في اطار التغيير التكنولوجي السريع يواجه النظام التعليمي بتحديات تتمثل في ضرورة تقديم فرص تعليمية متزايدة دون زيادة النفقات والكثير من المؤسسات التعليمية تواجه هذا التحدي من خلال وضع برامج التعليم عن بعد.
وعلى المستوى البدائي للتعريف فأن التعليم عن بعد يحدث حينما يكون المعلم والطالب تفصل بينهما مساحة مكانية ووسيلة تكنولوجية سواء (صوتية – مرئية – عن طريق البيانات أو الطباعة) وذلك من أجل ملئ الفجوة التعليمية. وهذه الانماط من البرامج يمكن أن تمد الكبار بفرصة أخرى للتعليم الجامعي. وان تصل إلى من لا يسمح وقتهم أو بعدهم المكاني أو إعاقتهم البدنية بمواصلة التعليم كما يمكنها أن تحدث قاعدة المعلومات للعاملين في أماكن عملهم.
تعريف التعلم الإلكتروني:
يمكن تعريف التعلم الإلكتروني بأنه التعلم الذي يتم باستخدام أجهزة الحواسيب ووسائل الاتصال الحديثة مثل شبكات الحاسوب ووسائطه وطريق بحث ومكتبات إلكترونية وكذلك مواقع الانترنت وقد يتم التعلم الإلكتروني في غرفة الصف أو من أي مكان آخر.
أنواع التعلم الإلكتروني:
1- التعلم الإلكتروني المباشر:
يقوم الطلبة بالدخول إلى الموقع بالوقت نفسه ويتابعون ما يجري دون الحاجة إلى السفر والانتقال إلى مكان بعيد حيث يشاهدون محاضرة بالصوت والصورة مباشرة مثل المؤتمرات المرئية والصوتية.
2- التعلم الإلكتروني غير المباشر:
يحصل المتعلم على دروسه وفق برنامج دراسي يتناسب مع ظروفه عن طريق توظيف بعض تقنيات التعلم الإلكتروني قبل المواقع الإلكترونية والبريد الإلكتروني حيث يقوم الطالب بحفظ المادة التعليمية على جهازه ثم يقوم بعد ذلك بدراستها حسب الوقت المناسب له يوفر هذا النوع للطالب إمكانية التعلم والوقت المناسب له.
الفئات المستهدفة في التعلم الإلكتروني:
1- فئات المجتمع الذين فاتتهم فرصة التعلم:
التعلم الإلكتروني يعيد الأمل إلى الكثيرين ممن يرغبون في التعلم.
2- ربات البيوت
أتاح التعلم الإلكتروني إمكانية مواصلة التعلم الإلكتروني لربات البيوت.
3- الموظفون
4- ذوو الاحتياجات الخاصة
وسائل التعلم الإلكتروني:
1- الأقراص المدمجة (dvd) و (cd-rom)
يتم تجهيز المادة التعليمية على القرص المدمج حيث يمكن ان تكون على شكل فيلم مرئي أو صور متحركة او على شكل مجموعة من النصوص مرفقة بالصور وتمتاز الأقراص المدمجة بإمكانية الوصول إلى المعلومات المخزنة فيها بسرعة كبيرة وتكلفة منخفضة إلا أن عملية التحديث للمادة الموجودة على الأقراص المدمجة تتطلب الحصول على أقراص مدمجة جديدة.
2- الشبكة الداخلية:
حيث ترتبط أجهزة الحاسوب مع بعضها البعض في المؤسسة نفسها لتمكن المعلم من إرسال المادة الدراسية إلى كافة أجهزة المختبر.
3- شبكة الانترنت:
تقوم بعض مواقع الانترنت خدمات تعليمية متكاملة تؤدي في نهاية عملية التعليم إلى الحصول على شهادة علمية معترف بها دولياً من خلال مواقع الانترنت بها دولياً من خلال مواقع الانترنت التعليمية والمدرسة الافتراضية والجامعة الافتراضية.
