أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحلقة الأولى
لابد أن تكون العاطفة "مبنية على دليل شرعي، وأن تُزم بزمام العلم الشرعي، ومتى تبيَّن لصاحبها أن الحق خلاف ما هو عليه نسف تلك العاطفة، ورجع إلى عين الحق،وقد قيل: "العاطفة عاصفة؛ إذا لم يكن لها مِن الوحي كاشفة".فإذا لم يحصل ذلك، ولم تُهذب العاطفة وتنضبط بالشرع والعقل؛ انقلبت الموازين واختلت المقاييس، وصار التعقل والتروي تخاذلاً وجبنًا، والحماقة شجاعة، وكان الانضباط بالموازين الشرعية خورًا وضعفًا، والفوضى بطولة وقوة!

ومن خصائص أهل السنة والجماعة: "الجمع بيْن العقل والعاطفة: فعقولهم راجحة، وعواطفهم صادقة، ومعاييرهم منضبطة، فلم يغلِّبوا جانبَ العقل على العاطفة، ولا جانب العاطفة على العقل، وإنما جمعوا بينهما على أكمل وجه وأتمه، فمع أن عواطفهم قوية مشبوبة؛ إلا أن تلك العواطف تُضبَط بالعقل، وذلك العقل يُضبط بالشرع" فقد جاء الشرع الشريف بضرورة اعتبار المصالح والمفاسد، ومراعاة القدرة والعجز، وتحصيل المصالح ما أمكن، ودفع المفاسد ما أمكن؛ مما يحقق التوازن في حياة المسلم بين العاطفة والسلوك، ويوجِّه العاطفة الوجهة السليمة التي تبني ولا تهدم، وتنفع ولا تضر.