أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مسلمو آسيا الوسطى والقوقاز بين مطرقة التنصير وسندان الفقر (2)

تقرير منقول عن موقع مفكرة الإسلام
نشرت: الأحد 13 أبريل 2014 بواسطة : أم عبد الله عدد القراء : 286




إخوتي أخواتي علمنا في الحلقة السابقة أن كارثة الشيوعية قد أصابت كل الدول الإسلامية الموجودة في آسيا,وكل المسلمين الموجودين كأقليات في آسيا,وقد كان عدد المسلمين في روسيا يشكل سدس سكان كل منظومة الاتحاد السوفيتي,وكان لهم 24321مسجداً.
عندما ابتلي المسلمون عام 1917م بالغزو الشيوعي انخفض عدد المساجد إلى 20 مسجد في كل الاتحاد السوفيتي,وهذه ال20 مسجد لم تكن مفتوحة كمساجد وإنما كانت مفتوحة لزيارات المسؤولين المسلمين والعرب كمتاحف لذر الرماد في العيون,وقد سمح بالحج من18-20 حاج فقط من كل مسلمي روسيا.
وبعد فإن أزمة الإسلام الحقيقية في تلك الحقبة لم تكن مع التنصير بقد ما كانت مع التشييع والتكفير,حتى انكشف الغمة المسماة بالشيوعية,وبدأت أفعى التنصير الرابضة في النشاط والحركة والهجوم على المسلمين المنهكين من الشيوعية البغيضة وما جرته عليهم من ويلات.
ونحن في هذه الحلقة نواصل رحلتنا في جمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز لنقف على الأنشطة الصليبية التنصيرية هناك فهيا بنا.ونبدأ بإخواننا الأوزبك و المنصرين,فالمجموعات التنصيرية العاملة في أوزبكستان كثيرة منها,جمعية اللوثريين،و المعموديون والنصارى الإيفانجيليون،و أدفانتيست الأيام السبعة، وكنيسة الروم الكاثوليك،وكنيسة الحواريين الجدد،وشهود يهوه،وكنيسة النصارى البرسبيتر،وكنيسة النصارى البروتستانت،وكنيسة نصارى الإنجيل التام.
بدأت عمليات التنصير في أوزبكستان على شكل توزيع الكتب والمساعدات المادية واستمر بعد ذلك طبع الإنجيل وكتب التعريف بالنصرانية وتوزيعها،ونتيجة لذلك لوحظ في الأعوام الأخيرة زيادة عدد المتنصرين من الأوزبك.
وكذلك الحال في تركمانستان,وهناك تنشط ثلاث منظمات تنصيرية تأتي على رأسها منظمة كنيسة البابتيست.و قد قدمت ترجمة الإنجيل إلى اللغة التركمانية في عام 1993م ,وبدأ توزيع الترجمة في جميع أنحاء البلاد.إلى جانب ذلك أسفرت جهود أربعة من الرهبان إنجليزيين وأمريكيين عن افتتاح كنيسة علقت عليها لوحة (المسجد المسيحي) في حي غاجا الذي يوجد فيه جامع الأقصى بالعاصمة عشق آباد.
كما اشترت هذه المجموعة أرضاً قرب مطار عشق آباد كي يبنوا عليها كنيسة جديدة، ويقوم المنصرون بنشاط مكثف في الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية التي يرتادها النصارى في وسط مدينة عشق آباد.
وينشط شهود يهوه في آسيا الوسطى خصوصاً في جمهوريتي قازاقستان و قيرغيزستان كما يوجد نشاط ملحوظ لهم أيضاً في تركمانستان،أما أكثر المناطق التي ينشط فيها شهود يهوه في قيرغيزستان فهي بيشكيك و نارن و طوقماق و قاراقول و باليقجي وقرا بلطه صوقولوق،وتقوم هذه المجموعة بطبع كتاب (نصوص مختارة من الإنجيل والتوراة والزبور) لدى شركة (الكتاب المقدس) التي أنشئت في إسطنبول باللغات القازاقية و القيرغيزية والتركمانية وتوزيعها على الناس مجاناً،بدأ توزيع نسخ مجانية من هذا الكتاب عام 1992م حيث يطرق عناصر هذه المنظمة بيوت المدينة بيتاً بيتاً ويقدمون نسخة مجانية من هذا الكتاب.
كما تجند المنظمة كثيراً من طلاب الجامعات والمدارس المتوسطة وتوزع عليها المكافآت والجوائز.ومع كل ذلك تقف القوانين الحالية في جمهوريات آسيا الوسطى عاجزة أمام النشاطات التنصيرية حيث تنص الدساتير التي أعدت إعلان استقلال هذه الدول عام 1990م على أن الدولة تنظر إلى جميع الأديان بنفس المنظار،وتحمي حرية العقيدة وحرية التبليغ الديني،وتعمل المنظمات التنصيرية في هذه الدول استناداً على هذا الحق الذي تنص عليه الدساتير على قدم المساواة مع أتباع الدين التقليديين، وقد بدأ الشعب الطاجيكي في مقاومة هذه المنظمات بقوة.
