مَدخل
.
.
.
عندما يَنزفُ قلبي بـٍ طول المَدى
وَيجتاحُنى الصَمت والإبهام المُطلق
أقفُ وَحيداً في هذة الدُنيا ، دون ستُرة
او عبائة تَصُد عَن صدري
سهام الوجع المُتكالبة ..
حتي عيني ..
تُصيبها العمى " والا أبصار "
ربما لأننَى فقدتُ أبي الحنون
مُنذ ولادتى " البائسة "
فَتعثرتُ وتخبطتُ وتهاويت
في دنُيا كبيرة ..
لا تمُيز بين يتيم .. وسعيد
أو حتي شهيد .. وعميل
25 عام قضيتُ نَحبهم
وانا اعيشُ بلا أبً يرعانى ويَقف بجانبي
عندما تشتدُ بي الدنيا الواسعة
وتضيق دائرتها حول عنقى
حتي الأصدقاء الـ مُخلصين اندثروا
وتلاشو في دنيا المصالح الذاتية ...
بحثتُ عن الحُب الأسطوري
كـ آي شٌاب آخر .. يحلُم بلسعادة
وبلحظات العشق الأولى
فـ أمطرتنى سماها بـ الوجع
25 عاماً وانا اتطلع
لــٍ لحظة سعادة فقط تحتويني
ولكن كعادتى .. فشلتُ وَ تعثرت
في كُل الـ مَحطات
التي توقفَ عندها " قطاري "
لأظلُ أنا
.
.
..
...:: اليـتيم ::..
الذي فَفد أحساسةُ بكُل شيئ
بـٍ الحُب .. والامان .. والعطف
كل شيئ أنتهى ولم يبقي
سوي الأهات
وعذاب ايامي الفائتات
لقد مضي عمري هباءً
مضي كالبرق الساطع
التي تحركه مشاعر مكبوتة
كما يحركـ ملايين البشر هذه الحياة
اشعر بأنني ولدتُ من عمق الـ جراح
ورضعتُ الدمع من ثدي الهموم
لحظات سعادتي قليلة بلـ معدودة
اقسم بأنني لا أذكرها . ولا أريد أن اذكرها
لأنني أدمنتُ هذة الحياة اليومية
التي تبدأ شمسُها بـٍ دمع
وينتهي فمرُها بــٍ جرح .!
سنوات عمري تمضي
كل عاماً منها تقربني للنهايه
ولكن أي نهاية تلكـ ، إنها نهاية البداية
نهاية الدنيا ، وبداية الحياة الأبدية
حياة بلا نهاية ، ماذا أعددت لها
لاشيء ، ولن أكون شيئا أبدا
..
.
..
فـ سأمحنى يا أبي
لانني لن أتلو علي قبركـ
أيات الطمأنينة
سامحنى لـ فشلي الزريع في دنياكــ ..؟
التي تمنيتها لي قبل الولاده
يقولون .. ( الذي يُنجب لا يمُت )
جاهل من قال هذه العبارة ..
فانا لم أبثُ الروح بكَ لتعيش .
لانني ولدتُ مُحاط بـ/ الحزن ..
كُنت دووماً أحسد رفاقى
كلما لمحتُ ابائهم بجانبهم
يلعبون .. ويتسامرون . ويسافرون
حتي عندما يأتيني أحدهم مشتكياً ..
لضرب ابيه المُبرح لهُ .. أبتسم
واقول في نفسي .. ليت أبي موجود
ليضربنى كل يوم ألف مره ..
ولكنى وجدتُ نفسي يتيما
محروماً من عطفك وحنانك يا أبي
أسير دون أختياري
بــ رحلة سيرُها الوجع ..
