العطلة الصيفية
أهمية الوقت :
لا يخفى على أحد أهمية الوقت في حياة الأفراد والأمم ولا سيما نحن العرب والمسلمين الذي نستمد ثقافتنا من هذا الدين الحنيف
فقد أقسم الله بالوقت {وَالْعَصْرِ}, {وَالضُّحَى},
فالوقت هو رأس ماله الذي يتاجر به ويرابح.
خطورة الفراغ:
ليس هناك خطر يداهم شبابنا وبناتنا كما يداهمهم الفراغ ذلك أن الفراغ مفسدة
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أية مفسدة
إذا أردت أن تعرف قيمة الأمة ومدى اهتماماتها فانظر إليها في وقت فراغها ماذا تفعل
الفراغ خطر للأمور التالية :
1- يورث الملل والضجر
2- يورث الكسل
3- يورث الأخلاق السيئة
4- يورث البحث عن طرق لإضاعة الوقت
5- يورث المعصية
6- يورث عدم التوازن النفسي
7- النمو الجنسي قبل الأوان
للاستزادة راجع (مؤلفات د . عبد الكريم بكار )
أهمية الاستجمام
وعلى الرغم من أن الإسلام أكد على الوقت وأهميته إلى أنه لم ينس حاجات الإنسان إلى الراحة والاستجمام والترويح عن النفس
؛؛؛؛، ولكن يا حنظلة ساعةً وساعة . ثلاث مرات . رواه مسلم .
( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [القصص: 77]
يقول ابن الجوزي رحمه الله: "ولقد رأيت الإنسان قد حُمّل من التكاليف أمورًا صعبة، ومن أثقل ما حُمّل مداراة النفس وتكليفها الصبر عما تحب وعلى ما تكره، فرأيت الصواب قطع طريق الصبر بالتسلية والتلطف للنفس".
العطلة الصيفية طاقة معطلة:
يملك العرب والمسلمون طاقات في أيديهم لا يدركونها ولا يستثمرونها الاستثمار الأمثل ومن هذه الطاقات طاقة الفراغ (العطلة الصيفية)
فالإسلام جعل صاحب طاقتي الفراغ والصحة مغبون عند الناس لانه يملك وقتا كافيا لينجز ما لا يستطيع أصحاب المشاغل فعله "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"
فالعطلة الصيفية طاقة معطلة عند كثير من الناس فهو يقضيها عبثا ولهوا ودفعا للوقت يقول ابن الجوزي "رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمن دفعا عجيبا إن طال الليل فبحديث لاينفع, وإن طال النهار فبالنوم أو في الأسواق. ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود. فالله الله في مواسم العمر والبدار البدار قبل الفوات استشهدوا العلم ونافسوا الزمان"
فأين يضيع هذا الوقت النفيس عند طلابنا وأبنائنا :
1- النوووووووووووووووووووم: 30 % من وقت الفراغ الذي قدر ب13 ساعة يوميا
2- مشاهدة الفضائيات المتنوعة: 42% من وقت الفراغ الذي قدر ب13 ساعة يوميا
3- الانترررررررررررررررنت
4- ممارسة ومشاهدة الرياضة
5- المشي في الشواررررررع
6- الوقوف على شرفات المنازل وأبواب البيوت
وسائل عملية للاستفادة من العطلة الصيفية:
1- زيارة المشاهير (العلماء, الصالحون, الأدباء):
"ولقد لوحظ باستبيان أجري على شريحة من المشاهير لوحظ أن 63% منهم كانوا قد زاروا مشاهير في صغرهم" صناعة القائد
2- زيارة الأقارب:
3- الرياضة:
فالرياضة انبعاث للحياة من جديد, وتجديد للفكر وطرح للوهن والكسل.
ومن العجب العجاب أن الآباء لا ينتبهون إلى هذا الأمر الحيوي والمهم في حياة أولادهم.
4- كتابة المذكرات:
ولقد أحسن أحد المدرسين للتربية الإسلامية عندما قال للطلاب يريد أن يشجعهم "أن النبي سيزوره الليل فطلب من كل طالب أن يكتب رسالة لهذا النبي صلى الله عليه وسلك فكانت المفاجأة التي قصها علينا وهو فرح يبكي وأنت سوف تبكي معه عندما تسمع وتقرأ ما كتبه الطلاب كرسالة لرسول الله : فأحدهم يقول أحبك يارسول الله متى أراك والآخر: معذرة يا رسول الله عما فعلته الدانمرك والثالث : يقول أنا لا أصلي وسأعدك أن أصلي وهكذا".
لقد فجرت الكتابة في نفوس اليافعين ما لم تفجره محاضرات وخطب ودروس.
5- تعلم حرفة للشباب وتدبير منزلي للبنات:
أشد الناس تقصيرا في تعليم أولادهم للحرف هم العرب بشكل عام, فالعرب بطبيعتهم يميلون للتجارة كقريش وسبأ, بينما كانت الصناعة تنتشر عند غيرهم من الفرس والروم والموالي.