وفي قيرغيزستان أثار اعتناق أربعة من القيرغيز،من أصول أوزبكية النصرانية وبلوغ عدد المتنصرين مائة وثلاثين،ثائرة جماهير الشعب في قيرغيزستان وطلبت من المتنصرين ترك المدينة،وألقت السلطات التركمانستانية القبض على منصرين كانوا يمارسون نشاطاتهم بصورة غير رسمية واقتادتهم إلى المحكمة كما تطرقت لجنة الأمن القومي في قازاقستان في تقريرها السنوي من عام 2000 إلى المنصرين الأجانب الذين ثبتت نشاطاتهم التجسسية تحت ستار الدين وسعيهم إلى فرض أفكار تتعارض مع دستور البلاد وقرار الحكومة طردهم خارج البلاد.
وعلى غرار ما يحدث في آسيا الوسطى فإن هناك نشاطاً محموماً للمنظمات التنصيرية في هذه البقايا المهمة من العالم،ذلك أن معهد (ترجمة الإنجيل) أنجز ترجمة الكتاب المقدس إلى لغات الأديغة والقبرطاج والأوسيتين والقرة جاي مالشيان والنوغاي والأون و اللزجي و القوموق و اللاك والدارجين والطبرستان و الصاخور و الروتول الجول و الأندي وعدد من اللغات الأخرى،ويواصل المعهد ترجمة الإنجيل إلى لغات الشعوب الأخرى في المنطقة، وقد اختار المنصرون بصورة خاصة المناطق الغربية والوسطى من القوقاز،كي يمارسوا نشاطهم المحموم بين فئات الشعب،فكان الوضع المادي والمعنوي السيئ للأذربيجانيين على وجه الخصوص المناخ الذي يبحثون عنه.
ونتيجة لهذه النشاطات والدعم المادي المكثف من الخارج وصل عدد معتنقي النصرانية في أذربيجان وحدها إلى أكثر من ثمانية آلاف كما يواصل المنصرون جهودهم في منطقة ناخجيوان المستقلة ذاتياً على شكل مساعدات إنسانية يسعون من خلالها إلى إجراء تغيير في عقائدهم الدينية،وتختار منظمة (أردا للمساعدات الإنسانية) جيل الشباب كي تقوم بنشاطاتها التنصيرية عبر تنظيم دورات لتعليم اللغة الإنجليزية وتصدر المنظمة مجلة (الإدراك والتبشير).
وتشير المعلومات التي أعلن عنها مركز الأبحاث الدينية في أذربيجان إلى أن عدد المساجد في العاصمة باكو يبلغ 15 مسجداً فيما وصل عدد الكنائس في هذه المدينة إلى سبع ويبلغ عدد المنظمات العاملة بصورة رسمية في البلاد أكثر من ثلاثمائة منظمة منها مائتان وستون منظمة إسلامية،وما بقي منها منظمات نصرانية ويهودية و كريشنية و بهائية،أما عدد المنظمات غير الرسمية فيبلغ حوالي تسعمائة منظمة،ومن الغريب حقاً أن يواصل (معهد الإنجيل في باكو) التابع لجامعة باكو الرسمية نشاطه التنصيري على الرغم من قرار إغلاقه من قبل الدولة بصورة رسمية.
ويلاحظ أن المنظمات التنصيرية في أذربيجان توجه نشاطها المكثف إلى فئات الشباب و العائلات الموسرة ذات التأثير اللغوي واللاجئين الأذربيجانيين والأطفال الذين يتعلمون في دور الحضانة وبيوت الأطفال وطلاب الجامعات الذين يحصلون على منح دراسية.
إخوتي أخواتي لعل ما يشجع هذه المنظمات التنصيرية لعبث بالهوية الإسلامية لشعوب القوقاز وآسيا الوسطى أن جميع حكام هذه البلدان قد أطلقوا حملة شعواء على الوعي الإسلامي لتجفيف منابعه,لدرجة أن 65%من شباب آسيا الوسطى لا يعرفون عن الإسلام إلا قشوراً,فهم لا يذهبون إلى المساجد إلا يوم الجمعة و في الأعياد الرسمي,باستثناء طاجيكستان نظراً لقوة الحركة الإسلامية هناك ومناخ الحرية النسبي الذي تتمتع به.

أحبتي في الله لاشك أن هذه الحرب الضروس التي تشن على الإسلام قد نجحت في أن تؤتي ثمارها,فالمنظمات التنصيرية تتباهى حالياً بأنها حققت نجاحات كبيرة في آسيا الوسطى والقوقاز فحتى لو أنها لم تكن قد حققت نجاحات في تنصير المسلمين مباشرة وإدخالهم بالكلية إلى النصرانية,إلا أنها أبعدتهم عن الإسلام عقيدة وشريعة وعبادات ومنهج حياة,فهلا أفاق المغيبون من غفلتهم و استنهضوا هممهم لمواجهة خطر الغزو الصليبي المتمثل في التنصير على شعوب الأمة الإسلامية

تقرير منقول عن موقع مفكرة الإسلام