[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,5,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
صحبتُ الشعرَ في سهر الليالي = غريباً بين مكتئبٍ وسالي
أنا والشعر توأم مذ خلقنا = نبوح لبعضنا بالإرتجال
اذا الشعراء والجن استفادوا = من التاريخ فازوا بالغوالي
ولكن الزمان يسير وفقا = لما تمليه فلسفة الريال
يباع المبدعون كما يباع = رغيف الخبز في زمن التعالي
ركبتُ خواطري وحملتُ همي = وكنتُ مسافراً فيما بدالي
يهددني الشقاء فأصطفيه = رفيقاً في الرحيل كما ظلالي !
رأيت النجم يرقبني كأني = أسى طللٍ تهاوى للزوال
خرجت من الزمان ولا مكاناً = أراه يضمّني غير الجبالِ
أبوح لصخرها شوقاً قديماً = وآهاتٍ لأيامٍ خوالي
ومايخفى عليّ بأن صخرا = أصماًّ لن يجيب على سؤالي
وأعلم أن من حولي أناساً = رأوا جرحي ومارقوا لحالي
وأدرك أنما الشكوى أشدُّ = على الأحرار من خوض القتال
أنا الصحراء أغنيتي وجرحي = وبستاني ترانيمُ الرمالِ
وأمضغُ خبز أمي كلَّ صبح = وأشرب طُهرها بعد الزوال
سلاما أيها الطير المغني = سلام العاشقين إلى التسالي
بعهد الله إنْ يوما مررتَ = على أرض الصبا فارسم خيالي
ولوأثراً برجلك يانحيلٌ = ولاتخشَ عليه من الرمال
فإن العشق أرسخ ياصديقي = من الإعصاروالسحب الثقال
مدينة أغنياتي ليس فيها = من الأنهار والشًّمًّ الطوال
ولا شوارعها تغريك حتى = تقول بوصفها بعض الجزال
مدينتنا الجفاف وبعض قطرٍ = من الإجحاف انكار الفضال
مدينتنا تنوء بكل نقص = ولا أحدا يحس ولايبالي
مدينة صبية صرخوا بصدق = جميعا : (سارعي) دون افتعالِ
لقد عشقوا ثراها عش ليلى = جميلا أوكما عشق الهلالي
وهم لم يدركو ماعشق ليلى = وماعرفوا سوى النادي الهلالي
هدوء مدينتي في بعض يوم = شبيه بالممات ولا أغالي
فللأطفال أحلام ستنموا = كما تنموا طموحات الرجال
نريد مدينةً فيها رخاءُ = وفيها كل مملوحُ وحالي
نريد سواعد الأبناء تبني = بصدق الفعل لاكذب المقال
فكم من أُسْرَةٌ ضمّت شبابا = أصيبوا بالهزيمة والهزال
فإن القهر أشرسُ من هلاك = وإن القهر كالسيف الصقال
اذا فقد العزيزُ حياةَ عزٍ = سيلجأ للخشونة والقتال
وللإفساد والعمل القبيح = لكي يحيا كأصحاب الجلال
هَبُوُهم فرصةً للعيش هيا = ففيهم من صناديدٍ عقالِ[/poem]
شعر / حمدان سالم العنزي