السلام عليكم ورحمة الله و بركاتة


مسآئكم / صبآحكم سعآده




مَا بَينَ السّعادَةِ وَ الشّقَاءِ مُنعَطفٌ واحد

هَلْ جَرَبْتَ يَوْماً أَنْ تَبْحَثَ وَ رَآءَ أسْبَابِ سَعَادَتِكَ أَو شقائِك !!
لَطالمآ كَانَت مَفآتِيحُ السّعَادَةِ فِي مُتَنَاوَلِ أَيْدِينا وَ طُرقُ الخَيْر قَرِيبَةً مِنْ أَرْجُلِنَا
وَلَكِننا مَعَ الأَسَف لَمْ نُجِد اسْتِخْدَمهَا بِالطَرِيقَةِ التِي تَجْعَلنا نَرْتَقِي فِي مُعَمَلاتِنا
وَ فِي عِلاقَتِنا باللهِ عَزّ وَجَلّ


عَلَى سَبِيلِ المِثال :

أَنتَ تَجْلِسُ الآنَ فِي مَكْتَبِك لِتُنْهِي أَعْمَالَك , فَجْأَةً آآ

تَسْمَعُ صَوْتَ المَآذِنِ تَصدَحُ بـِ "اللهُ أَكْبَرْ , اللهُ أَكْبَرْ " مُعْلِنَةً بِدْإِ صَلاةِ الظُهرِ

أَنْتَ الآن أَمآمِ مُنْعَطَفَيْنِ لا ثَا لِثَ لَهُما ..


المُنْعَطَفُ الأَوّل: أَنْ تَتنَحْى عَلَى الفَوْرِ وَ تُؤدِي الصَلاةَ فِي وَ قْتِهَا.

أَوْ أَنْ تُغَيّرَ مُنْعَطَفِ فِكْرُكَ وَ تَقُولْ : لا بَأْسْ سأؤدِيهَا بَعْدَمَا أَفْرُغُ مِنْ أَعْمَالِي المَكْتَبِيّة .
وَ تَخْتَارَ المُنْعَطَفَ الثَانِي !!
لَقَدْ كَانَ مُنْعَطَفُ السّعَادَةِ بِــ مُحَذَاةِ قَدَمِكْ , وَ لَكِنّكَ فَضَلْتَ أَنْ تَسْلُكَ طَرِيقَ الشّقاءِ بِرَغْبَتِك ! هَلْ تَتَوَقْعْ أَنّ تَأْجِيلُكَ للصَلاةِ سَيَجْعَلُكَ تُنهِي أَعْمَالكَ سَرِيعاً ؟!
لا عَلَى العَكْسِ تَمِاماً ! مَنْ يُؤخِرُ صَلاتَهُ عَلَيّهِ أَنْ يَكُونَ عَلَى أَتَمّ الاسْتِعدَادِ بِأَنْ يُوَاجِه التَأخيرَ فِي جَمِيع امُورِ حَيَاتِهِ اليَوْمِية !

وَ مَا بَيْنَ السّعَادَةِ وَ الشّقاءِ مُنْعَطَفٌ (1)

عُدْتَ إِلَى مَنْزِلِكْ أَخِيرَاً جَهَزْتَ الطَعَام وَ أَعْدَتَ سُفْرَةً عَآمِرة مَلِيئَةً بِأصْنَافٍ عِدَة , وَ بَدَأْتَ بِالأَكْل ,
ثُمّ لَمْ تَلْبَث سَرِيعَاً إِلاّ أَنْ انْتَهَيّت , نَهَضَتَ عَلَى الفَوْرِ وَتَرَكْتَ خَلْفَكَ مَآئِدَةً يَضُجُّ بِهَا الطَعَامُ مِن

كُل مَكَان مَهْلاً مَهْلاً !

وَ هَذَا الطَعَام !!

آهــــــــــاااااا لَقَدْ شَبِعْتَ إِذاً !؟

كَانَ بِوِسْعِكَ أَنْ تَأخُذَ مِنَ الأَكْلِ حِصَّةً نَكْفِيكَ لا أَنْ تُبَذِرَ وَ تَسْرِف ثُمّ تُلْقِي بِمَا تِبَقّى مِنْهُ فِي سَلّةِ المُهْمَلآتِ !
أَوَلا تَعْلَمْ أَنّ التَبْذِيرَ يَجْعَلُ مِنْكَ أَخَاً لِعَدُو وَ مَلْعُونُ اللهِ " إِبْلِيس" ؟؟
قَالَ تَعَالَى : ﴿ إِنّ المُبَذِيرِينَ كَآنُواْ إِخْوَانَ الشَيَاطِينْ , وَكَانَ الشّيْطَانُ لِرَبِهِ كَفُورآ ﴾.



