أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فهذا مختصر أبي يعقوب البويطي كاملا محققا على ثلاث نسخ خطية, من تحقيق الباحث: أيمن بن ناصر السلايمة, في رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, وهو تحقيق حسن جدا, أجاد في الباحث وأتقن عمله فيما أحسب, فجزاه الله خيرا وكتب أجره وأجزل له المثوبة, وتيسر لي الحصول عليه من خلال موقع (بوابة أفق المعلومات) التابع لمكتبة الملك فهد الوطنية.

نبذة موجزة عن الكتاب ومؤلفه
صاحب المختصر, هو أبو يعقوب يوسف ين يحيى القرشي -قال ابن حجر: مولاهم-، البويطي المصري، وبويط من قرى صعيد مصر.
وهو الفقيه العلامة صاحب الإمام الشافعي، كان الشافعي يجله ويعظمه, ويقول: ليس أحد من أصحابي أعلم منه, وهو الذي قدمه الشافعي إلى التدريس في حلقته بعد وفاته، قدمه على المزني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم, وكان الشافعي يقول: هو لساني.
وكان فقيها مالكيا كبير السن حين قدم الشافعي مصر، ثم لما سمعه ورأى ما عنده انتقل إليه وصبحه واختص به، وكان قد انتدب إلى مناظرة الشافعي على مذهب مالك، واستبان حججه عليه، فخرج كتاب اختلاف مالك والشافعي -وهو موجود بكماله في الأم وباختصار في هذا المختصر-؛ فإن المناظر فيه هو البويطي -كما يأتي بيانه-، وترى أن الشافعي في تلك المناظرات ينسب البويطي إلى مالك، وهو كتاب نفيس كثير الفائدة، يذكر فيه البويطي قول مالك من الموطأ فيجيب عنه الشافعي، ويجيب عمّا احتج به مالك في الموطأ.
وقد كان هذا الفقيه من العباد الزهاد, كثير العبادة والصلاة والذكر, ذكروا من ذلك في ترجمته أخبارا تحسن مطالعتها, وهو ممن صبر في محنة خلق القرآن مع الإمام أحمد, وابتلي في ذلك بلاء شديدا, والتقى بأحمد في السجن, ومات في الحديد والقيد, رحمهم الله جميعا.
وهذا الكتاب -أعني مختصر البويطي- من تأليف أبي يعقوب البويطي، اختصره على قول الشافعي ثم قرأه عليه, والربيع بن سليمان يسمع ذلك؛ فلأجل هذا وقع لنا الكتاب من رواية الربيع عن الشافعي، وقراءة البويطي هذا المختصر على الشافعي وإقراره إياه على ما فيه ترفع مكانته وتزيد ثقته إلى الغاية.
وهذا المختصر تظهر فائدته وقيمته بأمور، منها أنه رواية صحيحة متقنة لقول الشافعي تضاف إلى رواية الربيع والمزني، ثم إن فيه مسائل أفتى فيها الشافعي على ما يذكر أصحابه أنه اختياره القديم، نتبين بوجودها في هذا المختصر أنه أفتى بها في مصر أيضا، وفيه اختيارات لأبي يعقوب البويطي زادها في المختصر، وأخرى للربيع بن سليمان يسيرة.
وهذا المختصر وقع لنا -في النسخ المخطوطة- من طريقين، أحدهما من رواية أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، إمام الحديث والعلل والرجال، يرويه عن الربيع بن سليمان، وحصل لأبي حاتم فيه زيادات حسنة، منها أحاديث رواها أثناء هذا المختصر، ومنها اختيارات له يخالف فيها الشافعي يتعقب بها كلامه، وهي قليلة جدا.

