أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال أبو نعيم في الحلية حدثنا عمر بن أحمد ابن عثمان قال : حدثنا عبدالله سليمان بن الاشعب قال : حدثنا أحمد بن حرملة عن ابن وهب قال : حدثنا عمي عبدالله بن وهب عن عطاف بن خالد عن ابن حرملة من ابن أبي وداعة قال :
كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً ، فلما جئته قال : أين كنت ؟!
قال : توفيت أهلي فاشتغلت بها .
فقال : ألا أخبرتنا فشهدناها ؟
قال : ثم أردت أن أقوم ، فقال : هل استحدثت امرأة ؟؟
فقلت : يرحمك الله ، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟؟!
فقال : أنا .
فقلت : أوتفعل ؟
قال : نعم .
ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين ـ أو قال : ثلاثة ـ قال : فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح ، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين ، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي ، واسترحت ، وكنت وحدي صائماً فقدمت عشائي أفطر كان خبزاً وزيتاً ، فإذا بآت يقرع ،
فقلت : من هذا ؟
قال : سعيد .
قال : فأفكرت في كل انسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد ، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب ، فظنت أنه قد بدا له فقلت : يا أبا محمد ، ألا أرسلت إلي فآتيك ؟!
قال : لأنت أحق أن تؤتى .
قال : قلت : فما تأمر ؟
قال : إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك .
فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء ، فاستوثقت من الباب ثم قدمتها إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح ، فرميت الجيران ، فجاؤوني ، فقالوا : ما شأنك ؟
قلت : ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة ؟
فقالوا : سعيد بن المسيب زوجك ؟
قلت : نعم ، وها هي في الدار .
قال : فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت ، وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاية أيام .
قال : فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها ، فإذا هي من أجمل الناس ، وإذا هي أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج . قال : فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه ، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيداً وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس ، فلما لم يبق غيري ، قال : ما حال ذلك الإنسان ؟ قلت : خيراً يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو . قال : إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم .

قلت: قد صار إلى منزل يملكه فهو أغنى من كثير من طلبة العلم في زماننا
يسر الله أمورهم جميعا