هَلْ تَوَدُّ أَنْ تَكُونَ كَافِراً بِنِعَمِ اللهِ أَنْتَ الآخَر !!
لَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ﴿وَكُلُواْ وَشْرَبُواْ وَلا تُسْرِفُواْ إِنّهُ لايُحِبُّ المُسْرِفِين ﴾.
إِنّ اللهَ لايُحِبُهُم , يَبْغَضُهُمْ؛ لِأنّهُمْ لَمْ يَشْكُرُواْ نِعْمَةَ الطّعَامِ هَذهِ التِي وَهَبَهُمُ إِيّاهَا ..
حَسَناً !
أَنْتَ لاتَوَدُّ أًنْ تَأْكُلَه !
بِاسْتِطَآعَتِكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْهُ شَيّئَاً لِلفُقَرَآْءِ وَ المَسَآكِينِ الذِينَ يَتَمَنّونَ وَلَوْ لُقْمَةً وَاحِدةً يَسُدُّواْ بِهَا جُوعَهُم .
وَتَمْتَنِعَ أَيّضاً عَنْ ذَلِك !! /:
آهٍ وَ أَلْفُ آآآآهٍ عَلَى الشّقَاءِ الذِي تُقْدِمُ عَلَيّه !َ

* أَتَعْلَمُ مَاهُوَ شِدّةُ البَلآء ؟
أَنْ يَحْرِمكَ اللهُ مِنْ فِعْلِ الخَيْرِ بِسَبَبِ إِعْرَآضِكَ عَنْه !!
كَانَ اللهُ فِي عَوْنِكَ وَعَوْنِ مَا سَتَشْعُرُ بِهِ لَاحقاً !

وَ مَا بَيْنَ السّعَادَةِ وَ الشّقاءِ مُنْعَطَفٌ (1)

اِنْتَهَيْتَ مِنْ اسْتِرَاحَتِكَ وَعُدْتَ إِلَى عَمَلِكَ مُجَدَداً ..
الآنْ فِي مَكْتَبِك:
يَرِنّ أَحَدُهُمْ عَلَى الهَاتِف ← مَزاجُكَ سَيِئ , لِمَا ! مِنْ غَيّرِ شَيّئ , عَجَباً حَقَاً < هَذَا هُوَ الشّقَآءُ بِعَيْنِه , أَنْتَ لَمْ تَرَى شَيّئاً بَعْد !
المُكَآلمَة /
أَوْلاً : حَدِيثٌ غَيْرَ لآئق !
ثُمّ تَتَطرّقْ إِلى السّب وَ اللعنِ وَ الدُّعَاءِ عَلَى غَيْرِك كَأنّكَ قَدْ جُردْتَ مِنْ أَخْلاقِكَ تَماماً !!!
وَ أَخِيراً تُنْهِي المُكَلامَةَ وَأَنْتَ فِي أَتَمّ الغَضَبْ !
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَ الكَآظِيمِينَ الغَيّظَ وَ العَآفِينَ عَنِ النّاسِ﴾.
أَيْنَ أَخْلاقُكَ يَاهَذَا !؟
أَيْنَ الأَخْلاقُ التِي أَوْصى بِهَا سَيّدُ البَشَرية ! أَوَلَمْ تَسْمَعْ بِهَا !
إِنَّ المَرْءَ بِأَخْلاقِهِ وَ احْتِرَمِه لا بِمَنْضِبِه .. !
كَانَ بِوِسْعِكَ أَنْ تَتَحَدْثَ بِأُسْلُوبٍ لابِقٍ أَكْثَرْ, أَوْ أَنْ تَعْتَذِرَ وَتُغْلِقَ المُكَالمَة وَتُعاوِدُ الإتِصَالَ فِي وَقْتٍ آخَر !!
اممممم ..
أَرَأيتْ, أَرَأَيْتَ أَنّ السَعادَةَ وَالخَيْرِ كَانَا قَرِيبَيْنِ مِنْكَ وَفَضَلْتَ المُضِيّ نَحْوَ طَرِيقِ الشّقَاء !!