أ- مواقع الانترنت التعليمية:
يتم تقديم المواد الدراسية من خلال مواقع المؤسسات التعليمية على الانترنت حيث يكون الدخول متاحاً للمتعلمين.
ب- المدرسة الافتراضية:
هي مدرسة شبيهة بالمدرسة التقليدية وتعتمد على عدد من التقنيات مثل المؤتمرات المرئية ومواقع الانترنت.
جـ- الجامعة الافتراضية:
هي الجامعة التي تقوّم المواد الدراسية من خلال الانترنت وتعتبر جامعة فينكس جامعة افتراضية بشكل كامل.
د- الكتاب الإلكتروني:
هو كتاب في صيغ رقمية يمكن قراءاته من خلال جهاز.
فوائد التعليم الإلكتروني:
1- المرونة.
2- تعلم ممتع.
3- تحديث المحتوى بشكل مستمر.
4- مراعاة الفروق الفردية.
5- زيادة التفاعل.
6- تقليل الأعباء الإدارية بالنسبة للمعلم.
7- تقليل الرهبة والخجل لدى المتعلم.
معيقات التعلم الإلكتروني:
1- الحاجة إلى ادوات وخدمات تقنية.
2- غياب التفاعل المباشر بين المعلم والطالب.
3- صعوبة تقييم الطلبة.
4- الحاجة إلى تدريب المعلمين.
كيف يتم تقديم التعليم عن بعد؟
هناك نطاق واسع من الخيارات التكنولوجية المتاحة للمعلم عن بعد. وهي تنقسم إلى أربعة فئات رئيسية:
1- الصـــــوت:
وتشتمل الوسائل الصوتية التعليمية على التكنولوجيات المتفاعلة للتليفون والمؤتمرات الصوتية واللاسلكي القصير الموجه.
أما الوسائل الصوتية السلبية (أي ذات الاتجاه الواحد) فأنها تشتمل على الشرائط والأذاعة.
2- الفيديــــو:
تشتمل الوسائل التعليمية المرئية على الصور الساكنة مثل عرض الشرائح والصور المتحركة السابقة التجهيز مثل (افلام وشرائط الفيديو والصور المتحركة الحية المصحوبة بالمؤتمرات الصوتية. فيديو ارسال واستقبال وصوت ارسال واستقبال.
3- البيانــــات:
اجهزة كمبيوتر ترسل وتستقبل البيانات إلكترونياً. لهذا السبب يتم استخدام مصطلح (بيانات) من أجل وصف هذه الفئة العريضة من الأدوات التعليمية. وتطبيقات الكمبيوتر في التعليم عن بعد متنوعة وتشتمل على التعليم المساعد بالكمبيوتر والذي يتضمن استخدام الكمبيوتر كأداة تدريس ذاتي لتقديم دروس منفردة واستخدام الكمبيوتر لتنظيم التعليم وتتبع تقدم الطلاب واستخدام الكمبيوتر لتسهيل توصيل الدروس التعليمية والذي يشتمل البريد الإلكتروني والفاكس والمؤتمرات والشبكة العالمية.
4- الطباعـــة:
هي عنصر اساسي في برامج التعليم عن بعد وقاعدة تنطلق منها كافة النظم الأخرى لتقديم الخدمة وهناك اشكال طباعة متعددة على المراجع وادلة الدراسة والكتب المنهجية والبرامج ودراسات الحالة.
دور المعلم في التعلم الإلكتروني:
قد يتبادر إلى من يقرأ عنوان الموضوع اننا بإدخال تقنية الحاسب والتعلم الإلكتروني نلغي دور المعلم في العملية التربوية التعليمية....
فالتعليم الإلكتروني لا يلغي دور المعلم بل يصبح دوره اكثر أهمية واكثر صعوبة فهو شخص مبدع ذو كفاءة عالية يدير العملية التعليمية باقتدار ويعمل على تحقيق طموحات التقدم والتقنية. لقد اصبحت مهنة المعلم مزيجاً من مهام القائد ومدير المشروع البحثي والناقد والموجه.
