النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: كلمات في الدعوة

  1. #1
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية هادي2006
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,230

    كلمات في الدعوة

    يختلط أحدنا يومياً بعدد كبير من الناس، وهو بحكم كونه من (أتباع الرسول ) فإنه يتمثل قول الله تعالى: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني ، والدعوة هذه لا يلزم التفرّغ لها، بل يقوم بها المسلم ضمن عمله، مهما كان هذا العمل، فالأب في بيته داعية، والطبيب في عيادته داعية، والمهندس في ورشته داعية، وهكذا.
    تحيط بهذه الدعوة ضوابط مهمة، وقد اجتهدت في تصنيف بعضها، فكان منها:

    - أنه من الممكن جداً أن يكون المدعو خيرٌ منك عند الله تعالى:

    عندما تعلم ذلك، فإنك لا تستكبر ولا تستعلي عليه؛ إذ { لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر }، كما أخبر عليه الصلاة والسلام، هَب مثلاً أنك تريد نصح أخيك الذي ترك صلاة الفجر، ينبغي عليك أن تعلم وأنت تعظه أنه صار فيه من الحرقة والألم والتوبة ما قد كفَّر الله بها عنه ورفعه عنده، لا بل وقد بدَّل هذه السّيئة حسنة، كما وعد سبحانه فيمن تاب توبةً نصوحاً: أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ، ولكن هذه المعاني العظيمة من التوبة والحرقة لم تكن فيك عندما تركتها أنت منذ فترة! وظننتَ أنّ كونك مما يُشار إليه على أنه (متدين)، أو أن فيك من مظاهر التدين الظاهرة ما يشفع لك عند الله!

    قل لي بربك الآن: ألم يبلغ هذا المدعو ما لم تبلغه أنت؟ وكيف تكون نظرتك إليه بعد هذا؟ إن النظرة الفوقيَّة أيها الأحبة لأخيك المسلم هي في الواقع طريق الهلاك.

    ألاّ تشعر – والحال هذه- أنه يمكن أن نستبدل في كثير من الأحيان مفهوم (الداعية) و (المدعو) ليكون كل منهما (داعية ومدعو) في آنٍ واحد؟

    إذا تأثرتَ بتلك المعاني الإيمانية العظيمة التي ظهرت عند أخيك، صرت بذلك: (مدعوًّا) مع كونك (داعية)، وهو كذلك، فإنه (مدعو) بطبيعة الحال، ولا بأس في أن يجد في نفسه شيئاً من ( أسلوب) دعوتك مثلاً، فيوجّهك ويدعوك، فيكون بذلك: ( داعية)!

    ينبغي أن نحوّل كل الناس إلى (دعاة) بهذه الطريقة، إنها طريقة عدم تصنيف المسلمين إلى (دعاة) و(مدعوين)، وإنما تحويل الحالة هذه إلى حالة (دعوة متبادلة) للجميع، فلا يغترّ من ظن نفسه داعيةً فحسب، وهو المتكلم والناصح، وله صدر المجلس الكلاميّ دوماً، حتى إذا نُصح أو وُجّه، استغربَ وانتفض، وكذلك لا يُربَّى المدعو دائماً على السمع والطاعة والتنفيذ فحسب، فلا يجرؤ على الكلام وإبداء وجهة النظر، ولا يتعوّد على الجهر بالحق، في الوقت الذي يمكن أن تكون وجهة نظره خير من وجهة نظر غيره ممن يشار إليه أنه (الداعية).

    2- أن تعلم علم اليقين أن الهادي حقيقةً هو الله تعالى لا أنت:

    وإنما هدايتك هداية (إرشاد) فحسب، ولا تملك من الأمر شيئاً، لا بل هي هداية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إنهم لا يملكون هداية (التوفيق)، وقد أشار ربنا تعالى إلى هذا المعنى في قوله: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)، فقال: (يخرجهم) ولا يخرجون أنفسهم، ولا يخرجهم دعاتهم.

    إذا علمت ذلك، تضرَّعت إلى (مقلب القلوب) و(مالك الملك) أن يأتي بالمدعو، وأن يفتح مسامع قلبه لكلامك، ويكون ذلك التضرع حالةٌ دائمة في قلبك، قبل دعوتك وأثناءها.