وَ مَا بَيْنَ السّعَادَةِ وَ الشّقاءِ مُنْعَطَفٌ (1)

يَدْخُلُ أَحَدُ مُوَظَفِيك لِيَتَحَدّثَ مَعَكْ , تُنْهِي الحَدِيثَ سَرِيعَاً, تَعْقِدُ حَاجِيبَيْكَ وَ تَنْظُرُ إِلَيْهِ بِتَقَزُز , ثُمّ تَطْلُبُ مِنْهُ الخُروجَ رَافِعَاً صَوْتَكَ عَلَيْه !
حَتّى الإِبْتِسَامَة لَمْ تُكَلِفْ نَفْسَكَ بِها !
الإِبْتِسَامَةُ أَبْسَطُ شَيّئٍ يَمْنَحُكَ صَدَقَة .. قَدْ قَالَ - صَلّى اللهُ عَلَيّهِ وَ سَلّمْ- : (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَة) .
وَلَكِنّكَ قَدْ مَنَعْتَ نَفْسَكَ أَيْضَاً صَدَقَةً لاتُكَلّفُ مَالاً وَلا شَيْئاً البَتّة ..
كَمْ أَنْتَ مُتَكَبِرٌ فِي حَقِ نَفْسِكَ يَا هَذَا !!

[color="rgb(47, 79, 79)"]وَ مَا بَيْنَ السّعَادَةِ وَ الشّقاءِ مُنْعَطَفٌ (1)


لَمْلَمْتَ حَقَائبَكْ وَ سَارَعْتَ بِالخُروج ..
فِي طَريقِ العَوْدَةِ إِلى مَنْزِلِك :
تَقُودُ السَيّارَةَ بِسُرْعَةٍ فَآئِقَةٍ وَ كَأَنّ رُوحُكَ هَذِهِ لُعْبَةٌ بَيْنَ يَدَيْك, وَ صَوْتُ الغِنَاءِ يَضُجُّ دَاخِلَ السَيّارَةِ وَ خَارِجَهَا !!
كَانَ بِإِمْكَانِكَ تَهْدِئَةُ الُّسُرْعَةِ مُحَافِظَاً بِذَلِكَ عَلَى النّفْسِ التِي أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِحِفْظِهَا.. ﴿وَ لا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَهْلُكَة﴾.
كَانَ بِإِمْكَانِكَ أَيْضَاً وَضْعِ الرَادْيُو عَلَى إِذَاعَةِ القُرْآنِ الكَرِيم بَدَلاً مِنَ الغِنَاءِ الذِي يُورِثٌ فِي القَلْبِ وِحْشَةً وَكَدَرْ . وَبِذَلِكَ يَطْمَئِنُّ قَلْبُكَ وَتَهْدَئ ,
قَالَ تَعَالَى: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ﴾.
أَتَوَدُّ السّعَادَةَ وَ أَنْتَ بِهَذَا الشَكْل !! غَرِيبٌ أَمْرُكَ حَقّاً !
كَمَنْ يُلْقِي نَفْسَهُ فِي نَارٍ وَ يُرِيُدُ ألاّ يَحْتَرِق !!!

[color="rgb(47, 79, 79)"]وَ مَا بَيْنَ السّعَادَةِ وَ الشّقاءِ مُنْعَطَفٌ (1)[/color]

هَلْ نَظَرْتْ !!
طَوَالَ يَوْمِكَ كَانَت مَفَاتِيحُ السّعَادَةِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلَكِنّكَ كُنْتَ تُسْقِطُ وَاحِدَاً تِلْوَ الآخَرِ بِأَفْعَالِكَ هَذِه, وَ بِذَلِكَ لَمْ تَسْتَطِعْ فِتْحَ أبْوابِهَا..

أَعْظَمُ الغَبَآء !
أَنْ يَكُونَ طَرِيقَ الخَيْرِ وَ السّعَادَةِ قَرِيبَاً مِنْكَ وَجِدَاً وَ تَنْعَطِفَ بِرَغْبَتِكَ إِلَى طُرُقٍ أُخْرَى تَقٌودُكَ مَعَ الوَقْتِ إِلَى شَرٍ وَشَقَاءٍ أَبَديّ وَ أَنْتَ لا تَشّعُرْ !
أَنْ تَمْتَنِعَ عَنِ الخَيْرِ بِعِلْمِكَ, بِمَقْدِرَتِكَ,بِرَغْبَتِ� �ْ .. !