ولكي يكون دور المعلم فعالاً يجب أن يجمع بين التخصص والخبرة مؤهلاً تأهيلاً جيداً ومكتسباً الخبرة اللازمة لصقل تجربته في ضوء دقة التوجيه الفني. ولا يحتاج المعلمون إلى التدريب الرسمي وحسب بل والمستمر من زملائهم لمساعدتهم على تعلم افضل الطرق لتحقيق التكامل ما بين التكنولوجيا وبين تعليمهم. ولكي يصبح دور المعلم مهماً في توجيه طلابه الوجهة الصحيحة للاستفادة القصوى من التكنولوجيا. وعلى المعلم أن يقوم بما يلي:
1- ان يعمل على غرفة الصف الخاصة به مكان يتم فيه انتقال المعلومات بشكل ثابت وفي اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب إلى بيئة تعلم تمتاز الديناميكية وتتمحور حول الطالب حيث يقوم الطلاب مع رفقاتهم على شكل مجموعات في كل صفوفهم مع صفوف أخرى من حول العالم عبر الانترنت.
2- أن يطور فهماً عملياً حول صفات واحتياجات الطلاب المتعلمين.
3- ان يتبع مهارات تدريسية تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات والتوقعات المتنوعة والمتباينة للمتلقين.
4-ان يطور فهماً عملياً لتكنولوجيا التعليم مع استمرار تركيزه على الدور التعليمي الشخصي له.
5- ان يعمل بكفاءة كمرشد وموجه حاذق للمحتوى التعليمي.
ومما لا شك فيه ان دور المعلم سوف يبقي للأبد وسوف يصبح أكثر صعوبة من السابق فالتعليم الإلكتروني لا يعني تصفح الانترنت بطريقة مفتوحة ولكن بطريقة محددة وبتوجيه لاستخدام المعلومات الإلكترونية وهذا يعتبر من أهم أدوار المعلم. ولان المعلم هو جوهر العملية التعليمية لذا يجب عليه أن يكون منفتحاً على كل جديد وبمرونة تمكنه من الأبداع والابتكار.
هل التعليم عن بعد فعال؟
يتسائل الكثير من رجال التعليم عما إذا كان طلاب التعليم عن بعد يتعلمون بنفس القدر الذي يتعلم به الطلاب الذين يحصلون على التعليم التقليدي؟ وتشير الابحاث التي تقارن التعليم عن بعد بالتعليم التقليدي إلى أن التدريس والدراسة عن بعد يمكن ألا تكون فعالة مثلها مثل التدريس التقليدي وحينما تكون الوسائل والتكنولوجيات المستخدمة ملائمة للأغراض التعليمية يكون هناك تفاعل بين الطالب والطالب وتفاعل الطالب والمدرس.
لماذا الكمبيوترات في التعليم عن بعد؟
يشهد المدرسون في السنوات الأخيرة التطور السريع في شبكان الكمبيوترات والتحسن الكبير في مجال قوة عمل الكمبيوترات الشخصية وكذلك التقدم الباهر في تكنولوجيا التخزين المغناطيسية. أن هذه التطورات قد جعلت من الكمبيوتر قوة ديناميكية في مجال التعليم عن بعد حيث اصبحت تتوفر الوسائل الجديدة ذات خاصية التفاعل المتبادل القادرة على التغلب على عنصري الزمن والمسافة للوصول إلى الدارسين.
تنقسم تطبيقات الكمبيوتر في مجال التعليم عن بعد إلى أربعة تطبيقات واسعة هي:
1- التعليم بمساعدة الكمبيوتر:
أي يتم استعمال الكمبيوتر كآلة يحتوي على مكانة للتعليم الذاتي حيث يقدم دروساً بشكل ضمني وذلك لتحقيق أهداف تعليمية معينة ولكنها محدودة في ذات الوقت.
