هذه ثلاث قصص قصيرة لكن فيها عبرة عجيبة .. اقرأوا واعتبروا إن شئتم .

الأولى :

في لبنان قبل سنوات كان هناك صلاة استسقاء - طبع الصلاة هناك ليست كما هنا جماعية بل كل بلد لوحده -
المهم رأى أحد النصارى الناس يخرجون للصلاة

فسأل النصراني المسلمين : إلى أين أنتم ذاهبين ؟
قالوا : لصلاة الإستسقاء وطلب الغيث .
فقال : إرجعوا وأريحوا أنفسكم فلن تغاثوا !!!
قالوا : ولماذا ؟!
فقال : لأنكم لم تظنوا بالله ظنآ حسنا وتحملون معكم مظلات المطر - الشمسية - !!!
فلو كنت مؤمنين بالله حقيقة لأخذتم معكم المظلات !

قلت : تمعنوا وهو نصراني ومع ذلك عرف علة المسلمين وهو سوء الظن بالله !
فاللهم رحمتك ورضاك وعفوك .


الثانية :

روى أحد الثقات أنه في يوم رؤى الشيخ ابن سَعْدي وهو ينظف ميزاب أحد الأسطح
فسُئل : يا شيخ لم تنظف الميزاب والجو صحو ؟!
فقال : ألا تعلمون أنه غدآ صلاة الإستسقاء ؟!!!
أُنظروا إلى قوة الإيمان وحسن الظن بالله ..

قلت : هكذا هم الرجال الصادقون، فاللهم ارزقنا حسن الظن فيك .


الثالثة :

رأى رجل في الحرم المدني رجلآ يصلي صلاة ولما انتهى رفع يديه إلى السماء ثم دعا ربه أن يغيث الناس
وأقسم على الله ثلاثآ أن ينزل الغيث
..
يقول الشاهد فوالله ما خرجنا إلا والغيوم تتجمع بالسماء ثم نزل المطر بغزارة !
يقول فتبعت الرجل حتى عرفت بيته وفي الغد رأيته يبيع أحذية عند المسجد الحرام !
فكلمته وقلت : جزاك الله خيرا على دعوتك بالأمس ، فقال وهل رأيتني ؟!!!
قلت : نعم .
يقول فطأطأ رأسه وذهب فلم أره في الغد ولا بعده !
فذهبت لداره لأسأل عنه فقال جيرانه منذ ثلاثة أيام حمل أغرضه وترك البيت !!!

قلت : أنظروا كيف يخفي المرء عمله ولو كان واحد منا لوقف عند الحرم وصوت أمام الناس وقال
أنا الذي دعيت بالأمس ونزل المطر !!

كثير منا يذهب فاقد الأمل بالله ويعيش في يأس بل يستهزئ بمن يتفاءل !
وهذا خطأ كبير.
والكثير لايذهب للصلاة أو يذهب فقط من أجل كسب الأجر ولم يحسن الظن بالله ويثق به وبرحمته.
وقس على ذلك أمور الأمة جمعاء فيجب علينا حسن الظن بربنا والتوكل عليه والثقة به وبنصره ..
فالله المستعان .

قال تعالى : {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ }فصلت23
نعوذ بالله من الخسران .

اللهم وفقنا لحسن الظن بك
و اهدنا وارحمنا وانصرنا وأغثنا يا أرحم الراحمين