البروفيسور: عبد اليمين بوداود
مخبر علوم و تقنيات النشاط البدني الرياضي
جامـعـة الجـزائـر
أسباب العنف وطرق معالجته في النشاط البدني الرياضي
مقدمة:
إن المنجزات الرياضية على المستوى الإجمالي وأنشطتها تعد أحد المؤشرات الهامة التي يحكم من خلالها على مستوى التقدم الاجتماعي والثقافي لمجتمع ما ، فالرياضة ظاهرة اجتماعية ثقافية متداخلة بشكل عضوي في نظام الكيانات والبنى الاجتماعية .
وقد تكون هناك مساحة ما للعدوان في الرياضة لكنها محكومة بقواعد اللعبة, ولقد نالت إشكالية العدوان وانتشارها في مختلف الرياضات اهتماما كبيرا من قبل العديد من الباحثين وهذا نظرا لخطورة الظاهرة وارتباطها بكثير من المتغيرات ذات الصلة بنمو شخصية الفرد اجتماعيا ونفسيا, ولعل من أهم الأسباب التي تؤدي الى تزايد ممارسة العنف هو انعدام شروط الأمن وهو ما يدفع الى زيادة السلوكات العدوانية كما إن جذور المجتمع المبني على السلطة الأبوية تعد أيضا من أهم الأسباب وراء ظاهرة العنف.
وتعد المراهقة من أهم المراحل العمرية لبروز هذه الظاهرة ، ولعل من الأمور التي زادت العنف والسلوك العدواني عند المراهقين ناهيك عن التنشئة الاجتماعية للفرد هي الظروف الراهنة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والإحباط والتقليد وكذا التأثير الكبير لوسائل الإعلام.
الإشكالية:
1- ماهي الأسباب المؤدية إلى ممارسة العنف في النشاط البدني الرياضي؟
2- ماهي الطرق الكفيلة بمعالجة السلوك العدواني لدى تلاميذ الثانويات؟
3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة العدوان بين الأفواج المختلطة والأفواج غير المختلطة؟
4- وهل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة العدوان بين الأفواج المكتظة والأفواج غير المكتظة؟
5- ما هو تأثير نوع النشاط الممارس على الشخصية؟
6- هل يمكن اعتبار الملاكمة رياضة تشجع السلوك العدواني؟
7- هل المشهد الرياضي يتسبب في امتصاص العدوانية وأعمال العنف والشغب عند المتفرجين أو بالعكس الغرض منه هو الزيادة في تفاقم هذه الظاهرة ؟
الفرضيات:
- الإحباط يتناسب تناسبا طرديا مع العنف حيث ينظر إلى العدوان كمجال للتنفيس عن الانفعالات المكبوتة.
- إن لممارسة التربية البدنية الرياضية في المؤسسات التربوية خاصة الثانويات بالنسبة للمراهقين تأثير كبير في خفض السلوك العدواني.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة العدوان لصالح تلاميذ الأفواج المختلطة.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائية في درجة العدوان لصالح تلاميذ الأفواج غير المختلطة.
- السلوكات العدوانية وأعمال الشغب عند المتفرجين لها علاقة بالظروف والعوامل المرتبطة بالملعب وبحالات اللعب المختلفة.
- كلما زاد السلوك الجازم نقص العدوان الرياضي والعدوان العام.
- تطور مستوى الانجاز يؤثر بدرجة كبيرة في تعديل السلوك العدواني لدى الملاكم.