إن تعليم الأولاد حرفة معينة في العطلة الصفية له فوائده الجمة منها:
• الاستفادة منها كمصدر رزق في المستقبل.
• التعامل مع الأمور بشكل عملي مما يوسع أفقه ويبعده عن التنظير.
• الابتعاد عن الكسل.
• تكسبه معارف جيدة.
• وتمنحه صداقات جديدة.
وما يقال للشباب يقال للفتيات من حيث ضرورة تعليمهن التدبير المنزلي السليم وكيفية تربية الأولاد, وكيفية إضفاء لمسات الجمال على البيت مما لا تسمح الفترة الدراسية بالوقت ليتعلمنه.
6- المطالعة:
يعتقد كثير من الأسر أن الإجازة هي فسحة للابتعاد عن الدراسة والثقافة والعلم، وأنها فرصة ليتخلى الشاب أو الفتاة عن أي شيء له علاقة بالعلم.
إذ يلاحظ على الطلاب هجرانهم للقراءة بمجرد انتهاء الامتحانات، وسبب هذا يعود إلى أن الطالب لم يدرك أهمية القراءة ودورها في بناء شخصيته وتنمية ثقافته، فالطالب من نعومة أظفاره يطلب منه أن يحفظ دروسه فقط، فليس في حياته أن هناك قراءة خارج المدرسة فلم يتعود أن يهدى له كتاب أو أن يشتري كتاب حتى إنه لم يتعود أن يرى والداه وأهل بيته وفي أيديهم كتاب يقرؤونه أم مجلة علمية يطالعونها.
يجب أن يعلم الطلاب وآباؤهم أن المدرسة ليست المصدر الوحيد للعلم، وليست فصولها الأوقات الوحيدة لمتابعة الدروس بالعكس، يوجد الكثير من المشاريع العلمية التي يصعب إجراؤها في أوقات الدراسة، بسبب انشغال الطلاب بالتحصيل العلمي الإلزامي.
يقول د. بكار "ماالفرق بين المتعلم والأمي إذا كان كلاهما لا يقرأ".
القراءة بداية رسالتنا نحن العرب والمسلمين ومع ذلك فنحن أبعد الناس عن القراءة.
مما يساعد على القراءة
1. وجود مكتبة في البيت ولو صغيرة.
2. تخفيف مشاهدة الفضائيات التي تستهلك الوقت الكبير.
3. السماح للطفل وللشاب بطرح ما فهمه مما قرأه أمام والديه وإخوانه مما يشجعه على متابعة القراءة.
إن قراءة كل يوم خمسة أحاديث هذا يعني أننا نقرأ في الشهر مائة وخمسون حديثا.
وقراءة نصف ساعة في اليوم يعني قراءة خمسة عشر ساعة أسبوعيا ومائة وثمانون ساعة سنويا فإذا علمت أن الكتاب المتوسط الحجم يحتاج إلى عشر ساعات لقراءته فإنك ستقرأ في العام الواحد ثمانية عشر كتابا.
(راجع القراءة المثمرة لـ دعبد الكريم بكار والخطة البراقة للخالدي)
7- المشروع الشخصي:
يقصد بالمشروع الشخصي هو شيء يكرس الشخص له حياته أو معظم حياته كما قال د. بكار وبمعنى آخر لا بد أن يزرع الآباء في نفوس أولادهم مشروعات مختلفة ليبدعوا بها ومن ثم يحولوها تطبيقا عمليا على أرض الواقع.
لقد كان حلم البخاري أن يجمع الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغرق في هذا العمل ستة عشر سنة.
والذي نقل تقنية صنع المحركات على اليابان مكث ثماني سنوات وهو يفك محركات السيارات في ألمانيا ثم يطبقها حتى استطاع بعد ذلك من حفظ كل قطعة في المحرك وطريقة صنعها ومكان تركيبها.
وكان حلم د. فاضل السامرائي أن يجمع كتابا في معاني النحو فاستغرق عشرة أعوام في ذلك.
وكان حلم أديسون أن يخترع مصابحا مضيئا فاستغرق بذلك 2990 تجربة فاشلة حتى أنار معه المصباح الكهربائي.
أمثلة عن المشاريع الشخصية:
- حفظ القرآن الكريم
- حفظ السنة النبوية الشريفة (البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو داود)
- الاتجاه لأن يكون حجة في النحو فيحظ الألفية ويقرأ فقه اللغة وتاج العروس وغيرهم
- الاتجاه إلى تعلم صناعات جديدة ترفد تقدم بلده وازدهارها
- التوجه لابتكار حلول لكثير من مشاكل مجتمعه كمعالجة مشكلة البطالة , و مشكلة قلة المياه
(راجع التوازن في حياة المسلم للدكتور بكار )
والله الموفق
مقالة منقووولة مع بعض الحذف
أخوكم/ محب الإسلام