مليئه دروبها بــ الاشواكـ
نعم اسير وحدى
لا قلبا يهز صدرى
لاوقعا لخطى سيرى
لادليل ليخط دربى
لارفيق لاصديق
ليس لي شيئاً
سوي صمتى
وشرودى وحزنى
حاولت ان اعيش يا ابي
في هذة الدنيا الضيقة
حاولت ان اكون كباقي البشر
أعشق ، أهيم ، اغنى ...
ولكن سرعان ما اجد نفسي
مصطدم بواقع مُر
هوا بأننى حقا " يتيم "
لتتحطم تلكـ الاحلام
تتواري تلكـ الفرحه
تتهاوى تلكـ الامنيات
لأعود من جديد . لقبركـ
أعود إليه وأغيب معه
اغسلةُ بدموع الضعف والحزن
خذنى بجانبكــ يا ابي .. لا أريد الحياة
لما انجبتنى . ورحلت ...؟
لما تركتنى أحتسى الحرمان
برحيلكــ تكسرت ، وتهت
واصبح لا اعرف للغد مكان
لا تغضب يا ابي أرجوكـ .
فـ هناكـ أمور أكبر من قدرتي
هناكـ نهاية لعالمى مثل عالمكـ
ضيق هوَ عالمي ومظلم هوَعالمكـ
جارح هوَ عالمى وموحش هوَ عالمكـ
فلا تَغضب يا ابي ارجوكــ
علي قُربان موتى السريري ..!
..
.
..
أما انتِ يا سيدة النساء
وتاج العفه والدلال ..
كُنتِ لي الأم . والوطن .. والروح
يا من سهرتى .. وبكيتى لله شكوى مرضى ..
قولي لي بلله عليكِ ..
بأي الكلمات ابتدءُ حديثي اليكِ ..
وأي حنيناً أسكبةُ داخل السطور
وكل الحروف تَقف عاجزة
عند مشارف عيناكِ
سامحيني يأ أمى .. سامحيني
لأنني خَذلتُكِ بكل شيئ
فـ مُنذ ميلادي من رحمكــ
وانا احاول ان أجعل
كل ما فيني طوع رضائكِ
مهما كان بعيداً عن مشاعري
وعن ذاتي وعن كل هذا
الكون بأجمعة
حاولت بان ارضيكِ
وارضى الرب في نفسي
حاولت ان اتفوق بدراستى ...
وأعيش حياة ملونة كـ باقى الاطفال
حاولت ان أجعل كل الأحلام
تسير في خطى أمنياتكـ العظيمة
ولكن ثُمة شيئ بقى عالق بـ القلب
كـ خنجر مغروز في اعماقة ..!
هوا عدم نسيانى لفَقدان ابي ..
احتاجُة يا امى .. أحتاجة
وأحتاج ان اكون بجانبة
تَذكري ذات يوماً
عندما دخلت غرفتكِ
ووجدتُ دموعكِ الطاهرة
تنساب علي صورتة .؟
حينها انتابتنى رعشة ، هزت قلبي
لأبدأ من جديد بلـ/عويل والنواح
لا يا امى عُذراً .. لن اعيش مُجدداً
في عصور الا تكوين
فشمسي غربت وأنتهت
تحت جبروت سماء جامحه
لم ترحم وحدتى يوما ..
سامحينى أماة ..
فـ انا اخترت نهايتي
ولن اقلب كفاي أسفاً علي الفناء
..
.
..
" ومضة "
..
.
..
تلك الحروف التي كُتبت بلأعلى
شَخصت أحساس قديم وحلماً مُعتق
لـ فقدان اغلى البشر لـ قلبي ..!
فنثرتُ مشاعري علي الورقة
لأخففُ بـ/ الكتابة نزفى
ولإكمال رسم ملامح وجعي
وأشياء أخري باتت حبيسة
لـ/ قلبي الميت وأحساسي المُستقيل
صدقونى . اغلى حُب الارض
هوا حُب الوالدين ورضاهم ...!!
فاسكنوهم قُرة الأعين ..!
، ،
،
،
[align=center][/align]
رد مع اقتباس