الدراسات السابقة:
الدراسة الأولى:’’مستويات العدوانية لدى السباحين الذكور المشاركين في الرياضة الاحتكاكية والرياضات غير الاحتكاكية’’
مكان الدراسة جامعة اوتاوة 1986 . الهدف منه هو البحث عما إذا كان هناك سلوك انتهاكي أم لا مرتبط بنوع النشاط الرياضي؟
وعينة البحث من هم مقيمين في إصلاحيات أو سجون الرجال وخاصة في زيادة الاحتكاك مثل الملاكمة وقد تم جمع البيانات ومعلومات هذه الدراسة من 80 سجين في كاليفورنيا في مدينة سانت لويس وشكلت كل مجموعة من20 سجين تم تعليمهم الملاكمة لمدة ثمانية أسابيع كما تم عمل اختبارات نفسية لأفراد المجموعات قبل وبعد الدراسة وكانت النتائج رائدة في اظهارالعدوانية.
الدراسة الثانية: بعنوان’’العدوانية والقدرة على مكافحتها في الأداء الرياضي’’
مكان الدراسة معهد فيلتدج سنة 1986 . تقوم هذه الدراسة بالبحث في العدوان والقدرة على مكافحة العدوان لأنه يؤثر على الأداء في المواقف الرياضية. أظهرت النتائج نوع من العدوانية يزداد مع ارتفاع مستوى اللاعبين الأدائي وخاصة الذكور منهم.
الدراسة الثالثة: بعنوان’’تحليل العدوانية لدى المشاركين الذكور في الرياضة الطلابية’’
مكان الدراسة جامعة ميتشجان سنة 1992. الهدف هو شرح أسباب العمل العدائي الواضح في سلوك الذكور في الرياضة الطلابية, وتركزت أغلبية النتائج على المعطيات التالية:
- بالنسبة للاعبين فالمنافسة هي هدفهم الرئيسي ولم يكن لديهم الدافع للقيام بأي سلوك عدواني إلا انه من المتوقع الاستجابة لأي عمل عدواني.
- كان اللوم دائما هو مسؤولية منافسيهم والإداريين في التسبب في الأعمال العدوانية .
- تساهم أهمية الفوز بصورة كبيرة في القيام بالأعمال العدوانية.
- حالات وأعمال السلوك العدواني المعروضة في الرياضة الطلابية هي غالبا نتيجة لسن المراهقة وتأثير النموذج أو القدرة لديهم.
- في محاولة للتقليل من السلوك العدواني في الرياضة نرى انه يجب على الإداريين التأكيد على تعليم المشاركين القيم والقوانين(القواعد) وطرد كل من ينتهك القواعد لتحسين كيفية إدارة الرياضة الطلابية.
الدراسة الرابعة: بعنوان’’عدوان المراهق والمشاركة الرياضية: رياضة الاحتكاك المباشر مقابل رياضة الاحتكاك غير المباشر’’
مكان الدراسة: جامعة تكساس سنة 1993 . الهدف من الدراسة هو تحديد ما إذا كانت مشاركة المراهق في رياضة احتكاك مباشر تعمل على رفع مستوى العدوان عنها في رياضة عدم الاحتكاك. وقد شملت الدراسة أربعون طالبا مشاركين في رياضة الاحتكاك المباشر مثل( كرة القدم وكرة السلة ) وأربعون آخرين مشاركين في رياضة ليست ذات احتكاك مباشر مثل
( البيسبول) مع والد لكل لاعب أو احد معلمي اللاعب وكانت الأداة المستخدمة لقياس مستويات العدوان هو الانفعال الذاتي بالنسبة للمشاركين من الأعمار(11-18 سنة) أكمل الأب تقرير سلوك الشاب أما الأطفال من أعمار (4-18 سنة) أكمل المعلم الاستمارة وتحليل الطريقتين سواء الشاب أم المعلم كان تقرير المعلم هو الأكثر استجابة لعامل العدوانية أكثر من الأب أو الرياضي وانتهت الدراسة إلى أن سواء الآباء المعلمين أو المراهقين أنفسهم جاءت تقاريرهم مختلفة لحد كبير.