    3- الإخلاص لله تعالى:

    وهو في الواقع أول الأمر وآخره، وعليه مدار العمل في كل عمل يُتقرَّب فيه إلى الله تعالى، وهذا (الإخلاص) وإن كان معظمنا يفهم معناه لغةً وشرعاً ويحفظه، إلا أننا مقصّرون في تذكّره والتذكير به.

    من المهم أيها الأخ أن تراجع نفسك، وألاّ تمشي قُدُماً في دعوتك دون أن تقف وتسأل نفسك: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بفعلتي؟ كما كان بعض السلف يقول: ماذا أردت بشَربتي؟ ماذا أردت بنَومتي؟ فإنهم كانوا يخلصون في المباحات لتتحول إلى (طاعات)، فما بالنا بالصالحات الصرفة؟ أليست أولى بالمراجعة وتحري الإخلاص؟

    أتمنى ألا يُفهم أنه كلما خطر لك خاطر سوء في دعوتك من رجاء سمعة أو جاه أو مالٍ أو منصب، تركتَ العمل! كلا، فإنه كما أن العمل لغير الله ممنوع، فتركه لغيره – سبحانه- ممنوع أيضاً، وإنما المقصود الوصول لحالة من (التوازن)، التي تجعلك تقف – بدون توقّف!- وتراجع في هنيهات نفسَك، وقد تسأل الله كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه: { اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم }، وقلبك ينبض بها..


    فلا تأمر إلا بما أمر به الله تعالى أو نبيه -صلى الله عليه وسلم- أمرَ وجوب أو استحباب، ولا تنهى إلا عما نهى الله تعالى عنه أو نبيه -صلى الله عليه وسلم -نهيَ تحريم أو كراهة. ليست المسألة إذاً أنك (سمعت) أو (قيل لك) إنه حرام، أو رأيت ( منطقياً) أنه حلال، فإن هذا الأمر دين، (فانظروا عمن تأخذون دينكم).

    ينبغي أيها الأخوة علينا أن نصل إلى حالة (التوازن) بين (بلّغوا عني ولو آية) وبين (من كذب عليّ متعمداً فليتبوَّأ مقعده من النار)؛ إذْ كم من الناس كذبّوا ليبلغوا!

    إن في الدين أموراً يمكن لكل مسلم الدعوة إليها، تلك المعلومة بالضرورة، من أصول الاعتقاد، ووجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، وتحريم الربا والزنا والخمر، أو راجحة ودليلها بيّن كتحريم المعازف، ولكن الناظر في مجتمعاتنا يرى تفشي المنكرات المعلوم حرمتها بالضرورة تفشياً مذهلاً، لذلك لاتعجب من نزول اللعنات والمصائب على الأمة: (لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان موسى وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه).

    ليس بالضرورة أن يكون أحدنا عالماً بأصول الدين وفروعه، وجميع تفاصيله، ينبغي على كلٍ منا أن يقيّم نفسَه، أو يطلب من صاحب علمٍ تقييمَه، (من أنا علمياً؟؟) بذلك يعرف بماذا يتكلم، ويأمر وينهى، وبماذا يقول: (هذه المسألة أكبر مني)، وإذا فعلنا فسنجد الكثير من المسائل التي سنقول فيها: (أكبر منّا)!

    - وإذا كان العلم بما تأمر وتنهى شرط من شروط الدعوة إليه، فإن العمل به ليس كذلك! وإن كان الأكمل والأولى أن تكون فاعلاً لما تأمر به، وتاركاً لما تنهى عنه.

    فلا يمتنع تارك المعروف عن الأمر به، ولا فاعل المنكر عن النهي عنه، ولكن يجعل نفسَه أول المخاطبين في أمره ونهيه، فيكون (داعيةً ومدعو)!

    وإذا ما دعانا أحدٌ إلى أمرٍ هو تاركه، أو نهانا عم فعلٍ هو تاركه، فينبغي الانصات والإصغاء، بغض النظر عن المتكلم؛ إذْ ما يعنينا هنا هو باطل الكلام أو صوابه، لا حال المتكلم، ثم لا مانع من كونك (داعية ومدعو) أن تعود فتدعوه إلى الخير الذي تركه وتنصحه بأنك استجبت، ولكن غيرك قد لا يستجيب؛ لأن الآمر والناهي لا يتمثل ما يأمر وينهى...

