أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
هل ثبت النهي عن البول في الجحرة ؟؟؟
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله الإ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله – صلى الله عليه وسلم أما بعد :فهذا تخريج مختصر لحديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والغرض هو الإيضاح بأنه ثبت النهي عن البول في الجحرة من نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والحكم الذي أفاده متفق عليه كما قاله الإمام النووي .
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْجُحْرِ»، قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ؟ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ
رواه أبوداود (29) والنسائي (34) وأحمد (34\372) الرسالة وغيرهم
وقد أعل بالحديث علتين وكلا العلتين مردودة كما ستراه واضحا بإذن الله فأقول :
الأولى : قتادة لم يسمع من عبد الله بن سرجس والجواب :
قال الحافظ العلائى في «جامع التحصيل» (ص225) : «وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس وزاد ابن المديني: أبا الطفيل» .
قال أبو حاتم الرازي ـ رحمه الله : «ولم يلق قتادة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أنساً، وعبد الله بن سرجس» كما في «المراسيل» (640) لابن أبي حاتم
فعلى هذا فقد أثبت سماعه منه جماعة من أهل العلم كعلي بن المديني وأبي حاتم وأبي زرعة وأحمد في رواية وأبي حاتم فعلى هذا فالقاعدة : أن المثبت مقدم على النافي لأن مع المثبت زيادة علم ومن علم حجة على من لم يعلم .
«التلخيص الحبير» رقم (134) ، «جامع التَّحصيل» للعلائي ص (254) والبدر المنير

العلة الثانية : عنعنة قتادة
قال العلامة الألباني – رحمه الله - :
وضعفه المعلق على "المنتخب " بعنعنة قتادة! غير مبال بجريان العمل على الاحتجاج به عند الأئمة الستة وغيرهم، ومنهم الشيخان، فقد مشيا عنعنته في أحاديث كثيرة، وهذا منها على ما سأبينه، وذلك لقلة تدليسه في جملة أحاديثه الكثيرة، فقد كان من الحفاظ الأثبات. وقد أشار إلى ذلك الحافظ في "مقدمة الفتح " بقوله (ص 436) :
"التابعي الجليل، أحد الأثبات المشهورين، كان يضرب به المثل في الحفظ؛ إلا أنه ربما دلس، احتج به الجماعة".
ولذلك اقتصر في "التقريب " على قوله فيه:
"ثقة ثبت ".
قلت: فمثله يغتفر تدليسه- والله أعلم- وبخاصة إذا عنعن عمن سمع منه كثيراً كأنس، فلا يعل حديثه عنه إلا إذا ضاق الأمر، وكان هناك ما يؤكد تدليسه.
وقال أيضا :
وذلك منهما إشعار بعدم اعتدادهما بعنعنة قتادة؛ فإنه كان معروفاً بالتدليس، ولعل ذلك لأنه كان لا يدلس إلا عن ثقة، كما نقله العلائي في "التحصيل " ص (112) ، أو لقلة تدليسه؛
راجع في بحث نفيس الصحيحة ( 7\1738\4034) و (7\1052)
فائدة : عبد الله بْن سرجس الْمُزْنِيّ، قال ابن عبد البر – رحمه الله - :
قال عَاصِم الأحول: عَبْد اللَّهِ بْن سرجس رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يكن لَهُ صحبة
وقال أَبُو عُمَر: لا يختلفون فِي ذكره فِي الصحابة، ويقولون: لَهُ صحبة على مذهبهم فِي اللقاء والرؤية والسماع، وأما عَاصِم الأحول فأحسبه أراد الصحبة التي يذهب إليها العلماء، وأولئك قليل . الإستيعاب (3\916)
قال الذهبي : فَأَمَّا قَوْلُ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ: إِنِّ عَبْدَ اللهِ بنَ سَرْجِسَ رَأَى رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ؛ فَإِنَّهُ أَرَادَ الصُّحْبَةَ الَّتِي يَذْهَبُ إِلَيْهَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَغَيْرُهُ مِنْ طُولِ المُصَاحَبَةِ - وَاللهُ أَعْلَمُ سير أعلام النبلاء (3\426)


من صححه من العلماء
قال ابن ملقن في البدر المنير (2\321): هَذَا الحَدِيث صَحِيح وصححه ابن خزيمة وابن السكن وقال الحاكم : ، هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَلَعَلَّ مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَذْكُرْ سَمَاعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، وَلَيْسَ هَذَا بِمُسْتَبْعَدٍ، فَقَدْ سَمِعَ قَتَادَةُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَدِيثِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ وَهُوَ مِنْ سَاكِنِي الْبَصْرَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ» ووافقه الذهبي وصححه النووي في المجموع وخلاصة الأحكام والسيوطي والمناوي في التيسير

وقال الشوكاني في السيل الجرار( 1\44) : وإسناده صحيح وكل رجاله ثقات
وصححه الشيخ مقبل الوادعي وقال العلامة العثيمين : وأقلُّ أحواله أن يكون حسناً؛ لأنَّ العلماء قَبِلوه، واحتجُّوا به.
الشرح الممتع (1\120)
فائدة : الحديث ليس على شرط الشيخين ولا على شرط أحدهما

ما يؤخذ من الحديث
قال النووي في المجموع (2\ 86) : فَالثَّقْبُ مَا اسْتَدَارَ وَهُوَ الْجُحْرُ الْمَذْكُورُ فِي الْحَدِيثِ وَالسَّرَبُ مَا كَانَ مُسْتَطِيلًا: وعبد الله بن سرجس من بنى بَصْرِيٌّ وَأَبُوهُ سَرْجِسُ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ وَآخِرُهُ سِينٌ أُخْرَى لَا يَنْصَرِفُ: وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْمُصَنِّفُ مِنْ الْكَرَاهَةِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وهي كراهة تنزيه وَاَللَّهُ أَعْلَمُ *
وَقَال الْبُجَيْرِمِيُّ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: يَظْهَرُ تَحْرِيمُهُ إِذَا غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّ بِهِ حَيَوَانًا مُحْتَرَمًا يَتَأَذَّى أَوْ يَهْلِكُ بِهِ
حاشيته على شرح المنهج 1 / 63
قال في الإنصاف(1\97) :
تَنْبِيهٌ: قَوْلُهُ (وَلَا يَبُولُ فِي شِقٍّ وَلَا سَرَبٍ) يَعْنِي: يُكْرَهُ بِلَا نِزَاعٍ أَعْلَمُهُ
قال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين : أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ، وَمَا ذَاكَ إلَّا لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ ذَرِيعَةً إلَى خُرُوجِ حَيَوَانٍ يُؤْذِيه، وَقَدْ يَكُونُ مِنْ مَسَاكِنِ الْجِنِّ فَيُؤْذِيهِمْ بِالْبَوْلِ، فَرُبَّمَا آذَوْهُ.(3\ 117)
قال إبراهيم بن ضويان رحمه الله تعالى: وروي أن سعد بن عبادة بال في جحر بالشام، ثم استلقى ميتاً " منار السبيل (1\19)
قال أبو عمر بن عبد البر : ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول- ولا يرون أحدا:
قتلنا سيّد الخزرج ... سعد بن عباده
رميناه بسهم ... فلم يخط فؤاده
ويقَالَ: أن الجن قتلته.
الإستيعاب (2\ 599)
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله الا الله وأستغفرك وأتوب إليك
كتبه أبو عبد الله سليمان بن أحمد العبدلي – حفظه الله تعالى –
المحرم \1435