الدراسة الخامسة: بعنوان’’تكوين الرأي والإدراك لدى الرياضيين السود والعدوانية’’
مكان الدراسة جامعة جورجيا سنة 1995 . الدراسة حول ما إذا كانت للانطباعات أثرا عند تشكيل منتخب لكرة القدم. وقد أظهرت النتائج انه ليس هناك قياسا ثابتا بينما وجدنا قابلية لتأثير رئيسي وأوضح أن انسجام المشاركين تتعدى اختلاف اللون العنصري عندما تجمعها المنتخبات الرياضية.
الدراسة السادسة: بعنوان’’تأثير المشاركة في الرياضة المدرسية على العدوان’’
مكان الدراسة جامعة تكساس سنة 1998. الهدف هو إذا كانت المشاركة في الأنشطة اللامنهجية يمكن أن يغير في مستوى العدوان للمراهقين العدوانيين وقد اشتملت الدراسة عما إذا كان هناك فروق في شعبية الأنشطة اللامنهجية.
لقد كان المجموع الكلي 217 مراهقا ومراهقة قد شاركوا في الدراسة وجاءت النتائج تقترح أن الأفراد الذين شاركوا في البرامج الرياضية كانوا على درجة أكثر قليلا من ناحية العدوانية مما كانوا عليه قبل المنافسة. وبالنسبة للفروق في العدوانية بين الذكور والإناث فقد اظهر التحليل للسلوك أن من الناحية العدوانية البدنية كان الذكور أكثر عدوانية ، أما من ناحية العدوانية في السلوك بالألفاظ الخاص بالملكية أو الممتلكات فان مستوى الذكور والإناث لم يظهر أي فروق.
الدراسة السابعة: بعنوان’’دراسة تحليلية لظاهرة شغب الملاعب الرياضية في الوطن العربي’’ من إعداد الباحث محمد خير مامسر سنة 1984.
استهدفت هذه الدراسة تحليل ظاهرة شغب الملاعب الرياضية في الوطن العربي قوام العينة 932 ممن لهم علاقة بالرياضة التنافسية من خبراء ومدربين وإعلاميين وحكام ومشجعين من 13 دولة عربية. أظهرت النتائج أن عناصر الشغب ثمانية يأتي في مقدمتها الجمهور واللاعبون والحكام كما أن الأسباب المؤدية لمثل هذه التصرفات السلبية هي أسباب رياضية في ظاهرها إلا أن أسباب غير مباشرة تقف وراءها تحقيق لدوافع بعيدة عن مجال التنافس الرياضي.
الدراسة الثامنة: بعنوان’’ظاهرة الشغب في مباريات كرة القدم بجمهورية مصر العربية’’
من محمد احمد افنساوي سنة 1985. لمعرفة أسبابها واستغلال تلك الأسباب
إعداد: في توعية الجماهير للقضاء على الظاهرة. بلغت العينة 200 من مشجعي كرة القدم و25 حكما من محافظة الإسكندرية استخدم الباحث صحيفة الاستفتاء واشتملت على المحور الاجتماعي والمحور النفسي. وأسفرت النتائج على أن 96 %من المبحوثين يحبون كرة القدم 60.8 % يشاهدون المباريات في الملعب.85.2 % يرون انه لابد من إصدار قانون من الدولة يمنع حوادث الشعب و60 % لا يوافقون على التعصب.
الدراسة التاسعة: بعنوان’’انعكاسات حالة الإعداد النفسي للاعبين في ظهور السلوك العدواني أثناء المنافسات الرياضية’’.
دراسة متمحورة حول رياضة النخبة في كرة القدم لأندية الجزائر العاصمة . من إعداد الطالب :محمد عدلان خلفوني بمعهد التربية البدنية والرياضية بجامعة الجزائر دفعة 2004 2005 . وإشكالية الدراسة حددها الباحث في تساؤلات وهي:
- هل يرجع السلوك العدواني لللاعبين لضعف الدافع للانجاز في المنافسات الرياضية؟
- هل يرجع السلوك العدواني لللاعبين لضعف سمة التصميم أثناء المنافسة الرياضية ؟
- هل يرجع السلوك العدواني لللاعبين لضعف ضبط النفس خلال المنافسة؟
من خلال نتائج الاختبارات لحالة الإعداد النفسي لهؤلاء اللاعبين (30 لاعب كرة القدم اكابر لأندية العاصمة) تبين أنها تحققت وذلك لان معظم درجات هذه الاختبارات تؤكد على نقص وضعف بعض السمات النفسية لهم والمتمثلة قي ضعف الحاجة لتحقيق النجاح والفوز في المسابقات وعدم ثقتهم في أنفسهم وكذلك ضعف الحاجة لتحقيق النجاح .