  2. #2
    | | لا مـــســـاس | |

    الصورة الرمزية لــيــل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    6,454
    باركَ اللهُ فيكَ.....وجزاكَ خيراً...على طرحكَ القيّم والمفيد جدّاً.....


    وجعله في ميزان حسناتك بإذن الله......


    دمتَ بحفظ الرحمن ورعايته.....


    تحيّتي وتقديري لك.....

  3. #3
    ~ [ مشرفة منتدى الأخبار ] ~
    الصورة الرمزية !! التوفي !!
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    :: أرض الحجاز ::
    المشاركات
    7,446
    [align=center][/align]

    [align=center]الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب من أعظم واجبات الإسلام ، لأنه لب الرسالة
    وسياج العقيدة ، وسر قوة الأمة الإسلامية ووحدتها ، والأصل في وجوب
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قوله تعالى : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
    وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقوله تعالى : لَيْسُوا
    سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
    وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
    وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ .

    وقوله تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
    وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ .
    و قال صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع
    فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) .
    وقوله صلى الله عليه وسلم ايضا : (والذي نفسي بيدي لتأمرن بالمعروف ولتنهون
    عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابا منه فـتدعونه فلا يستجيب لكم )
    وقد أكد الفقهاء على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس حقا للأفراد
    يأتونه إن شاءوا ويتركونه إذا شاءوا ، وإنما هو واجب على الأفراد ليس لهم أن
    يتـخلوا عن أدائه وفـرض لا محـيص لهم من القـيام بأعبائه .
    [/align]

    [align=center][align=center]أخي الكريم هادي2006
    جزاك الله كل خير
    وجعله في موازين حسناتك
    آآآمين
    تقبل شكري وتقديري
    أختكــ
    التوفي
    [/align]
    [/align]
    [align=center][/align]

  4. #4
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية هادي2006
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,230
    الاختين الفاضلتين
    ليلى والتوفي
    جزاكما الله خيرا على المرور

  5. #5

    مشرف سابق

    الصورة الرمزية *محب الإسلام*
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    جزيرة الإسلام
    المشاركات
    4,126
    الأخ / هادي 2006

    شكرا لمشاركتك ونقلك الرائع والكلمات الدعوية التي تحثنا جميعا على استشعار هذا الواجب العظيم

    ،


    لا شك أن الدعوة إلى الله من أجل وأعظم الأعمال وأرفعها قدراً وليس ذلك الشرف أو تلك المكانة للدعوة في حد ذاتها وإنما لما تُنسب إليه فهي الدعوة إلى الله وهل أعظم وأجل وأعلى وأكبر من الله ؟


    (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران : 104 )
    ولما كانت الدعوة لله فكان التوحيد مبدأها فهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ، فهذا ما يجتمع عليه الدعاة عامة وإن اختلفت أساليبهم أو أمكانهم أو ألسنتهم فالدعوة أساسها واحد ، " لا إله إلا الله " هذا ما دعا إليه كل الأنبياء والمرسلين والدعاة والواعظين والعلماء العاملين ، وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الدعوة ولا تحيد عنها فتتحول إلى دعوة حزبية أو مذهبية أو دعوة إلى شخص شيخ بعينه أو طريقة أو رأي.

    ولكي تكون الدعوة في شكلها الصحيح وهيكلها السليم وتأتي بثمارها لابد لها من عدة أمور منها :-

    1- الإخـــلاص : إخلاص النية لله تعالى شرط أو ركن في كل عمل فلا تصح الأعمال إلا به ، فيجب للدعوة أن كون خالصة لوجه الله تعالى من غير شبهة رياء أو سمعة ، أو طلب جاه أو شهرة ، وعلى الداعية إلى الله تجديد نية الإخلاص دائما فإن القلوب تفتر والنفوس تحب المدح والمغريات كثيرة ولا ينجو منها إلا من كتب له الله السلامة.