آآآهٍ ..

لَطَآلَمَا كَانَ الإِنْسَانُ يَتَقَلّبُ فِي نِعَمٍ كَثِيرَةٍ وَ لَكِنّهُ كَانَ مَعَ الوَقْتِ يَجْعَلُ أَمْرَ زَوَالِها مُحْتَمٌ وَ سَرِيع , لِما ؟
قَالَ تَعَالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنّكُم وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنّ عَذّابِي لَشَدِيدٌ﴾!
ذَلِكَ العَذَاب هُوَ الزَوَال, هُوَ خُسْرَانُ النِعَمُ التِي كُنْتَ بِاستِطَاعَتِكَ تَكْفُرُ بِهَا !!
وَلَمْ تَسْلُك الطُرٌقَ التِي تُؤَدِي بِكَ إِلى شُكْرِهَا !
فَقَطْ اكْتَفَيْتَ بِالنَظَرِ إِلَى مَنْ هُمْ أَعْلَى مِنْك ..

لِمَا فُلانْ يَمْلُكُ سَيّارَةً فَاخِرة !
إِنّ فُلانْ يَقْطُنُ فِي مَنْزِلٍ ضَخْمْ !
غَذآءُ فُلانْ مِنْ أَفْخَرِ الطّعَام !
فُلان يَمْتَلِكُ مِنَ اللِباسِ أغْلَى المَارْكَآت !
وَهَكَذا ..
لِمَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُمْ دُونَكْ .. !
إِلَى مَنْ يُعَانُونَ الجُوعَ, المَرَض, العَذّاب !
وَلَكِنْ كَمَا قَالَ الله عَزّ وَجَلّ: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودْ﴾ !
دَائِمَاً لا أَحَدَ يُعْجِبْهُ حَاله ! وَ لا يَمْلَأُ عَيّنُ بَنِي آدَمٍ سِوَى التُّرآبْ ! وَلَنْ نَشّعُرَ بِمَدَى فَائِدَةِ مَانَمْلُكْ إِلّا عِنْدَ فُقْدَانِه ..
هَذِهِ هِي حَالُنَا لِلأَسَفْ .. !

أَحِبَآئِي :
هَلْ فَكّرْتُمْ يَوْمَاً لِمَا أَنّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِنِعْمَةِ العَقْل وَمَيّزَانا بِه عَنْ بَاقِي مَخْلُقَاتِه !
لِنُفَكّر, لِنَتَأَمّلْ, لِنَحْسِبَ نَتَائِجَ مَا نَفْعَلْ, لِيَدْفَعُنَا للعَمَلِ بِمَا فِيهِ مَصْلَحَةٌ لَنَا ..
لأَنْ يَقُودَنَا إِلَى أَفْعَالٍ صَحِيحَة , وَ لَيْسَ إِلَى غَبَآءٍ مُحْتَمْ !
وَهَذِهِ أَحَدُ النّعَمِ التِي لَمْ نُحْسِنْ اسْتِخْدَامَهَا كَذّلِك .. !
سَيَمُرُّ شَرِيطُ حَيَاتِنَا سَرِيعَاً بِهَذَ الشّكْل, وَنَحْنُ غَافِلُونَ وَلَمْ نَعْمَل شَيّئَاً مُفِيدَاً عَلَى الإِطْلاق,
وَ لَنْ نَسْطيْقِظَ إلّا فِي وَقْتٍ لَنْ يَنْفَعُ فِيهِ النّدَمُ وَ لَنْ يَنّفَعُ فِيهِ شَيْئ !!
قَالَ تَعَالَى: ﴿وَ جِاىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنّمْ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكّرُ الإِنْسَانُ وَ أَنَّى لَهُ الذِكْرَى, يَقُولُ يَالَيْتَنٍي قَدَمْتُ لِحَيآتِي﴾.
يالَيْتَني وَيَالَيْتَني.. !!!

فَعْمَلْ لِأآخِرَتِكْ وَحَاوِلْ أَنْ تَمْلأَ صَحِيفَتِكَ بِمَا هُوَ خَيْرٌ وَ بِمَا سَيَضْمَنُ لَكَ السّعَادَةَ الأَبَدِيّة, وَ ابْتَعِدْ عَمّا سَيَؤُولُ بِكَ إِلَى شَقَآءٍ وَ عَذآآآبٍ أَلِييم .. !






م / ن ..