ولقد اوحت لنا نتائج الاختبارات التي تحصلنا عليها خلال هذه الدراسة الميدانية بان هناك عوامل كثيرة تؤثر على لاعبي كرة القدم في الأندية الجزائرية تجعلهم يستجيبون لها وان مجمل هذه العوامل ترتكز حول العملية التدريبية في الإعداد الكامل والشامل لجميع النواحي المطلوب تنميتها عن طريق برامج التدريب الرياضي لهؤلاء اللاعبين.
الدراسة العاشرة: بعنوان’’دراسة تحليلية حول التحكيم وعلاقته بالعنف في رياضة كرة القدم في الملاعب الجزائرية ’’
من إعداد مسعود الشريفي بقسم التربية البدنية والرياضية جامعة الجزائر دفعة 2001/2002.
إشكالية البحث: ماهي الأسباب والخلفيات التي من خلالها تتعزز ظاهرة العنف والعدوانية بين المشاركين في كرة القدم الجزائرية ؟ بعد تحليل نتائج استمارة الاستبيان(عينة عشوائية من120 حكما) تبين أن هناك علاقة بين مستوى التحكيم الذي يمكن قياسه بالمستوى الثقافي للفئة المكونة لقطاع التحكيم وهو مستوى لا يتماشى ومعطيات الكرة الحديثة والمتطورة ضف إلى ذلك عدم وجود مقاييس موضوعية لانتقاء الحكام قبل الانخراط إلى سلك التحكيم وأحيانا لا يتم هذا الانخراط أصلا. والشيء المؤكد على تدهور مستوى التحكيم الجزائري وهو اختلاف الحكام فيما بينهم في تطبيقهم لروح القانون وهو ما يعزز من الاحتجاجات.
الدراسة الحادية عشر: بعنوان’’دراسة نفسية اجتماعية للسلوكات العدوانية وأعمال العنف عند المتفرجين في ملاعب كرة القدم’’.
من إعداد الطالب حفصاوي بن يوسف بقسم التربية البدنية والرياضية لكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الجزائر دفعة2000/2001 ,وكانت إشكالية البحث:هل المشهد الرياضي يتسبب في امتصاص العدوانية وأعمال العنف والشغب عند المتفرجين أو بالعكس الغرض منه هو الزيادة في تفاقم هذه الظاهرة؟ معرفة الباحث ما إذا كانت للسلوكات العدوانية وأعمال الشغب عند المتفرجين لها علاقة بالظروف والعوامل المرتبطة بالملعب وبحالات اللعب المختلفة ؟
لقد توصل إلى أن السلوكات العدوانية للمتفرجين ناتجة عن عدم كفاية الأمن داخل الملاعب ولغياب الدور الفعال للجنة الأنصار وكذلك الدور السلبي الذي يقوم به بعض اللاعبين على أرضية الميدان وعدم تقيد اللجنة المختصة بدراسة القضايا الانضباطية على مستوى الاتحادية مما يشجع اللاعب والمدرب والمناصر على التمادي في ارتكاب مثل هذه السلوكات.
- ابتعاد بعض المدربين والمسيرين للفرق عن دورهم ومهامهم النبيلة والمتمثلة في تربية النشء والخلق ، ودخولهم إلى خط التماس وقيامهم بإشارات تحرض على العنف والعدوان.
