أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دور الأهمية المعنوية في التفسير
قال تعالى" الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها "
يختلف المفسرون حول هذه الآية ، فمنهم من يرى أن السموات مرفوعة بغير عمد ، ومنهم من يرى أن السماوات مرفوعة بعمد لا نراها ،ولكن إذا كانت السماوات مرفوعة بغير عمد ، فلماذا وصف الله تعالى العمد بأنها غير مرئية ؟ وماذا يفيد وصفها بكونها مرئية أو غير مرئية إذا كانت غير موجودة أصلا ؟ وما الفائدة من وجود الصفة ؟ أما كان يكفي أن يقول الله تعالى :الله الذي رفع السموات بغير عمد ؟ وهل هي مساوية في المعنى لقوله تعالى: الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها "؟ الذي يبدو لي أن جملة : الله الذي رفع السموات بغير عمد ،تثبت عدم وجود العمد نهائيا ،أما جملة: " الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها " لا تنفي وجود العمد ،فالعمد موجود ،ولا تنفي وجود العمد غير المرئي ،وتنفي وجود العمد المرئي ،كما أن جملة " الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها " تساوي في المعنى جملة " الله الذي رفع السماوات بعمد لا ترونها " وإليك الدليل:
نقول :جئتك بغير كتاب .
ونقول:جئتك بغير كتاب تريده .
فالجملة الأولى تثبت عدم وجود الكتاب نهائيا ،أما الثانية فلا تنفي وجود كتاب ،بل تنفي المجيء بكتاب يريده المخاطب ،ولكنها لا تنفي مجيئه بكتاب آخر لا يريده المخاطب ، وتحتمل أن المتكلم قد جاء بكتاب لا يريده المخاطب ، ولهذا أقول:إن قول من قال بوجود العمد غير المرئية أصح من قول غيرهم ، وتقول النظريات العلمية الحديثة :إن السماء مرفوعة بواسطة الضغط الجوي ،وبقدرة الله طبعا ،ومن هنا أقول كذلك :إن الكلام يكون بحسب الأهمية عند المتكلم ، ولولا أهمية هذه الصفة ،لما ذكرها القرآن الكريم ،لأن كل كلمة فيه تُختار بعناية فائقة وتوضع في المكان الأنسب بناء على الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي.