إن الجهاز المناعي عند الإنسان يعمل على درء الأخطار والآثار الجانبية التي يتعرض لها الجسم ولكن إلى أي مدى يستطيع أن يستمر في هذا الدفاع ومدى الإرهاق الذي يعانيه !

سؤال ربما يخطر في ذهن الكثيرين وهو:

كيف كان يأكل الإنسان القديم؟ وماذا كان يأكل ؟

ولماذا لم نسمع عن أمراض كثيرة يعاني منها إنسان اليوم كالسرطان وأمراض القلب والجلطات ومرض السكري؟


لقد أمضى الإنسان القديم 3.950.000 سنة وهو يتناول الأطعمة النيئة ( الحية ) قبل اكتشافه النار في آخر 50.000 سنة من عمره على الأرض، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الجهاز الهضمي عند الإنسان مهيأ ليعمل على هضم الأطعمة البسيطة والتي تحتوي على أنزيمات كثيرة، فالأطعمة المطهوة تستنفذ احتياطي الأنزيمات في أجسامنا وعند نقصها يبدأ الجهاز المناعي بالضعف.

وشاهدنا على ذلك الدكتور الباحث ادوارد هويل وهو من أوائل الباحثين في مجال التغذية والذي أمضى خمسين عاماً في دراسة الأنزيمات وتوصل إلى أن معظم المشاكل الفيزيائية التي نعاني منها تعود إلى سبب واحد وهو الطعام غير المهضوم بشكل كامل وذلك بسبب قلة الأنزيمات فيها، حيث أنه بعد عملية المضغ يصل الطعام إلى القسم العلوي للمعدة عبر المري ويبقى هناك من 45 إلى 60 دقيقة حيث تعمل الأنزيمات الخارجية المحتواة ضمن الطعام على تفكيكه، وبعد ذلك ينتقل الطعام نصف المهضوم إلى القسم السفلي للمعدة حيث يتم إفراز عصارة البنكرياس والخمائر الهاضمة والحموض السائلة لتكمل عملية الهضم.


والسؤال المهم هنا هو:

ماذا يحدث في حال لم تنتاول أنزيمات مع الطعام ؟

الجواب بسيط جداً :

في المرحلة الأولى أي في الساعة الأولى من عملية الهضم سيبقى الطعام في الجزء العلوي من المعدة بدون أي عملية تفكيك وهذا ما يشعرنا بالتخمة، ويجب ملاحظة أن البعض يعمل على شرب مشروبات غازية لتشعره بالراحة ظناً منهم أنها تساعد على الهضم ولكن ما يحدث فعلاً هو أن الغاز الموجود ضمن المشروب يتمدد داخل المعدة وبالتالي تتمدد المعدة فينزل منسوب الأكل فيشعر بالراحة! وبعد انتهاء تلك المرحلة ينتقل الطعام إلى الجزء الأسفل من المعدة لتقوم أنزيمات الجسم بتفكيك هذا الطعام !! وبالتالي فإننا نستهلك ضعف كمية الأنزيمات التي يجب أن نستهلكها في حالة وجود أنزيمات ضمن الطعام .

وحيث أن كمية الأنزيمات في جسم الإنسان محدودة فإما أن نستهلكها خلال نصف الزمن المقدر لها وهذا ما يسبب الشيخوخة المبكرة وظهور أمراض كثيرة بشكل مفاجئ أو أن ندخرها لتعمل على كامل الفترة الزمنية المقدرة لها وبذلك نطيل مرحلة النشاط والحيوية أكبر قدر ممكن .

ومن الدلائل التي تشير على ما ذكرنا أن معظم المعمرين أناس نباتيون أو يعيشون في الأرياف حيث عاداتهم الغذائية تتضمن خضراوات وفواكه طازجة بشكل كبير .

ومن الأدلة والإثباتات أيضاً تجربة أجريت في مشفى ميشيل ديز في شيكاغو على مجموعتين من الأشخاص، المجموعة الأولى كانت أعمارهم تتراوح من 21 – 31 سنة والثانية تتراوح أعمارهم من 69 – 100 سنة .


أفادت نتائج هذه التجربة بأن المجموعة الأولى الأصغر سناً كان لديهم (( 30 ضعف )) من أنزيم ألفا أميلاس ( الذي يفكك الكربوهيدرات ) في لعابهم عن الأشخاص الأكبر سناً .

وهذا هو تفسير الشيخوخة المبكرة لدى الشباب والوهن والضعف الذي يصابون به بسبب تناولهم مختلف الأطعمة دون مراعاة كم سيفقدون من احتياطي الأنزيمات لديهم ، كما أن جسم الإنسان لا ينتج كافة الأنزيمات التي يحتاجها وإنما يعتمد على مصادر خارجية لتدعمه بها .

ونعود إلى القمح المبرعم ونسأل ماهي الأنزيمات الموجودة فيه والتي يحتاجها جسم الانسان لاستمرار حيويته ونشاطه؟

1. أنزيم بروتيز Protise :
وهو يعمل على هضم البروتين ونقصه يسبب القلق – انخفاض في سكر الدم – أمراض الكلى – احتباس السوائل في الجسم – انخفاض القدرة المناعية – الإصابة بالبكتريا والفيروسات – الإصابة بالسرطان – التهاب الزائدة – مشاكل عظمية ... الخ


2. أنزيم أميلاس Amilase :
ويعمل على هضم الكربوهيدرات ونقصه يسبب الأمراض الجلدية (الطفح الجلدي ) أمراض الكبد والبنكرياس والمثانة .


3. ليباز Lipase :
يعمل على هضم الدهون ونقصه يسبب ارتفاع الكولسترول والبدانة – داء السكري – أمراض القلب الوعائية – ضغط الدم العالي – الإجهاد المزمن – تشنج الكولون – الدوار


4. سللولاز Cellulase :
يعمل على هضم الألياف ونقصه يسبب الغازات – النفخة – حساسية شديدة لبعض الأطعمة – آلام في الوجه.... ويجب الانتباه إلى أن تناول هذا الأنزيم هام جداً بسبب أن جسم الإنسان لاينتجه من تلقاء ذاته .

5. أنزيم فيتاز Phytase :
وهو يعمل على هضم الكربوهيدرات الموجودة في الحبوب والبقوليات , وهو يزيد من قدرة الجسم على امتصاص المعادن ( حديد – زنك – كالسيوم – مغنزيوم )
إضافة إلى أنزيمات أخرى ( Catalse – Methione reductase – super oxide dismutase )

إذاً لدينا الخيار أن نقدم للجسم القدرة على الوقاية والإصلاح بدلا من أن ندعه يستنفذ الطاقة والأنزيمات التي يمتلكها، وخيارنا هذا سيحدد العامل الأساسي في استمرار حياتنا لفترة أطول مع صحة أفضل .