الدراسة الثانية عشر: بعنوان’’ظاهرة العدوان عند لاعبي كرة القدم الجزائرية’’.
دراسة تربوية متمحورة حول البعد النفسي التربوي. من إعداد الطالب: عزيز غلاب بقسم التربية البدنية الرياضية بجامعة الجزائر 2001/2002 . وكانت إشكالية بحثه: ماهي العوامل المسؤولة عن ظهور السلوك العدواني عند لاعبي كرة القدم الجزائرية؟
وكانت نتائج الدراسة: طالما أن مدربي كرة القدم القسم الوطني الأول يستخدمون بصفة جلية الأسلوب الاتوقراطي فان السلوك العدواني يصبح أكثر الاستجابات السائدة لدى اللاعبين في الملعب.
- طالما أن المدربين يركزون هدف النتيجة فان السلوك العدواني يصبح أكثر الاستجابات السائدة لدى اللاعبين في الملعب.
الدراسة الثالثة عشر: بعنوان’’مكانة البعد الروحي في عملية الإرشاد النفسي الرياضي لفرق النخبة الجزائرية’’.
من إعداد الطالب: بلخادم محمد بمعهد التربية البدنية الرياضية, جامعة الجزائر دفعة 2003 . ركز الطالب في دراسته على عناصر أساسية روحية ونفسية واجتماعية وتقنية وبدنية من شأنها أن تساهم في تحسين مستوى الأداء الرياضي وبالتالي تحقق الفوز والانتصار.
أكدت النتائج على:- أهمية البعد الروحي في الرفع من مستوى الأداء الرياضي .
- أهمية البعد الروحي في تحقيق الفوز والانتصار .
- غياب البعد الروحي ضمن اللوائح التنظيمية لنشأة الفرق الوطنية وكذا المراسيم القانونية .
- تراجع النتائج الرياضية بسبب تقهقر البعد الروحي.
- الاهتمام المتزايد بالبعد المادي والروحي وذلك لتحقيق الأداء الرياضي الجيد.
- أهمية الإعداد الرياضي العقلاني المتمحور حول البعد الروحي.
النتائج:
يرى الباحثون في المجال الرياضي أن الإحباط يلعب دورا هاما في العدوان, فهو يستثير الغضب أو العنف ويتيح حالة من الاستعداد للقيام بسلوك عدواني كما أن مستوى الغضب أو العنف الناتج عن الإحباط يتأثر بقوة الدافع من حيث شدة الرضا الناتج عن تحقيق المكسب أو اليأس الناتج عن الخسارة.
جدول رقم (1) يبين دلالة الفروق الإحصائية بين مجموعتين في السلوك العدواني
مستوى الدلالة
0.05 T المجموعة غير الممارسة
ع2 م2 المجموعة الممارسة
ع1 م1 النتائج
السلوك
العدواني
دال 5.54 2.83 24.51 2.79 26.23 العدوان الجسدي
دال 2.16 2.55 26.50 2.10 27.17 العدوان اللفظي
دال 3.30 2.20 24.68 3.03 25.83 الغضب
دال 4.72 2.43 25.10 2.94 26.80 العدوان غير المباشر
دال 3.85 2.30 25.19 2.80 26.50 العدوان الكلي
أسفرت النتائج المتعلقة بالسلوك العدواني من خلال الأبعاد الأربعة (العدوان الجسدي- العدوان اللفظي- الغضب- العدوان غير المباشر) على تفوق كبير وواضح للمجموعة الممارسة على حساب المجموعة غير الممارسة للتربية البدنية والرياضية, وهذا ما يدل للتأثير الايجابي لممارستها على السلوك العدواني لدى التلاميذ المراهقين (15-18 سنة) حيث تلعب التربية البدنية والرياضية دورا ايجابيا من ناحية تعلم السلوك لدى التلاميذ أو الفرد بصفة عامة. كلما كان الفوج مختلطا كلما نقصت درجة العدوان وكلما كان الفوج غير مختلط ازدادت السلوكيات العدوانية داخل الحصة فالمراهق يحاول جاهدا إن يبرز بصورة حسنة أمام الجنس الآخر.