فهذه جملة القول في هذا الكتاب ومؤلفه, وإليك نصوصا انتقيتها تبين لك أكثر ما قلته آنفا:
قال ابن الصلاح في كتابه في طبقات الشافعية: "قال أبو بكر الصيرفي في كتابه (شرح اختلاف الشافعي ومالك) رضي الله عنهما: عن البويطي: قدم علينا الشافعي مصر، فأكثر الرد على مالك، فاتهمته وبقيت متحيرا، فكنت أكثر الصلاة والدعاء رجاء أن يريني الله الحق مع أيهما، فرأيت في منامي أن الحق مع الشافعي، فذهب ما كنت أجده. قال: فالبويطي مشهور أنه كان يرى رأي مالك قبل أن يقول بقول الشافعي. وذكر فيه أيضا أن المزني كان يرى رأي أهل العراق.
وروى الصيرفي، عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الإستراباذي، عن الربيع، عن الشافعي، عن كتبه، وذكر أن البويطي هو القائل في كتاب اختلافه ومالك: سألت الشافعي، وقلت للشافعي، وأن الربيع رواه من نسخته فاستثقل أن يغير منه: سألت وقلت، وقد روي عنه أيضا: سئل الشافعي. ... ذكر الصيرفي عن أحمد قال: ما أذكى البويطي، دخل علي في الحبس ولكن ليس له علم بالحديث.... و " مختصر " البويطي رواه الربيع عن الشافعي، وأظن هذا أو نحوه هو الذي أوقع الحاكم أبا عبد الله الحافظ في أن قال: والذي أراه الحق ما رأيته عن علي بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي مطر القاضي الإسكندري قال: صنف أبو يعقوب البويطي هذا الكتاب، وقرأه على الشافعي -رضي الله عنه- بحضرة الربيع بن سليمان - رحمهما الله - فحصل سماعا للربيع، وأخبرنا به عن الشافعي رضي الله عنه.". انتهى كلام ابن الصلاح.
وقال ابن عبد البر في كتابه الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء: "وممن أخذ عنه أيضا بمصر: أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي, في كبر سنه وجلالة قدره وفضله ونبله, وكان استخلفه في حلقته, وكان عالما فقيها لطيفا في أسبابه يدني الغرباء ويقربهم إذا قدموا للطلب, ويعرفهم فضل الشافعي وفضل كتبه, حتى كثر الطالبون لكتب الشافعي المصرية".
وذكر ابن عبد البر عن أحمد أنه قال لبعض أصحابه: "إن كنت لا بد كاتبا للرأي فاكتب رأي الشافعي وعليك بالبويطي فاسمعه منه فإن فاتك فأبو الوليد بن أبي الجارود بمكة".
وأسند الخطيب البغدادي إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه قال: "في كتابي عن الربيع بن سليمان، قال: كان لأبي يعقوب البويطي من الشافعي منزلة، وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة، فيقول: سل أبا يعقوب، فإذا أجابه أخبره، فيقول: هو كما قال، قال: وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرط فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي، ويقول: هذا لساني",
وأسند إلى ابن خزيمة, أنه قال: "حدثني أبو جعفر السكري صديق للربيع، قال: لما مرض الشافعي مرضه الذي توفي فيه، جاء محمد بن عبد الحكم ينازع البويطي مجلس الشافعي، فقال البويطي: أنا أحق به منك، وقال ابن عبد الحكم: أنا أحق بمجلسه منك، فجاء الحميدي وكان في تلك الأيام بمصر، فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن يحيى، وليس أحد من أصحابي أعلم منه".
وأسند إلى الربيع بن سليمان أنه قال: "كنت عند الشافعي، أنا والمزني، وأبو يعقوب البويطي، فنظر إلينا، فقال لي: أنت تموت في الحديث، وقال للمزني: هذا لو ناظره الشيطان قطعه أو جدله، وقال للبويطي: أنت تموت في الحديد".
وقال النووي في المجموع 1/106: البويطي والمزني أجل أصحاب الشافعي. وقال في روضة الطالبين 11/112: هو أجل من الربيع، وأقدم من المزني، وأخص بالشافعي منه.



مختصر البويطي

لأبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي (231هـ)

تحقيق: أيمن بن نصار بن نايف السلايمة

إشراف: أ.د. حمد بن حماد الحماد

رسالة علمية مقدمة لنيل درجة الماجستير



رابط مباشر للكتاب (هنا)

صفحة التحميل
https://archive.org/details/albowaiti


المصدر الذي أفدت منه الكتاب لمن أراده بدقة أعلى (هنا)

وهنا صفحة عرض الكتاب في الموقع
http://libback.uqu.edu.sa:81/ArcMate...utxt/13257.pdf



وهذا الموقع ليس فيه إلا عرض الكتاب فقط, ولا يسمح بتحميله, فقمت بتصوير صفحاته بأعلى دقة ممكنة -وهي مع ذلك دقة منخفضة-, ونسقتها في ملف (pdf) وفهرسته فهرسة خفيفة.

اسأل الله عز وجل أن ينفع به, وبالله التوفيق