته ولكنه لا يستطيع
. ؟!!
كم من
مريض كف بصره فهو يتمنى أن يرى مخلوقات الله وآياته ؟!!

وكم من مريض يتمنى أن يأكل الطعام ويشرب الشراب ولكنه لا يستطيع ؟!!
وكم من مريض لاتسكن أوجاعه ولا يرتاح في منامه ؟!!
... وغيرهم كثير.
العافية لا يعدلها شيء
(اللهم إني أسألك العفووالعافية، والمعافاة الدائمة
في الدين والدنيا والآخرة)