من الملاحظ أن التلاميذ في حالة الأفواج المكتظة أكثر عدوانا من التلاميذ في الأفواج غير المكتظة ويرجع هذا الفرق حسب رأينا إلى صعوبة تحكم الأستاذ في الفوج وبذلك يختل النظام وينعدم التفاعل بين المعلم والتلميذ وهذا ما يؤدي إلى سوء العلاقة بينهما.
يمكن إن يعزى التعديل الرياضي للسلوك العدواني إلى التحكم الذاتي الداخلي وبشكل موازي فان الزيادة في درجة الضبط الداخلي تطور دافعية الانجاز .
ويتوقع أن الرياضي المتفوق يتمتع بدرجة أكثر من حيث الضبط الداخلي في مقابل انخفاض درجة الضبط الخارجي نظرا لأنه يفسر انجازاته في ضوء عوامله الشخصية , إذ كلما انتقلنا من مستوى انجاز إلى مستوى أعلى منه تزداد درجة الضبط الداخلي والتي تعمل على ضبط الاندفاع الحيواني أي تحول العدوان السلبي إلى عدوان ايجابي والمتمثل في السلوك الجازم.
تشير النتائج إلى انعكاس مستوى الانجاز الرياضي على تعديل السلوك العدواني لدى الملاكمين حيث أمكننا الانتهاء إلى بناء تصور تمثل في مفهوم التعديل الرياضي للسلوك العدواني.
جدول رقم (2) يبين مواقف المتفرجين من ظاهرة العنف في الملاعب
النسب المئوية التكرار مواقف المتفرجين المقترحين:
39.37 63 ظاهرة خطيرة يجب تظافر كل الجهود للقضاء عليها والتخفيف منها
18.13 29 الجمهور ليس هو المسؤول المباشر عنها
15 24 ضرورة معاقبة كل المتسببين في حدوثها
13.12 21 سوء تكوين اللاعبين خاصة من الناحية النفسية ونقص الكفاءة عند الحكام
03.75 06 الاتحادية مسؤولة عن تفاقم الظاهرة
10.63 17 دون رأي
100 160 المجموع
لقد توصل إلى أن السلوكات العدوانية للمتفرجين ناتجة من عدم كفاية الأمن داخل الملاعب ولغياب الدور الفعال للجنة الأنصار وكذلك الدور السلبي الذي يقوم به بعض اللاعبين على أرضية الميدان.
خلاصة:
تعتبر مشكلة العدوان من أهم المشاكل التي شغلت اهتمام الباحثين وهذا لانتشارها المفزع خاصة في المؤسسات التربوية بالنسبة للمراهقين وهذا ما جعل الساهرين على التربية القيام بعدة ملتقيات وكذا دراسات لتقصي أسباب هذه الظاهرة حيث توجد مؤثرات تعمل على إظهار هذا السلوك منها الاجتماعية الثقافية والنفسية, وبما أن التربية البدنية الرياضية هي مادة من المواد الأكاديمية وهي ذات أهمية كبيرة لما تكتسيه من فوائد نفسية واجتماعية وتعليمية فإنها تلعب دورا كبيرا في معالجة السلوك العدواني خاصة للمراهق حيث تساعده على اجتياز فترة المراهقة في أحسن وجه وهذا لما تتميز به من خصائص أهمها إشباع رغبات وحاجات المراهق والتقليل من آثارالإحباط.
ونجد أن التربية البدنية الرياضية تساعد على اكتساب العديد من المهارات البدنية والاجتماعية حيث تجعل التلميذ أكثر تحكما في انفعالاته وفي السيطرة على أعصابه, فالتربية البدنية الرياضية تمثل فضاء واسع للتلميذ المراهق لملء الفراغ والحفاظ على الصحة الجيدة وتفادي الانحرافات الأخلاقية وتفريغ الطاقة الزائدة والابتعاد عن الغضب والتهور.
تلعب التربية البدنية الرياضية دورا ايجابيا من ناحية تعلم السلوك لدى التلميذ أو الفرد بصفة عامة فهي تؤثر إيجابا على العلاقات العامة حيث ان العنف والعدوان ليس فقط في الوسط المدرسي إنما هي ظاهرة اجتماعية يتغذى بها التلميذ المراهق من المجتمع تحت تأثير قوى غريزية داخلية وقوى تأثير خارجية كوسائل الإعلام المختلفة.
فالعنف في الملاعب إذن ليس قضية جماعة مشاغبة وإنما هو نابع من معاناة فئة كبيرة من المجتمع تتخبط في أزمات ومشاكل يومية وتلك الأعمال العدوانية ماهي إلا تعبيرا عن جملة من الانفعالات المكبوتة في اللاشعور الجماعي كما أنها عملية مقصودة كأسلوب وملجأ للاحتجاج ورفض الواقع الاجتماعي المعيش ، هذا من الجانب الاجتماعي اما من الجانب النفسي فان الظروف المحيطة بالملعب وبمواقف الاداء المختلفة لها تأثير على نفسية المتفرجين مما تسبب له الإحباط واليأس الذي يؤدي إلى ارتكاب سلوكات عدوانية.
التوصيات:
- توفير الحيز الملائم لممارسة الرياضة داخل المدرسة وكذا الوسائل الممكنة كي يتسنى للتلميذ تفريغ مكبوتاته وكذا التخلص من الضغوطات النفسية داخل الحصة بصورة منظمة دون عراقيل تزيد في حدتها.
- جعل للتلاميذ متنفسات لسلوكهم العدواني على غرار حصة التربية البدنية الرياضية ولا يتاتى ذلك إلا بدمج التلاميذ (ذكور- إناث) في جمعيات رياضية حتى ينقص الضغط على الحصة.
- إعداد برامج تخص الأنشطة الرياضية من طرف مختصين في الميدان تستمد مبادئها وأسسها من العلوم المتصلة بطبيعة نمو المراهق تهدف إلى خفض السلوك العدواني والتوترات النفسية والاضطرابات السلوكية.
- تعيين أخصائيين نفسانيين مدربين على التوجه والإرشاد النفسي يتجه إليهم الطلاب وقت الحاجة.
- يجب أن نتبع نمو الطفل في جميع مراحله ومحاولة التأثير على السلوكات العدوانية المكتسبة في مراحل متقدمة مثلا مرحلة ما قبل الدراسة ووضع برنامج رياضي وفقا للمتغيرات والمعطيات.
قائمة المراجع باللغة العربية :
1- محمد يوسف حجاج:التعصب والعدوان في الرياضة،مكتبة الانجلومصرية،مصر،سنة 2002.
2-محمد عبد الرحمان الشقيرات:مقدمة في علم النفس العصبي، دار الشروق للنشر والتوزيع الأردن، ط 1 ، 2005.
3-محمد حسن علاوي :سيكولوجية العنف و العدوان، مركز الكتاب للنشر و التوزيع، ط1 1998.
4- علي عسكر : ضغوطات الحياة و أساليب مواجهتها ، دار الكتاب الحديث ، ط3 ، سنة 2003.
5- خولة احمد يحي : الاضطرابات السلوكية و الانفعالية، دار الفكر للطباعة و النشر، الاردن ط2، سنة 2003.
قائمة المراجع باللغة الفرنسية :
1-JEAN yeves Lassalle : la violence dans le sport , 1 er édition, France , 1997
2- JEAN bidal : RUGBY tactique , lancements d’attaques et enchaînements de jeu , édition amphora , 2001.
3-Dominique badim : hooliganisme vérités et mensonges , édition
E.S.F,paris ,1999.
4-Natacha ordioni , sport et société , édition marketing , paris , 2002.