هناك عدة وجوه للتعليم بمساعدة الكمبيوتر تتضمن التدريب والممارسة أو الصف الدراسي الذي ينعقد بواسطة مدرس الألعاب والظروف المشابهة المفتعلة وكذلك حل ومعالجة المشاكل.
2- التعليم الذي يديره الكمبيوتر:
أي استعمال مقدرات الكمبيوتر من حيث التوزيع والتخزين والبحث لتنظيم التعليم ومتابعة تقدم الطلاب والمعلومات الخاصة بهم. في هذه الحالة فأنه ليس من الضروري توصيل التعليم عن طريق الكمبيوتر هذا رغم أنه في الكثير من الأحيان يتوفر التعليم بمساعدة الكمبيوتر جنباً إلى جنب مع التعليم الذي يديره الكمبيوتر.
3- الاتصال بواسطة الكمبيوتر:
وهذا يضمن تطبيقات الكمبيوتر التي تسهل الاتصال. والأمثلة على ذلك تشمل البريد الإلكتروني والاجتماعات بواسطة الكمبيوتر وكذلك لوح النشرة الإلكترونية.
4- وسائط الاتصال المتعددة القائمة على الكمبيوتر:
مثل النصوص الإلكترونية التفاعلية بالإضافة إلى جيل من معدات الكمبيوتر الفعالة والمعقدة والمرنة التي ما تزال في طور التطوير والتي اكتسبت اهتمام المدرسين عن بعد في السنوات الأخيرة. أن هدف وسائل الاتصال المتعددة القائمة على أساس الكمبيوتر هو إحداث تكامل ما بين الصوت – الصورة والصورة – وتكنولوجيات الكمبيوتر لتحقيق نظام توصيل مفرد يسهل الوصول إليه.
عناصر نظام التعليم الإلكتروني
1- انظمة الفصول التخيلية والمسابقات والندوات التعليمية:
التي تتيح التفاعل مع المدرس أو منظم المسابقة أو الندوة التعليمية بالصوت والصورة من خلال عرض كامل للمستوى من خلال شبكة الانترنت الخاصة بوزارة التربية والتعليم أو الانترنت من خلال مناقشات تفاعلية بين الطلبة والمدرس وبين الطلبة بعضهم البعض وبين المدارس المختلفة وهو ما يعرف بالتعلم او التفاعل التزامني وأهم عناصره هو نظام الفصل التخيلي.
2- أنظمة التعلم الذاتي:
السماح لطلبة المدارس بمراجعة المادة التعليمية والتفاعل مع المحتوى التعلمي من خلال شبكة الانترنت الخاصة بوزارة التربية والتعليم بواسطة بيئة التعلم الذاتي وهو يعرف بالتعلم او التفاعل غير التزامني.
3- ادوات لتكوين المحتوى القياسي:
يتم استخدامها بواسطة فرق تكوين المحتوى بوزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى أدوات أخرى تتيح للمدرسين في المدارس المختلفة تكوين المحتوى القياسي بسرعة وسهولة.
المصادر والمراجع
1- المسيقح، محمد سليمان: مشروع استخدام التعليم عن بعد في التدريس (مشروع مقترح لمقرر تقنيات التعليم والاتصال "241" في جامعة الملك سعود، مجلة جامعة الملك عبد العزيز (العلوم التربوية) (1414هـ-1994م).
2- سلامة، عبد الحافظ محمد: مدخل إلى تكنولوجيا التعليم، الطبعة الثانية، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان – الأردن 1998م.
3- الطوبجي، حسين حمدي: التعليم عن بعد، مجلة تكنولوجيا التعليم العدد (5) السنة 1980.
4- الناشف، عبد الملك: التعلم عن البعد، مجلة تكنولوجيا التعليم العدد (5) السنة 1980.
5- سعادة، جودة: التعليم عن بعد، مجلة اتحاد الجامعات العربية العدد (19)، 1983.
رد مع اقتباس