    2- العــــلم : قال تعالى ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ) قال العلماء جعل الله العمل هنا وهو الاستغفار بعد العلم لذلك بوب البخاري رحمه الله باباً في صحيحه وسماه " باب العلم قبل القول والعمل " فإن بالعلم يُعبد الله وذلك لأن الأعمال يُشترط لقبولها شرطين أولهما النية وثانيهما الصحة والإتباع ، ولن تحصل على الشرط الثاني إلا بالعلم ، ولو أفتقد الداعية العلم دخل في قول الله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ) (الحج : 8 ) ولو أفتقد الداعية العلم لكان أقرب للابتداع من غيره.

    3- البصـيرة : ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ) قال بعض العلماء عن البصيرة أنها كلمة جامعة لثلاثة أمور أولها العلم الشرعي وثانيها علم بحال المدعو وثالثها علم بأنسب الطرق لدعوته ، فكما أشرنا آنفاً لضرورة العلم الشرعي للدعوة فهو أساسها لكي يدعو الداعية إلى ما دعى إليه النبي صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقص ، وتختلف طريقة الدعوة وأسلوبها باختلاف المدعو فلابد أن يُعلم حاله في البدء ، فدعوة طلاب العلم تختلف عن العامة وكذلك مخاطبة ومناصحة العلماء تختلف عن الحكام أو النساء والأطفال ، ومعرفة مدى تقبل المدعو أو تلقيه أيضاً أمر هام ، ثم تأتي مرحلة اختيار أنسب الطرق لدعوة الشخص بعد أن عُرف حاله.

    4- الحكمـــة : قال تعالى ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )

    5- الموعظة الحسنة : الوعظ والإرشاد والتوجيه والتذكير بالله كل ذلك من الدعوة إلى الله ، والموعظة كثيراً ما تكون لها أكبر الأثر في النفوس والقلوب

    6- الرفـــق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الرفق ما كان في شىء إلا زانه وما نُزع من شيء إلا شانه " وقال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله " لابد لمن أراد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من التزام ثلاثة أمور العلم قبل الأمر والنهي والرفق مع الأمر والنهي والصبر بعد الأمر والنهي " فالرفق في الدعوة أمر مطلوب بل هو ركيزة أساسية قال تعالى( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ )

    7- الصـــبر : منذ أن خلق الله الخلق وأرسل الرسل جرت سنة الحياة أن الدعاة يلاقون أشكال وأشكال من الابتلاءات فما من نبي إلا عاده قومه وكذبوه وأهانوه وفي كثير من الأمر حاربوه وكذلك يجد كل داعية إلى الله الحق ، فلابد أن يلتزم الصبر ويحتسب الأجر ولا يجعل ما يلاقيه من الإعراض أو الأذى سبباً في التخلي عن الدعوة إلى الله ، ولابد أن يعلم أن الدعوة ستأتي بثمارها ولو بعد حين ما دامت خالصة لوجه الله تعالى ، ( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) (المؤمنون : 111 ).


    8- الكيف لا الكم : ( فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النحل : 35 )لابد للدعوة أن تكون معنية بالكيف لا بالكم ، ندعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير زيادة أو نقص ولا يعنينا أبدا كم الأتباع فالأمر الأهم هو الإتباع لا الأتباع ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (يوسف : 103 ) فلا تحتاج الدعوة أن تغير مسارها أو تميع دينها من أجل زيادة الأتباع ولنا في أنبياء الله أسوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي وليس معه أحد " فهؤلاء الأنبياء لم يقصروا في الدعوة وإنما الهدى من الله ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (البقرة : 272 ).





    أخوك/ محب الإسلام

  6. #6
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية هادي2006
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,230
    اخي الفاضل محب الاسلام
    جزاك الله خيرا على المرور
    ولاحرمنا الله من اضافاتك الرائعة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ][ الدعوة عامّة ][
    بواسطة خــــالـــــد في المنتدى الساحة الأدبية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-06-2008, 08:31 PM
  2. الدعوة الصامته
    بواسطة العت محمد يبي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 15-03-2007, 02:44 PM
  3. رجل مجاب الدعوة
    بواسطة the prince في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 27-04-2006, 03:13 PM
  4. وقد قبل الدعوة
    بواسطة منة بنت المعلا في المنتدى منتدى الخواطر والشعر الفصيح
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14-02-2006, 10:04 PM
  5. مجابي الدعوة
    بواسطة سائر في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 18-01-2006, 08:29 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •